إعداد: منيرة المبدل

غابت المقالة عن منصات التكريم، وساحات المؤتمرات، ونشاطات الأندية كثيراً؛ لكنها حضرت بقوة في ملتقى (فن المقالة السعودية) الذي يتبناه كرسي بحث جريدة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الملتقى الذي جذب أطراف الأدب والفكر، وصبها في القالب المقالي، ثم دفع به صوب ساحة الثقافة المحلية بكل ثقة؛ باحثاً - من خلالها - عن قضايا المبنى والمعنى، على مرأى ومسمع من أهل النقد الجمالي والثقافي؛ لعله يكون فاتحة خير، وشارة بدء للمزيد من العناية والاهتمام بهذا الفن.

الملتقى الذي كان مبعثه فكرة بسيطة انبثقت في أذهان القائمات على الكرسي - لا تتجاوز البحث عن دورة تدريبية لمهارة كتابة المقالة - إلى أن أصبح الأمر أكبر من ذلك، فقد أصبح الطموح أكبر، وأصبحت الأعناق تشرئب إلى ملتقى يسعى إلى طرح نخبوي مُتعمّق في قضايا هذا الفن المهم، وسط تجمع ثقافي وفكري وأكاديمي مختص.

ويخاطب الملتقى فئة نخبوية من المجتمع، تتعاطى مع الفكر والثقافة، وتشتغل في حقل الكتابة المقالية؛ إذ حرص الملتقى أن يكون الطرح متلائماً ومستوى حضوره المتوقع. وهو الأمر الذي جعل اللجنة التحضرية تُعنى بانتقاء أسماء وشخصيات تتعالق مع محاوره المختارة؛ لتُثري الطرح، وتغني المشهد الثقافي بأطروحات مميزة، يشارك في تقديمها ثلة من الكتّاب والمفكرين والأكاديمين.

فعاليات الملتقى:

تتلخص فعاليات الملتقى في ندوتين رئيستين، تُقدّم خلالهما سبعة أوراق عمل. تدور الندوة الأولى حول موضوع (جاذبية فن المقالة في الصحف السعودية)، في حين تأتي الندوة الثانية لتعالج قضية (المقالة وخطاب التغيير في قضايا المرأة السعودية). وتُقام على هامش الملتقى محاضرة تعريفية تطبيقية عن (كيفية كتابة المقال) يقدّمها الأستاذ فهد الأحمدي.

غابت المقالة عن منصات التكريم، وساحات الملتقيات، ونشاطات الأندية كثيراً؛ لكنها حضرت بقوة في ملتقى فن المقالة السعودية الذي يتبناه كرسي بحث جريدة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.