Culture Magazine Thursday  10/06/2010 G Issue 314
فضاءات
الخميس 27 ,جمادى الآخر 1431   العدد  314
 
الحرف غيمة
من حقنا أن نختلف
د. مها السنان

أبدأ مقالاتي في هذا الفضاء الرحب وأنا أقدم نفسي لكم كباحثة في مجال الفنون البصرية، والتي أرصد لكم فيها بعض من تجاربي وخبراتي التي اكتسبتها على مدى أكثر من 15 عاماً مارست فيه المجال وإدارته والكتابة والبحث فيه، منذ أن تخرجت من قسم التربية الفنية عام 1416هـ، تعرفت خلال سنوات البحث على أناس عدة من مشارب وثقافات وذوي خلفيات مختلفة، وبالطبع تعرفت على العديد من الفنانين والفنانات البعض منهم بشكل مباشر والبعض أعتز حاليا بصداقته، كما قمت في فترة مبكرة بدراسة اتجاه زوار المعارض نحو الفنون التشكيلية.

وخلال تلك السنوات كان من أبرز ملاحظاتي على (المتلقي) مهما كانت خلفيته، ذلك التباين الواسع في اتجاه متلقي مقابل الآخر نحو العمل الفني، سواء أكان متذوق أو متخصص أو مثقف أو مجرد (مرافق)، حيث انعدم العمل الفني أو الفنان الذي يتفق عليه الجميع، فهناك فئة يتذوقون فقط الأعمال الواقعية الكلاسيكية وترى التجريد شخبطة، وهناك فئة ترى أن قالب اللوحة حتى وإن كان عملاً تجريديا قد أصبح أسلوبا قديما، والفن المعاصر هو الذي يخرج عن الإطار التقليدي للوسائط الجديدة وبمحاكاة أكبر قدر ممكن من الحواس دون الاهتمام بالجمال الظاهري. وبالطبع أراء الناس كما ذكرت تعتمد على خلفيتهم الثقافية وبيئتهم وبالتأكيد ذائقتهم الشخصية.

ولكن العجيب أن يتغير تذوق الأشخاص تجاه فنان أو عمل فني واحد خلال دقائق، ربما من باب أن "الإنسان عدو ما يجهل" فحين يفهم المتلقي المقصود من العمل والفكر الذي يقف خلفه، تبدأ ذائقته بالإنحراف المحمود ليتذوق الفكرة لا الشكل، وحينها يتحول من عدم قبول للشكل إلى قبول للمضمون فيتغلب هذا على ذاك وربما يبدأ بإعادة تحوير الرؤية فيترجم رؤيته السابقة السلبية إلى جمال فني لم يكن ليراه قبل ذلك الوقت، وبالطبع لا يعني ذلك أن فهم المضمون للعمل الفني كفيل بتغيير نظرة المتلقي، ولكنها قد تكون سببا، خصوصا إذا ما اعتبرنا التفسير نوع من الترجمة، فنتخيل التفسيركالدبلجة المرافقة للمسسلات التركية على سبيل المثال.

الخلاصة أعزائي المثقفين، أنه من الطبيعي أن نختلف بل من غير الطبيعي أن نتفق في ذائقتنا الفنية وإلا لبارت الأعمال الفنية كما تبور السلع!!، كما أن جهلنا بالتفسير المنطقي للعمل ومفهوم مضمونه، بل ومفاهيم تحولات العمل الفني على صعيد الحقبة الزمنية أو التطور الشخصي للفنان، علم بحد ذاته، لعل هذه الزاوية في طرحها المتواضع تساهم من خلال مواضيعها المختلفة في فتح باب الحوار البصري، ولا يجب أن نتفق في النهاية على رأي واحد، لذا لن أقول "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية".... بل سأكرر: "اختلاف الذائقة لا يفسد في الفن قضية".

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة 7816 ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة