Culture Magazine Thursday  01/07/2010 G Issue 317
تشكيل
الخميس 19 ,رجب 1431   العدد  317
 
وميض
جماعة الفنون التشكيلية بالقطيف
عبدالرحمن السليمان

عشرة أعوام مرّت على جماعة الفنون التشكيلية في القطيف أسست لعمل جماعي مشترك فيه الحضور والمشاركة والعمل المتواصل والسعي إلى الخروج من إطار المكان إلى ما هو أبعد.

بعد هذه العشر بكل ما يمكن أن تحمله من معوقات أمكن تجاوز كثير منها لتبدأ مرحلة جديدة؛ أسماؤها مجموعة من الشباب والشابات يجمعهم حب الفن والتفاني من أجله ومن أجل خدمة الجماعة والمنتسبين لها، وقبل ذلك مدينتهم. هذا ما لمسته في الجهود المتواصلة للجماعة وقد تقلد مسئوليتها جيل جديد برئاسة محمد الحمران ودعم ومؤازرة أخوية من أعضاء خارج هذا المجلس.

لعل الأنشطة المتوالية في مقر نادي الفنون هي دلالة على نشاط متقد لفنانين وفنانات يتنافسون في تقديم أنفسهم بما هو أجود وأحدث وقد لمست في عدد من المعارض الفردية ما يمكن تسميته بالوعي بماهية العرض الشخصي، لقد ظهرت في الفترة الأخيرة معارض نسائية كانت هي الملفتة بعددها وبمستواها مقابل محدودية معارض الرجال لكن هذا لا يعنى شيئا مادام يصب في مصلحة الفن في المحافظة والمنطقة عموما.

مع قربي من الجماعة أحسست بجهد كبير يبذله الأعضاء، فالتواجد والحضور ذكرني بالأعوام الأولى للجماعة عندما رأسها الفنان علي الصفار ثم الفنان زمان محمد جاسم، مثال ذلك العمل إنشاء مجموعة الكترونية تتواصل مع الخارج من فنانين وإعلاميين، وهي خطوة تقرب كثيرا من المسافات وتعرف بشكل مباشر بالجماعة ونشاطها ولمست من جانب آخر تعاون الأغلبية في التواصل، تعاون إيجابي بين المجموعة افتقدته خلال أعوام سابقة من عمرها. استطاعت-الآن- العمل بكل جدية لتفعيل الأنشطة وضم وجوه جديدة ونشاط جديد وقد حدث ذلك من خلال التنافس في المعارض والمشاركات التي نتابعها.

لا شك أن جماعة الفنون التشكيلية في القطيف مع عمرها القصير نسبيا وقد تأسست وأقامت أول معارضها عام 1997 أسهمت في الحركة التشكيلية بالمنطقة الشرقية والمملكة ببعض منسوبيها الذين أخذ عدد منهم في التحرك منطلقا إلى مدن المملكة وإلى الخارج بمعارض شخصية أو مشتركة أو جماعية، بل إن البعض الآخر كان حاضراً وممثلاً للمملكة في بعض المناسبات الهامة، وهذا يدلل على الأثر الذي تركته الجماعة في أعضائها وما منحتهم إياه من تحفيز وتنشيط وثقة أيضا، لعل مثل ذلك لم يتأتى بطريقة مباشرة إلا أنه أثر وجود الفنانين وبخبراتهم المختلفة وطموحاتهم واجتهاداتهم الشخصية وعملهم المشترك أيضا، وأثر ما تقوم به من فعاليات وأنشطة وبث روح الحماس بشكل غير مباشر ما بين الأعضاء خاصة الفنانات، ولعلنا بالمقابل نستعيد الجائزة التي حصلت عليها الفنانة غادة الحسن في مسابقة سعاد الصباح في الكويت أخيرا وهي صاحبة واحد من أهم معارض الفنانات التشكيليات التي أقيمت هذا العام، والفعاليات المصاحبة من ورش أو لقاءات تناقش الأعمال الفنية بعد إقامة بعض المعارض واستقطاب بعض المختصين للحوار والنقاش والروح الأخوية التي تسود تلك الحوارات والمناقشات؛ لكل ذلك إيجابياته في تنمية وتطور تجارب الفنانين والفنانات وهناك حرص دائم على هذه الحوارات المسها من أصحاب المعارض والتجارب أو من منظميها أنفسهم وهو إحساس إيجابي لفتح باب الحوار حول أي تجربة جديدة والإضافة لها، وهو أيضا حراك فني هام وسط الفعاليات المختلفة في القطيف نفسها.

جماعة الفنون التشكيلية في القطيف أصبحت الآن واحدة من الجماعات الأكثر نشاطاً وفاعلية في المملكة مقابل جماعات أخرى لها تحركها وبرنامجها الخاص، بل إنها تواصل الدور بكل حيوية على مستوى المدينة (القطيف)، ذلك من خلال بعض أسمائها وأنشطتهم وتواجدهم في المعارض المحلية والخارجية، ولا شك أن العمل المتواصل والحميمي (الأخوي) الذي نلمسه ما بين الأعضاء سيكفل لها البقاء بهذه الروح وهذا العمل الدؤوب والذي ستكون نتائجه أكثر إيجابية على الجميع مستقبلا، أشير إلى أهمية المعرض الجماعي الحادي عشر الذي أقيم أخيرا بعد توقف العروض الجماعية ومنذ أعوام ليكون مستهلا لفعاليات مماثلة أو مشتركة قادمة وهو معرض أعاد عدداً من الأعضاء بل بث روحاً من التفاؤل لمستقبل يعيد الحيوية التي انطلقت بها.

aalsoliman@hotmail.com الدمام
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة