Culture Magazine Thursday  09/12/2010 G Issue 324
فضاءات
الخميس 3 ,محرم 1432   العدد  324
 
صدى الإبداع
الرواية والحضور الاجتماعي
د. سلطان القحطاني

في المقال السابق كتبت عن الرواية ومعاناتها في زمن ازدهارها وسيادتها على بقية الفنون النثرية، فنون الأدب المتفرعة من أصل واحد هو النثر الأدبي وما يتعلق عليه من السرد، مما جعل الرواية مقصد كل كاتب وشاعر وناثر، على وجه العموم، حيث يشعر كل واحد من هؤلاء أن سوق فنه في تراجع أمام هذا المد الذي يقترب من درجة الطوفان، في الوقت الذي تراجع كثير من أبناء الأسرة الأدبية إلى مراكز متأخرة، وذلك لا يعني انتهاء تلك الفروع، كما يظن بعض المتابعين، فلا شيء في عرف الفن الأدبي ينتهي ويزول عن الساحة بصورة نهائية، إلا أن الأمر متوقف على حضور الفرع من غيابه، وليس انتهائه بصورة عدمية، وما يزال بعض هذه الفنون يحظى بقيمته الأدبية عند بعض المتلقين والنقاد والدارسين، كالقصة القصيرة على سبيل المثال، ولكن السيادة في الفن الأدبي، تعني الحضور الطاغي على الفنون الأخرى، فالفنون في تزاحم مستمر، ولذلك لا يمكن للمبدع الذي برع في فنين أو أكثر أن يبرز فيهما أو في كلها في آن واحد، وإن كان مبدعاً في كلها، فسيعرف بواحد منها، في زمن حضور هذا النوع عن غيره، فكم من كاتب يجيد أكثر من فن، لكنه لا يُعرف إلا بواحد على حساب الآخر.

وقد أثارت المقالة المذكورة حفيظة بعض القراء، بين مؤيد ومعارض، وبينهما معتدل، ومن الرسائل التي وصلتني رسالة إلكترونية من قارئ عربي مقيم في هولاندا أعجبته المقالة وشكرها كثيراً وأبدى ملاحظاته عليها، ومنها قوله، بأني أضيق واسعاً وأطلب من الكاتب أن يأتي إلى الساحة الأدبية جاهزاً للكتابة، ويتجنب الجنس وذكر معايب المجتمع، كما أنه يذكرني ببحث لي صدر في مجلة علامات في النقد الأدبي منذ سنوات، بعنوان: (التماس الفني بين الرواية والسيرة)، والأسوار الحديدية التي وضعتها...، وأقول له: يا أخي أشكرك على هذا الاهتمام والوعي النقدي الجيد والملاحظات التي ذكرتها أراها في صميم النقد الأدبي الهادف، وأحب أن تشاركني الرأي، فأنا لم أضيق واسعاً كما تقول، بل أرى أنني أوسع ضيقاً، عندما أقول إن الفرق بين الرواية والقصة القصيرة، والسيرة، والمقالة، وما إلى ذلك أوجد استقلالية للفن الأدبي، ولا أعجنه في إناء واحد فتضيع معالمه، أما ما أقوله عن السرد الهابط المقلد لغيره، فهذا صحيح، فمن يدعي أنه جاء بالمسكوت عنه هذه الأيام في نثر ضعيف مليء بالشذوذ وغيره، لم يأت بجديد، فقد سبق ذلك محمد شكري ورؤوف مسعد، وغيرهما في أواخر القرن الماضي، في كشف المستور، وكنا استفدنا منهم، أما اليوم فالرواية التي ليس فيها تجريب وتجديد، ما هي إلا تكرار لما سبق وقيل وانتهى، فهي رواية إخبارية وانتهى الخبر في حينه، ونريد غيره، أما رواية المرأة ورواية الرجل فهذا رأيي فيها، منذ كنت طالباً في بريطانيا، ولن تجد في رسالتي ذكر رواية نسائية ورجالية، فالفن واحد بصرف النظر عمن كتبه، ولك تحياتي، ولكل عربي يتابعنا.

الرياض dr_sultan3@hotmail.com sultansaad51@yahoo.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة