Culture Magazine Thursday  01/07/2010 G Issue 317
تشكيل
الخميس 19 ,رجب 1431   العدد  317
 
من الحقيبة التشكيلية
فوزه بالجائزة الأولى يدفعه لتحقيق المزيد
الفنان العجلان تجاوز الفرشاة واللون إلى النحت بالأزميل والمطرقة
إعداد: محمد المنيف

عند تصفحنا لصفحات الساحة التشكيلية نتوقف احتراماً وتقديراً لأسماء كثيرة أتت إلى هذا العالم الجميل وهي حاملة عدتها وعتادها فكراً وموهبة وبعد نظر، هذه الفئة لا تبحث عن الإثارة ولا تدعي الكمال ولا تبارز أو تنافس إلا بما يتناسب مع مبدئها وهدفها أن الفن جزء من تشكيل الفرد وتكوينه وأخلاقياتها وأن في تأثيره على النفس والوجدان ما يعكس كيفية التعامل معه ومع الآخرين، أسماء ومبدعين عشقوا الفن ومارسوه بصدق وبحثوا فيه متلمسين عن أقرب سبله للتعبير عن مكنوناتهم، يجدون في الفن جسراً للتواصل مع الآخر وليس غلافاً تمثله الشهرة مع أن الشهرة عنوان لنجاح المبدع، هؤلاء نراهم كأهلة الأشهر تظهر في وقتها وتكبر لتصبح بدراً مضيئاً بما تقدمه من أعمال ثم تتلاشى استعداداً للعودة من جديد دون ضجيج، اليوم يسعدنا أن نستضيف الفنان عبدالرحمن العجلان الذي احتفظ بموهبته خلال دراسته التخصصية في مجاله العسكري إلى أن حصل على درجة البكالوريوس فيها ومع انشغاله وحرصه المعروف منه إلا أن عشقه التشكيلي يلازمه وقت فراغه فخص له من وقته ما يستحق وأخرج لنا إبداعات كسب منها إعجاب النقاد والمقتنين محلياً وعربياً وكسب فيها العديد من الجوائز أقربها الجائزة الأولى على مستوى المملكة في المعرض الثاني للنحت الذي أقيم قبل أيام.

انطلقت موهبته عبر الرسم الزيتي فأبدع في اللوحة واتبعها تجاربه في النحت فتجاوز مرحلة البحث إلى الاحتراف فكان له الكثير من الأعمال التي تميز بها عن البقية بشخصيته المستقلة في الموضوع وكيفية التنفيذ وإبراز الفكرة. لم يكتف بالخامات الجاهزة كالحجر والخشب بل تفرد بصناعة خامة خاصة لا زال يغوص في أعماقها ويبحث عن ما بعدها من جديد.

السؤال البداية

يقول الفنان عبدالرحمن العجلان إن بداياته كانت في تأمل جماليات ما تقع عليه عيني سواء كان تصويراً (رسم) أو نحتاً، تزامن هذا مع حبي لهذا العمل، ولكن لكل مجال لي فيه فكرة، ولأجل أن تأخذ كل فكرة حقها من النضج كان التصوير أسرع تعبيراً من النحت في تلك الفترة، ولكن ربما يكون النحت في هذه الفترة غلب على غيره، وفي بعض الفترات أجمع ما بينهما فكرياً وعملياً.

ويضيف بدأ حبي للجماليات منذ الصغر وازداد مع الوقت عندما قرأت الكثير من الكتب الفنية وزرت أغلب المعارض للاطلاع وإثراء فكري فنياً محاولاً الجمع بين حبي لهذا الفن ودراستي الأمنية، مع أن عملي مغاير لهذه الهواية ولكن الله سبحانه وتعالي وفقني للجمع بين حبي لهذا الفن وممارسة عملي أمنياً.

وعن نزعته نحو اكتشاف الخامات البديلة، ما هي أبرز هذه الاكتشافات، وعن الخامات التي تعاملت معها في تشكيل أعماله قال:

في ظني أنه لا يوجد في الأساس أي خامات معروفة تعبر عن فكرة الفنان ولكن مع البحث والتأمل ووجود الفكرة حاولت قدر الإمكان تطوير مهاراتي واستخدام بعض الخامات التي تخدم إنجاز العمل، والتي لم يتطرق إليها أحد من قبل، ومنها برادة الحديد وبعض الخامات الأخرى لتوظيفها في بعض أعمالي سواء كانت في مجال التصوير أو النحت.

من أين يستقي الفكرة وكيف يحولها إلى عمل فني؟

يقول الفنان العجلان أعتبر جميع أعمالي سواء كانت في التصوير أو النحت تعتمد اعتماداً كلياً على الموضوع والفكرة مستمدة من كل ما تقع عليه عيني في الطبيعة أو من المعاناة في الحياة، وأقوم بترجمة هذه المواضيع أو الأفكار من خلال إعمالي، حيث إنها تأخذ مني أغلب الوقت حتى ترى أعمالي النور.

وعن ميله إلى الرمزية في منحوتاته قال:

أحاول أن تأخذ جميع أعمالي أسلوبي الخاص الذي يعتمد على أساسيات المدارس الفنية، لأنني لا أعتبر أن الخامة مهمة بقدر أهمية الفكرة، ولهذا أطوع جميع الخامات التي تقع في يدي على ترجمة ما أملكه من فكرة حتى أصل إلى ما خططت له.

وعن تأثير الرأي حول أعماله، وما يجده القناعة؟

قال: اعتبر نفسي لازلت بحاجة إلى الاستفادة من النقاد المتخصصين وأصحاب الخبرة، محاولاً أن يكون هناك توافق بين رأي الناقد وما أملكه من قناعة شخصية.

مع اتفاقه معنا أن المعارض هي المحك الحقيقي لإبراز الفنان، وكيف يرى تجربة المعارض الجماعية، وما الذي ينقصها؟

قال العجلان: لاشك أن المشاركة في المعارض سواء كانت هذه المعارض فردية أو جماعية من أهم أسباب بروز الفنان في الداخل والخارج، نظراً لما يدور في هذه المعارض وورش العمل من نقاشات بين الفنانين والنقاد لتبادل الخبرات بينهم، ولمزيد من النجاح لهذه المعارض فإنها تحتاج وباستمرار إلى الاهتمام الإعلامي بجميع قنواته ووقوف مسؤولي وزارة الثقافة لإنجاحها ودعمها حتى يكون الدافع محفزاً لجميع الفنانين والفنانات.

وعن أن النحت أصبح معرضاً خاصاً، وعن فوزه بالجائزة الأولى، ووقع الجائزة، وكيف يرى تأثيرها في مسيرته القادمة؟

قال: في السابق كانت جميع المعارض شاملة جميع الاتجاهات ومتنوعة في الطرح ولكن وجود مناسبة رسمية ومعرض متخصص للنحت كان أحد الدوافع الرئيسية لجميع النحاتين للمشاركة وإبراز نشاطهم وعرض أعمالهم، وقد سبق أن فزت عدة مرات في مجال النحت قبل هذه المناسبة، ولكن فوزي بالجائزة الأولى بهذا المعرض الخاص بالنحت له وقع كبير وسيكون دافعاً ومحفزاً لي في المستقبل لتقديم المزيد من الأعمال المتميزة في هذا المجال.

ربطت الأعمال النحتية بالعرض الميداني، بمعنى أن النحت مكانه الميادين والساحات وغيرها من الفضاء الرحب أكثر من عرض لنماذج في معرض داخل الصالات، سألنا الفنان العجلان هل يطمح أو يتمنى أن يرى أعماله تزين ميادين المدن، وما هي الحلول في نظره لإقناع المسؤولين بذلك؟

قال: أنا وغيري من الفنانين يتمنى أن يرى أعماله وهي تزين ميادين وساحات وطنه، وأرى أن يطرح هذا السؤال على مسؤولي الإدارات الحكومية المعنية بإبراز نشاط فناني الوطن في مجال النحت وغيرها من الفنون، وخاصة منها الأمانات (البلديات) في جميع مناطق المملكة.. وأهم الحلول في نظري هو اقتناع المسؤول المعني بأهمية الفن وحب الجمال واقتناعه بأن النحت في ميادين المدن يمثل ثقافة مجتمع، وأقرب مثال على ذلك محافظة جدة أثناء تولي معالي أمينها السابق المهندس الفارسي.

يشترط في الأعمال المشاركة في المعارض مقاس وارتفاع معيّن، ألا يرى الفنان العجلان أن هذه الاشتراطات تحد من تحرك الفنان في الكتلة وتقيد التعبير عن الفكرة التي تتطلب مساحة معينة؟

أجاب: لكل معرض له خصوصياته المناسبة من أجل النقل والعرض، ولكن الفنان الحقيقي لا تعيقه المقاسات نهائياً عن إيصال فكرته بأية طريقة كانت أو بمقاسات معينة، بل إنها جزء من التحدي الذي يظهر براعة الفنان.

أخيراً لماذا لا تعرض الأعمال بمقاس مفتوح في الحدائق ويسمى معرض الحديقة كما هو معمول به عربياً وعالمياً؟

قال الفنان العجلان مختتماً لقاءنا: عندما نجد الفرصة المناسبة بأذن الله تعالي مستقبلاً واقتناع الجهات المختصة بأهمية هذا الفن وتوفير الدعم اللازم، سوف يرى الجمهور هذه الأعمال النحتية بإذن الله معروضاً بالحدائق.

*****

السيرة الذاتية

- الفنان التشكيلي عبد الرحمن بن عبد الله العجلان

- عضو بجمعية الثقافة والفنون بالرياض.

- عضو مؤسس للجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جفست).

- عضو مؤسس لجماعة ألوان للفنون التشكيلية.

- عضو باللجنة الثقافية بنادي الهلال بالرياض.

- العمل الحالي ضابط بالمديرية العامة للجوازات.

أهم المشاركات

- شارك في معظم معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب الداخلية والخارجية.

- شارك في معظم معارض جمعية الثقافة والفنون الداخلية والخارجية.

- شارك في جميع معارض مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة.

- شارك في جميع معارض ألوان للفنون التشكيلية.

- تم تضمين بعض أعماله كوسيلة إيضاح تعليمية بكتاب التربية الفنية للصف الأول الثانوي بنات لعام 1430-2009م.

أهم الجوائز

- حصل على جائزة أولى ثلاث مرات متتالية في معارض فناني وأندية المنطقة الوسطى.

- حصل على أربع جوائز اقتناء في معارض المقتنيات التابع لرعاية الشباب.

- حصل على ثلاث جوائز اقتناء في معارض الفن السعودي المعاصر.

- حصل على جائزة المستوى الأول أربع مرات في المعرض العام للمناطق.

- حصل على درع وجائزة منتدى الشباب العربي بالرياض (القدس تاريخ وحضارة).

- حصل على جائزة اقتناء بمعرض الفن السعودي (نماء ورخاء) بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين.

- حصل على جائزة اقتناء بمسابقة السفير بوزارة الخارجية والجائزة الأولى في الفن التطبيقي بمعرض المقتنيات.

- حصل على أكثر من ثلاثين شهادة تقدير وخطاب شكر في مناسبات عديدة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون وجهات رسمية أخرى.

- له مقتنيات بالداخل في عدة دوائر حكومية وخاصة وأفراد.

monif@hotmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة