Culture Magazine Thursday  07/01/2010 G Issue 293
فضاءات
الخميس 21 ,محرم 1431   العدد  293
 
سعادة الإنسان تكريمه وهو حي
ا.د. إبراهيم بن فوزان الفوزان

يدرك المطلع على ظاهرة التكريم، أن التكريم ظاهرة نبيلة في المجتمات العالمية لأن دافعها الوفاء للمكرم على جهوده للآخر في الميادين السياسية أو الفكرية أو الاجتماعية أو العلمية أو الفنية.. الخ، واللافت للنظر أن جميع الأمم في العصر الحديث تكرم من يستحق التكريم في حياته عدا الأمة العربية تكرمه بعد وفاته، وقد بدأت بعض الدولة العربية الأخرى، وتحقق ذلك عندنا وعند غيرنا في العالم العربي في وجود هذه الظاهرة الحميدة بسبب التواصل الحديث بين الأمم لوجود وسائله المتنوعة المتعددة: من بعثات، واتصالات، ومشاهدات وقراءات.. الخ.

وفي بلادنا بدأ التكريم في مؤتمر الأدباء السعوديين الأول بمكة المكرمة عام 1394هـ - 1974م، ثم في مؤتمر الأدباء الثاني عام 1419هـ - 1999م، وبعد إحدى عشرة سنة تولى وكالة وزارة الثقافة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيل بعقد مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وبإشراف وزارة الثقافة والإعلام وذلك في الفترة من 27- 29-12-1430هـ، وعقد المؤتمر بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، ودعي له العديد من المعنيين بالأدب من السعوديين والسعوديات من سائر مناطق المملكة العربية السعودية والوطن العربي، وقدم فيه عشرات البحوث في الشعر والنثر من الأدب السعودي، حيث عقدت الجلسات العديد من المعنيين بالثقافة السعودية في سائر ميادينها، وافتتح المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وتشرف بنقل تحية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على عقد المؤتمر والتحية للمؤتمرين ومباركة جهودهم في الأدب، وهذا ما جعل هذا المؤتمر ينال مكانة عالية عند الأدباء والأدبيات وغيرهم من المعنيين بالأدب من أفراد الشعب السعودي. ومن الآثار العديدة الرائعة لهذا المؤتمر اجتماع مجموعات فاعلة من المعنيين بالأدب السعودي من سائر أقاليم المملكة العربية السعودية وتبادل الآراء والأفكار في مسيرة الأدب بسائر فنونه من شعر ونثر، أثناء جلسات المؤتمر الفائقة الروعة، وخارج الجلسات فيما يعني كل أديب الحديث عنه، وكذلك إقدام الوزارة على طباعة البحوث الموافق عليها للمشاركة، وهذا هو الأثر الخالد للأجيال في هذا المؤتمر وأمثاله، ومن الجديد الرائع في هذا المؤتمر مشاركة الأديبات السعوديات بالبحوث والجلسات في الأماكن المخصصة لهن في الندوات في هذا المؤتمر الناجح بكل عتبات أحداثه العلمية والتنظيمية ولله الحمد.

ومن إيجابيات هذا المؤتمر العديدة توجيه معالي وزير الثقافة والإعلام ومعه وكيل الوزارة للشؤون الثقافية في إدخال السرور بتكريم عشرة من السعوديين بمنحهم درع هذا المؤتمر لأنهم خدموا الأدب السعودي بمؤلفاتهم عنه بشرط طبعها وتوزيعها قبل عام 1405هـ، وسعدت لأني أحد العشرة عن كتابي (الأدب السعودي الحديث في الحجاز بين التقليد والتجديد)، أربعة أجزاء المنشور عام 1401هـ، وزملائي في التكريم هم: أ. د. محمد بن سعد بن حسين، وأ. د. عبدالله بن محمد الغذامي، وأ. د. حسن بن فهد الهويمل، والأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس، وأ. د. منصور بن إبراهيم الحازمي، وأ. د. محمد بن عبدالرحمن الشامخ، وأ. د. حسن بن محمد باجودة وأ. د. عبدالله أبو داهش، والأستاذ عبدالعلي بن يوسف آل سيف.

وبما أن الحديث عن التكريم أقول: إن أحق من يكرم من أجمع ويجمع الشعب السعودي على حبه وتكريمه ومع الشعب كل من يرصد أقواله وأفعاله الجليلة في العالم العربي والإنساني إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، سيدي اسمح لي أن أقول أن لي 38 سنة وأنا أقول لطلابي في قسم الأدب بكلية اللغة العربية الكثير مما تأهلت فيه وهو الأدب السعودي، لذا التمس منك أن تقبل ما أقوله في حقك وهو أن تخصص يوم مبايعتكم بالحكم يوم إجازة للشعب السعودي في كل عام وتسن هذا لك ولمن يأتي من ملوك هذه البلاد بعدك بعد العمر الطويل لك إن شاء الله لتشاهد وتقرأ وتسمع من شعبك في هذا اليوم مشاعر حبهم لك ولأفعالك الجليلة، وهذا اليوم لا يتعارض مع اليوم الوطني الذي وجد لإعلان الفرحة والسرور والشكر لله الذي وفق الملك عبدالعزيز رحمه الله في توحيد هذه البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية، أما يوم البيعة الذي آمل تحققه فهو يوم يتكرر كل عام للاحتفاء بهذا اليوم وصاحبه، ويسجل التاريخ للأجيال القادمة ما يتم فيه من مظاهر الفرحة والسرور حيث تشاهد وتسمع وتقرأ ما يسرك من مظاهر التكريم من شعبك، أجل إن الإجازة في يوم البيعة فرصة الشعب السعودي للاحتفاء وتكريم مليكه، وفرصة للتاريخ لتسجيل ما يتم من مشاعر الحب الذي سوف ينشر في الصحف والمجلات والكتب والمراكز الثقافية والاجتماعية.

وهذا ما يسر الأحياء في هذا البلد وتحفظ آثاره للأجيال أيها الملك المحبوب الفاعل، ومن ينفذ هذا إلا أنت يا خادم الحرمين حفظك الله ومد في عمرك.

وحبذا لو أتبع ذلك بتكريم مجموعة ممن يسعد الجميع تكريمهم لأعمالهم الجبارة في تنفيذ ما كلفوا به من حكام هذا البلد العزيز على الوجه المطلوب، وسير أعمالهم يشهد عليها الشعب السعودي وتكريمهم لإنجاز ما كلفوا به على الوجه المطلوب، وتكريمهم يدفع غيرهم للاقتداء بهم وهم:

في الإدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير الرياض الذي زادت إمارته على خمسين سنة مد الله في عمره، ومن لا يقتدي بهذا الأمير الكبير في أفعاله في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ويستحق تكريمه بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.

وفي الحرس الوطني: صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الحاصل على الماجستير من كلية القيادة والأركان بالرياض، ومن أعماله تولى قيادة كلية الملك خالد العسكرية إلى جانب عمله نائباً للجهاز العسكري في رئاسة الحرس الوطني، وبعد ترقيته لفريق أول عين نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية برتبة وزير، وهو مثال رائع في تفانيه لعمله وجده وتواضعه في ميادين العمل وفقه الله، ويستحق منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.

وفي الاقتصاد والإدارة معالي الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية منذ عام 1416هـ حتى الآن، وقد شهدت له أعماله أثناء رئاسته جامعة الملك عبدالعزيز بجدة من عام 1387 حتى 1392هـ، ثم وكالة وزارة التربية والتعليم للشؤون الفنية من عام 1392حتى 1395هـ ثم رئيساً للبنك الإسلامي من عام 1395 حتى 1414هـ، ثم أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي من عام 1414 حتى 1416هـ، ليعود بعدها إلى البنك الإسلامي حتى الآن وهو ذروة النجاح لمن أراد أن يعرف كيف يكون النجاح في العمل، ويستحق في نظري وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى مناصفة مع طبيب العظام البروفيسور الدكتور صالح القدهي الذي أمضى في عمله أكثر من خمسة وأربعين عاماً في مستشفى الرياض المركزي ثم مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض مد الله في عمره وأمثاله..

وفي التعليم العالي: أرى أحقية معالي أمين رابطة العالم الإسلامي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الذي نفذ توجيهات حكام هذا البلد على أتم وجه في تأسيس مباني جامعة الإمام محمد بن سعود في مقرها الحالي شمال الرياض، وعمل على فتح العديد من الكليات الشرعية والإنسانية في الرياض والمدينة المنورة والقصيم والأحساء، كما عمل على فتح الأقسام العلمية العديدة في كل كلية وفتح الدراسات العليا في كل كليات الجامعة للماجستير والدكتوراه حيث تخرج منها العديد من سعوديين وغيرهم، حتى فاقت وسبقت غيرها من الجامعات السعودية في هذا المجال واستمرت جهوده في هذه الجامعة أكثر من عشرين سنة، وكل ذلك وغيره بالعمل الجاد والتنفيذ القوي، أقول هذا لمعرفتي به بهذه الجامعة ومن حقه تخصيص قاعة باسمه لتذكر جهوده فيها والوقوف على مؤلفاته الشرعية العديدة، وأرى منحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى مناصفة مع معالي مديرها الحالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل الذي نفذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الوجه المطلوب وذلك بالتطوير النوعي الذي يشبه الطفرة وليس التطوير فحسب، وذلك يفتح العديد من الأقسام العلمية ككلية الهندسة وكلية الطب البشري وغيرها، ورفع شعار التوسع للقبول مراعاة لتزايد أعداد الطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية، والتوسع في الدراسات العليا والتعليم الموازي للدراسات العليا، إنه في نظري لمن يرصد أفعاله هدية القيادة لهذه الجامعة وحقه التكريم بتخصيص قاعة باسمه في إحدى الكليات لتذكير الأجيال بمؤلفاته وأفعاله لهذه الجامعة، وتكريمه مناصفة مع معالي الدكتور التركي بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى هذا ما حرصت على عرضه على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية حفظه الله ورعاه.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة