Culture Magazine Thursday  06/05/2010 G Issue 309
فضاءات
الخميس 22 ,جمادى الاولى 1431   العدد  309
 
المؤلفة قلوبهم واكتساح الملتقيات..
عبدالمحسن الحقيل

تقوم أنديتنا بجهد جميل في الإعداد لملتقياتها وتهب وقتا كبيرا للإعداد المميز والثري الذي تحاول أن تجعله مرضيا للتطلعات لكنك إذ تصلك أوراق العمل في الملتقيات الأدبية تدهشك العناوين البراقة كالسيميائية والتداولية والإنشائية وفضاءات الزمان والمكان والتي تحفزك على الحضور مهما كانت العوائق، فتهمل شؤونك الخاصة طمعا في اقتسام الحلوى اللذيذة التي يبشر بها العنوان، وتحضر محدثا نفسك أنك ستحقق قدرا رائعا من مهارات النقد الأدبي.

وتنطلق تصحبك الأمنيات لتفاجأ أنك أمام بحوث طلاب ثانوية عامة لا ترتقي حتى للطرح في جلسة خاصة ناهيك عن ملتقى رسمي؛ أوراق تشرح النص وتكتفي بالشرح فقط.

وإذا استعرضنا مراحل القراءة في أبسط صورها وجدناها تبدأ مع القراءة البسيطة والحرفية والتي تعني قراءة النص كما هو والاكتفاء بما فيه وهذا جهد المفلس دون ريب ثم القراءة التفسيرية والتي تشرح وتصل للنتائج وتصف النصوص وتلك مرحلة جيدة لكنها أقل كثيرا من أن تلقى في ملتقيات رسمية ثم القراءة التطبيقية الناقدة والتي تبدي رؤية فنية ونتائج علمية.

وعندما نحضر تلك الجلسات نجد كثيرا من الأوراق لا تتجاوز مرحلة القراءة الحرفية والتي تكتفي بعرض النص فما الجدوى؟ وما العمل الذي بذله صاحبها؟ وأي نتيجة وصل لها؟

وقبل ذلك كله تجد تلك الأوراق خالية من أي منهج نقدي حقيقي يناقش ويصل للنتائج فما هي إلا إعادة صياغة وتلاوة بصوت مرتفع.

والمصيبة أن الأسماء تتكرر في الملتقيات لتجد نفسك أمام أسماء رائعة تحاور وتناقش وتهبك ثمرات للبحث كما يفعل الدكتور إبراهيم الشتوي والدكتور علي الرباعي والأستاذ خالد اليوسف والأستاذ سعد الرفاعي سعوديا وكما يفعل الدكتور حافظ المغربي والدكتور عادل ضرغام على المستوى العربي وآخرون لا يتسع المجال لذكرهم.

لكنك في الوقت ذاته تجد الأسماء التائهة نفسها في كل ملتقى.

نصاب بإحباط من أقوام أسميهم «المؤلفة قلوبهم» والذين يقدمون أوراقا تافهة ويحضرون فقط لتناول الوجبات الثلاث واحتساء الشاي والقهوة وهدر أوقاتهم أولا وأوقاتنا ثانيا فيما لا خير فيه.

هي دعوة لأنديتنا الحبيبة لإعادة النظر بصدق في الأوراق المقدمة لتؤتي أكلها بإذن ربها.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«8022» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة