الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th September,2004 العدد : 77

الأثنين 6 ,شعبان 1425

الملتقى..والمتغيرات المحلية
د. عاصم حمدان*

* يُعْقَد الملتقى الأوَّل للمثقَّفين السعوديين في ظلِّ متغيرات دولية ومحلية عديدة، لذا يجب أنْ يكون المثقف السعودي صريحاً وهادئاً في طرْحه وعلى الجهات المعنية أنْ تؤكد على الأخذ في الاعتبار الحقائق التالية:
* إنْ تكريس مبدأ الإقصاء الفكري مِنْ هذا الجانب أوْ ذاك قد أضرَّ بمجتمعنا وثقافتنا، وبالتَّالي لم تستطع مجاراة الآخرين في تطورهم التقني والفكري والاجتماعي.
* إنَّ تَقْليص مساحة الحرية قد أدَّى ببعض المفكرين والأدباء إلى طبْع إنْتاجهم خارج المملكة، بينما كُنَّا سباقين لنشر الكلمة الهادفة فما كتبه الأديب والرائد الكبير محمد حسن عواد في خواطر مصرحة أو الرَّائد أحمد السباعي في (دعونا نَمشي)، أوْ حمزة شحاتة في محاضرته الشهيرة عن (الرجولة عمادُ الخُلق الفاضل)، أوْ عبدالله عبدالجبَّار في (الشياطين الخرس) لقد كُنَّا سباقين لنشْر الرأي الهادف في أجواء لاتخشى مِنْ هذه الكلمة بأساً، مادامت الثوابت محفوظة ووحدة الوطن هي الغاية التي يَسْعَى إليها صاحب كُلِّ فِكْرٍ حُرٍّ وكلمة بناءة وهادفة.
* إنَّ مبدأ الشّللية هو الآخر قد أضرَّ بمسيرة الفكر والأدب، ففي الثمانينيات الميلادية انتشر توجُّهٌ خطيرٌ وهو (هل واحِدٌ مِنَّا أمْ لا؟، وظَلَّت بعض الملاحق لا تحتفي إلاَّ بإنتاج مريديها أوْ أتباعها حتى لو كان هذا الإنتاج ضَحْلاً، وللأسف فإنَّ التيار الحداثي آنذاك قَدْ تترَّسَ بدايةً في بعض الأمكنة وجعلها حكراً على نَفْسِهِ، وقام الآخرون يتترسون في مواقعهم، وكان يمكن أنْ يقوم حوارٌ متكافئ بين الطَّرفين لما فيه مَصْلَحة الثقافة والفكر في الوطن، ومَنْ بَشَّرُوا بالتعدَّدية كانوا الأكثر بُعْداً عنها والأقرب إلى الإقصاء الذي يمارسه المتشدِّدون مع إخوانهم في العقيدة والوطن، وهو توجهٌ خطيرٌ ومُفيدٌ.
إنَّ مصلحة الأمة والوطن تقضي بأنْ تكون هناك منابر فكرية متعدِّدة في ظلِّ الثوابت المعروفة وهذا ما نتطلَّع لتحقيقه ولو بعد حين، ووفق الله المجتمعين لما فيه رضاء الله ورسوله وخير الوطن.


* أديب وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز

الصفحة الرئيسة
الملتقى الأول للمثقفين السعوديين
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved