Culture Magazine Thursday  03/06/2010 G Issue 313
شعر
الخميس 20 ,جمادى الآخر 1431   العدد  313
 
يا سيد الكلمات
إلى غازي القصيبي.. بمناسبة شفائه، وعودته إلى أرض الوطن
شعر: حمد العسعوس الخالدي

سقط القريضُ - على السريرِ - وغابا

لمَّا مرضتَ، وأقفلَ الأبوابا

المُفْرَداتُ.. بَكَتْ - على أسوارِهِ

وتزاحمتْ - تستعطفُ الحُجَّابَا

كانتْ تدورُ - هُنَا - وتندبُ حَظَّها

مثلَ الثَّكَالى النائحاتِ شبابا

يا سيِّدَ الكلماتِ.. عُدْتَ، فَعَاودتْ

كلماتُنا - تتسوَّرُ المِحْرَابا

إِنْهَضْ.. فَقَدْ وَفَدَتْ - إليك حُرُوْفُنا

لِتُقَبِّلَ العينين، والأهدابا

في هذه الصحراءِ.. أنتَ نَمِيْرُنَا

ونَرَاكَ - أنتَ - سَحَابنا الجوَّابا

فإذا حَضرت.. تبرعمتْ أغصانُها

وإذا أتيتَ.. تَحَوَّلَتْ - أَعْنَابَا

وإذا قَدِمْتَ. تَجَوْهَرَتْ أَلْوَانُها

وإذا هَطَلْتَ.. تَقَطَّرَتْ - أَكْوَابَا

***

يا ساحِرَ الكلماتِ.. كيفَ جَعَلْتَهَا

تأوي إليك، وتَهْجُرُ الخُطَّابا..؟

لَبِسَتْ - لَكَ - الكَلِماتُ كُلَّ حُلِيِّها

وأَتَتْ - إليكَ - فَجَهِّزْ الأَنْخَابَا

ما أكثرَ العُشَّاقَ.. حولَ قصيدتي

لَكِنَّهَا ....... تتخيَّرُ الأحبَابا .. !

يا سيِّدَ الشُّعراءِ - في أحيائنا

مُذْ غِبْتَ.. جِعْتُ، وما اسْتَسَغْتُ شرابا..!

لو كُنْتَ تعلمُ ما أصابَ ديَارَنَا

عند الغِيابِ.. لَمَا اصطفيتَ غيَابَا..؟!

جَفَّتْ مياهُ الشعر - في آبَارِنَا

وذَوُوكَ.. صاروا يطردُونَ سَرَابَا

وتَعَطَّلَتْ كُلُّ المواردِ، وانْبَرَتْ

خيلُ القصائدِ - تشتكي الأَوْصَابا

وَرَمَتْ يَمَامَاتُ القصائدِ ريشَهَا

وتَسَاقَطَتْ، وتَفَرَّقَتْ - أَسْرَابَا

أنَا لا أَلُومُ الشِّعْرَ - حينَ تَسَابَقَتْ

مَلِكَاتُه - لَكَ - تنثرُ الأَطْيَابَا..؟!

فَقَدْ اصطفاكَ المجدُ - بين كواكبٍ

تبني القصائدَ - بَدْرَهَا الوثَّابَا

وإذا الكواكبُ غابَ - حيناً - بَدْرُهَا

نالَتْ - من الحُزْنِ المُقيمِ - نِصَابَا

***

الليلُ ينشرُ - منذُ غِبْتَ - خِيَامَهُ

والحُزْنُ يعزفُ - في الدروبِ - رَبَابَا

يحتاجُكَ الفجرُ الفصيحُ.. لِتَعْتَنِي

بِبَيَاضهِ، وتُعِدَّ - منه - كِتَابَا

والأرضُ.. كي تزدادَ - منكَ - صلابةً

والوسْمُ.. كي تَتَعَهَّدَ الأَعْشَابا

يحتاجُكُ الحادِي.. لِتَقْرَأَ كَفَّهُ

وتصوغَ للجيلِ الجديدِ - خِطابا

فَأَعِدْ - إلى القولِ الجميلِ - وسامةً

وأعِدْ - إلى الفعلِ النبيلِ - إِهَابَا

***

كُنَّا نُصِيْخُ لكلِّ صَرْخَةِ ناعقٍ

ونصدِّقُ الدَّجالَ، والكذَّابَا..!

كُنَّا ندافعُ عن مُخَطَّطِ فِتنةٍ

وعن العناكبِ - تنسجُ الأَسْبَابَا..!

حتَّى انْتَفَضْتَ - مُبَكِّراً - فَفَضَحْتَهَا

وأزحتَ - عن وجه العدوِّ - نِقَابَا

خُضْتَ المعاركَ - ضدَّ كُلِّ كتيبةٍ

للشرِّ - تحملُ خُطةً، وحِرابا

ولَعَقْتَ جُرْحَكَ، وانْبَرَيْتَ - نيابةً

عَنَّا - تُبيدُ عقارباً، وَذِئَابَا

فانهضْ.. أبا يارا - لتنهض خَيْلُنَا

يا بَدْرَنَا.. المتوهِّجَ.. الخلابا

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة