Culture Magazine Thursday  07/01/2010 G Issue 293
فضاءات
الخميس 21 ,محرم 1431   العدد  293
 
زهد في الأجواء والأضواء ..وغادرنا فقيه وفقيد اللغة
إبراهيم بن عبدالرحمن التركي

ووري الثرى يوم الخميس الماضي العلاّمة الأستاذ الدكتور حسن الشاذلي فرهود بعد عزلة امتدت طويلاً أعلن فيها احتجاجه الصامت على الأوضاع الأكاديمية؛ حتى إنه رفض تكريمه بعد تقاعده المبكر، ولم يرض أن يتخذ الإعلام وسيلة لبث شكواه ؛ فانقطع للبحث بمنزله في الرياض مع زوجته (التي غادرت قبله ببضعة أشهر) وبناته وعدد محدود من أصفيائه الذين ظلوا مخلصين لمسيرته

وكانت الثقافية - بقلم مدير التحرير الدكتور إبراهيم التركي قد كتبت عنه بتاريخ 24-11-2008 م مقالاً جاء فيه:

هل يعرف (حسن الشاذلي فرهود) غيرُ أوفيائه (إبراهيم الشمسان وعوض القوزي وتركي العتيبي ومحمد الحربي) الذين أصدروا كتاب (الشاذليّات) 1428هـ، إهداءً لأستاذ نحو ولغة غادر جامعة الملك سعود قبل ربع قرن (1406هـ) بعد عطاءٍ علميّ جاد سبق وأعقب تخرّجه في جامعة لندن دكتوراً في فقه اللغة عام 1386هـ.

ربما يعرفه آخرون ليظل نائياً عن الوجاهة الثقافية التي صدّرت من يحق لهم التصدّر - وهم الأقل - ومن حقُّهم التأخر - وما أكثرهم - وبحث صاحبكم عنه في موسوعة الشخصيات السعوديّة (الطبعة الأولى 1427هـ) التي ضمت بيانات 3500 شخصية فانقلب البصرُ حسيراً، فلا وجود لمحقّق ندر مثله، ونحوي قلّ نظيره، وأستاذٍ خرَّج أجيالاً، وعالم أثرى المكتبة العربية بتحقيق: الإيضاح العضدي لأبي علي الفارابي، والمقصور والممدود لنفطويه، ومختصر الألفات لابن الأنباري، وحروف الممدود والمقصور لابن السكيت، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان النحوي، وشرح الأنموذج في النحو للأردبيلي، وبحوث سواها يذكرها فيشكرها المتخصصون.

يحكى عن هذا (الشاذلي) - القادم من (ينبع)، والمغلق عليه بابه فلا يراه إلا أصفياؤه وهم ندرة - أنه جاد, حازم، غير مجامل، لا يهمه سوى الحق، ولو جاء على حساب وضعه.

اليوم؛ يعيش الدكتور حسن الشاذلي فرهود عزلته الاختيارية داخل مكتبته، زاهداً في الأضواء، نائياً عن المناسبات، منقطعاً للقراءة والبحث، ويظن بعض تلاميذه أن لديه كتباً مهيأة للنشر ولا نجزم، مثلما لا نعزم - إن وجدت - كيف يتهيأ لها النشر وصاحبها لن يطرق بها باباً، والناشرون مشغولون بالمنشورات الصفراء، وكتب الطبخ والتنجيم، والحمية والرجيم، وروايات (علب الليل) المسكونة بالهمس واللمس.

حسن الشاذلي فرهود نموذج للعالم الذي صدّته (أو صدمته) سوءاتُ المشهد الأكاديمي والثقافي فاختار النأي بذاته، وخسرنا - منذ ربع قرن - قامة سامقة، فهل يعذر لابتعاده، وهل نُعذل لسكوتنا.

.. الصمت صوت

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6745» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة