الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th September,2004 العدد : 77

الأثنين 6 ,شعبان 1425

متى يكتمل معمار الثقافة في بلادنا؟!
سهم بن ضاوي الدعجاني*

س: كنت من أبرز الداعين إلى تكوين رابطة أدبية لأدباء المملكة، ما هي ظروف هذه الدعوة وإلى أين انتهت؟
سؤال طرح على علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، قبل (24) سنة، ضمن حوار أدبي شامل أجرته معه مجلة (القافلة) المعروفة، فأجاب الجاسر: (تحدثت كثيراً حول ضرورة هذه الرابطة وقد كتبت لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب بما أراه من ضرورة إنشاء هذه الرابطة والدوافع كثيرة منها ما أحسست به عندما ذهبت إلى مؤتمرين للأدباء العرب المؤتمر الحادي عشر، والثاني عشر، وكنت ضمن من مثلوا الأدباء السعوديين، ولكنني وجدتني في ذينك المؤتمرين لا قيمة لنا، لأننا لا ننتمي إلى رابطة، وفي آخر مؤتمر لنا في الجزائر دعاني السباعي، وقال لي، لدينا الآن انتخاب للأمين العام لمجلس الأدباء، وكان هو يتزاحم مع أستاذ عراقي آخر، وقال أحب أن تعطيني صوتك، وعندما جاءوا في فرز الأصوات قالوا: مندوب الكويت يعتبر لاغياً لأن الرابطة عندهم منحلة ولم تشكل، ومندوب السعودية يعتبر لاغياً لأنه لا يمثل رابطة، فأحسست بأنه لا قيمة لنا.
وقد كتبت إلى جهات كثيرة، ولكن مع الأسف لم يتم شيء حتى الآن حول هذا الموضوع، وأملنا كبير في أن يتبنى القائمون على شؤون الأدب في بلادنا هذا الرأي وغيره من الآراء التي تسهم في تطور وتبلور حركتنا الأدبية.
* هذه ملامح معاناة علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله وهو خير من يمثل الأدباء في بلاده، التي أفصح عنها في حواره مع مجلة (القافلة) قبل أربع وعشرين سنة، وعندما قرأت ما نشرته صحفنا المحلية عن قرب انعقاد ملتقى المثقفين السعوديين تحت مسمى (الملتقى الوطني للثقافة) والذي سيحتضنه مركز الملك فهد الثقافي في الرياض خلال الفترة من 1113 من شعبان 1425هـ، والسجال الذي دار حول هذا الملتقى وما سيترتب على انعقاده من مناقشة قضايا كثيرة معلقة، فأحببت الإشارة إلى عدد من الموضوعات لعلها تكون علامات في الطريق إلى عقد هذا الملتقى الوطني الذي سيجمع بلا شك مختلف شرائح المثقفين في بلادنا من مختلف ألوان الطيف الفكري السعودي، وهذا ما أكدت عليه الهيئة الاستشارية في الأيام الماضية وإليكم بعض الإشارات.
1 رصد دقيق لأهم وأبرز قضايا المشهد الثقافي السعودي وعدم الانشغال بالمهم عن الأهم، ولعل ذلك يكون من خلال آلية عملية للوصول إلى (المثقفين) ومعرفة ما يشغلهم.
2 بناء قاعدة شاملة للمثقفين والمثقفات السعوديات، ليتم التواصل معهم ودعوتهم إلى حضور هذا الملتقى الوطني والحرص على (لم الشمل) لكافة شرائح المثقفين من مختلف مناطق ومحافظات المملكة من خلال آلية واضحة ودقيقة.
3 تفعيل التواصل والتناغم مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والذي أعرف أن له جهوداً كبيرة في بناء قاعدة معلوماتية للمثقفين والمفكرين السعوديين وغيره من المراكز الثقافية والمكتبات الوطنية ذات العلاقة.
4 المثقفة السعودية، نجحت في أن تكون علامة فارقة في مشهدنا الثقافي، ولم تعد مشاركتها في مثل هذا الملتقى منتهى طموح الوطن، بل إن قيامها بالاشتراك في صياغة مشروعنا الثقافي هو الطموح، ولا تنتظر مني أو من غيري شهادة في حقها لذا آمل أن تنجح وزارة الثقافة والإعلام في الخروج بمشاركة المثقفات السعوديات إلى أرض الواقع بشكل يعانق طموحهن ويتناغم مع ما وصلنا إليه من تفوق ونجاح في الطرح والتناول الثقافي لقضايا الوطن.
5 أعلم أن كل مثقف سعودي من حقه أن يدعى لهذا الملتقى، ومن حقه أيضاً أن يفصح عن (ملامح) مشروعه الخاص لتطوير الثقافة في بلادنا حسب رؤيته وتجربته الخاصة وهذا ما ستجده وزارة الثقافة والإعلام الجهة المنظمة للملتقى مبثوثاً في صحفنا ومجلاتنا
المحلية، وكذلك المواقع الثقافية في الشبكة العنكبوتية، فما حظ هذه الآراء والأفكار والرؤى من الرصد والتوثيق، إنها إذا رصدت ستشكل بعض ملامح خارطة الثقافة في بلادنا بل وسترسم الصورة الأمل لمستقبلها.
6 الصالونات الثقافية، يشهد لها الكثيرون بالدور الإيجابي في محاولة لم شمل المثقفين وتناول العديد من قضايا مشهدنا الثقافي المحلي، وقد تباينت في رسم ملامح ثقافتنا المستقبلية من خلال ما تتناوله من قضايا كثيرة فلعل هذا الملتقى، يحرص على دعوة أصحاب هذه الصالونات وتكريمهم وجعل موضوع (الصالونات الثقافية) ودورها في صياغة المشهد الثقافي السعودي، موضوعاً على طاولة نقاش المشاركين في المؤتمر.
7 هناك العديد والعديد من الجهات الرسمية والخاصة من مكتبات ومراكز ثقافية، لديها رؤية خاصة تجاه هذا الملتقى من حقها أن ترصد وتوثق.
وقد أعجبني قول الأستاذ محمد رضا نصر الله، أمين الهيئة الاستشارية عندما قال: (سيكون هذا الملتقى بمثابة برلمان للمثقفين السعوديين) وأنا أعلم أن الأستاذ محمد يعيش في قلب الثقافة ويعايش الحراك الثقافي والاجتماعي في وطننا والشكر موصول لأعضاء الهيئة الاستشارية الدكتور محمد الربيع والدكتور سعد البازعي والدكتور أحمد الضبيب والدكتور منصور الحازمي والأستاذ نعيمان عثمان والدكتور محمد الرصيص والأستاذ محمد رضا نصر الله، الذين قضوا أياماً وليالي في رسم ملامح هذه المفاجأة الجميلة للوسط الثقافي السعودي.
لعل وزارة الثقافة والإعلام في عهدها الجديد، تنجح في خلق اتحاد بين الثقافة والإعلام لخدمة الوطن في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها على مختلف المستويات، للخروج من هذا الملتقى بصياغة إستراتيجية وطنية تكون الطريق الآمن إلى إحداث نهضة ثقافية شاملة تساهم في خلق المواطن ذهنياً ووجدانياً لمواجهة التحديات التي يمر بها الوطن، فكما نجحنا على مستوى المؤسسة السياسية والأمنية في مواجهتنا مع الإرهاب نطمح أن ننجح على مستوى المؤسسة الثقافية لرسم مستقبل يليق بالحركة الفكرية في بلادنا.
أخيراً.. يشكل هذا الملتقى منعطفاً تاريخياً ينتظره المثقفون السعوديون، لإحداث نقلة نوعية تدفع بالفعل الثقافي المحلي إلى الأمام، ولكن السؤال قبل أن يدخل الجميع إلى أروقة الملتقى، وقبل أن يفرحوا ببريق التوصيات، لعلي أطرح سؤالاً مشروعاً: ماذا عن توصيات المؤتمرين الأول والثاني للأدباء السعوديين الذي سبق أن نظمتهما جامعتا الملك عبدالعزيز وجامعة أم القرى ومن تلك التوصيات الحبيسة على سبيل التذكير فقط إحياء أسواق الأدب التي تعد بمثابة امتداد للأسواق التاريخية القديمة، وإنشاء مجمع اللغة العربية والمجلس الأعلى للفنون والآداب، وتأسيس مؤسسة تتولى نشر الكتاب السعودي، وصندوق ثقافي اجتماعي للأدباء والمثقفين وغيرها من التوصيات التي لو تحقق شيء منها، لقطعنا شوطاً كبيراً بدلاً من هذه الجهود الطيبة والرائعة التي نبذلها الآن، وهي في الحقيقة محاولة لإعادة إعمار ثقافتنا المحلية.


* مدير مركز حمد الجاسر الثقافي

الصفحة الرئيسة
الملتقى الأول للمثقفين السعوديين
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved