Culture Magazine Thursday  01/07/2010 G Issue 317
فضاءات
الخميس 19 ,رجب 1431   العدد  317
 
تقريباً
الإيمان.. بداية
ضياء يوسف

جميع الناجحين على مستوى إبداعي كبير جدا يخبروننا أن علينا أن نؤمن. الجميع يفعل ذلك.. أو لنقل أن أفضل من يخبرنا بما علينا أن نفعله..هم أولئك الذين يكيلون لنا سحر الإيمان وما يفعله في دعم الإبداع والإنجاز.

لماذا التحدث عن قيمة الإيمان في العمل الفني الآن؟ إنها الحاجة للخروج من مجرد الفعل الفني (الحاضر) في وسطنا إلى مرحلة الإيمان بموضوعه..مرحلة الانسجام مع تطبيقات الفن المعاصر كقيمة فكرية وكموضوع حي يخرج من عمق ضمير الجمهور ويتوجه إليه. وهو في سياقنا المحلي تحديدا محاولة لإعادة وجدان الفن لينظر إلى الإنسان كمركز شامل للحياة..

(علينا أن نتعلم الاكتشاف.. فنحن نحب الاكتشاف أكثر من المعرفة) جملة رائعة اقتباسها يشير إلى الفن اليوم باعتباره هكذا تماما.. يواجه كما مهولا من المعلوماتية والمعارف الجاهزة على الإنترنت. ويفترض حالة من الاكتشاف أظن أن بإمكاننا بإغفال بسيط لمعارف مخضرمينا استثمار واقعيتها, لندعم ونحقق بسهولة جيلا فنيا رائدا يعيش حقيقة إنسانيته العالمية بإبداع..

ليس علينا أن نأمل بتكون إيمان من نقطة اللاشيء.. كما ليس علينا أن نعتمد على إيمان كبار فنانينا بأنفسهم, وبما يفعلون. ليبدو لنا ما نفعله في أمر التجديد مبالغا!. هذا ليس نكرانا لهم إنما التجديد يفترض حالة أخرى من الإيمان تلك القادرة بتلقائية على إتباع سذاجة التأكيد على أن التغييرات البسيطة التي يضيفها كل منا ستؤدي بنا من بين كل البشر للتغيير الكبير الذي نأمل ..وهو ما سيحدث بالفعل.

الإيمان بحد ذاته طاقة شابة تحاول أن تصل وتكبر إنجازاً إنجازاً وفكرة فكرة .. أما من يظن بأنه وصل فعليه تعليمنا قصته في محاولة الوصول لا عن نهاية الرحلة حيث لا نريد الآن أن ننتهي. لقد ألغى العالم الإلكتروني اليوم ماضي السلطوية الفنية, صار ثمة مدى لانهائيا من الاستجابات وحالات التعبير. وضاق خاطر الجمهور بأي فن يصلهم بفوقية ولا يتحاور معهم فكراً لفكر.

لهذا تحديدا على الفنانين الإصرار على التفاعل والاندماج بالطاقات الشابة الجديدة الواعية والمنغمسة بواقع اليوم وفسح المجال لهم ليتعلموا منهم لا العكس. ثمة فنانين الآن قطعوا مسافة احترافية كبيرة هم من الذكاء أن يعتمدوا كلياً في أفكار أعمالهم على ورش عصف ذهني يقيمها شباب. من هذا أؤكد أن خريجو الفنون والممارسين الجدد يملكون طاقة تغيير هائلة ومثالية لنقلنا.. الطاقة التي أتمنى أن يعي الجميع مسؤوليتهم النبيلة في توضيح صدق حقيقتها..وكفانا شغفا بالأستذة.

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة