Culture Magazine Thursday  13/05/2010 G Issue 310
أفق
الخميس 29 ,جمادى الاولى 1431   العدد  310
 
مقاربة
علي المجنوني في روايته «إجازة الشمس»:
لوحات حكائية ظل السارد يرويها بتمعن هادئ
عبدالحفيظ الشمري

في خطوة جديدة أطل القاص علي المجنوني على القارئ برواية جديدة وسمها بعنوان «إجازة الشمس»، ووجهها لعالم الطفولة على وجه التحديد رغبة منه - فيما يبدو - في تقديم رؤية سردية ملحمية متكاملة الحضور تكسر نمطية ما ظل يطرح للطفل من حكايات قصيرة وقصص مكررة لا تختلف فيها سوى الألوان والصور.

فالكاتب علي المجنوني في هذا العمل الروائي لم يبتعد كثيراً عما تمت الإشارة إليه في فرضية الشكل الجديد وتكرار المضمون بأسلوب ملحمي واسع الدلالات ومتقمصاً للعديد من الصور الإنسانية والحياتية، ولاسيما أن المجنوني وضع الشمس والمخلوقات الأخرى في دور البطولة؛ رغبة منه في تقديم رؤية جديدة تعكس هواجس الوعي لدى جيل بات لا يقر بالكثير من القصص الصغيرة والحكايات المكررة.

جاءت الرواية على هيئة لوحات سردية متقنة البناء ومرصوفة المعاني، فرغم أنه استنبط لهذه الرواية متحدثاً محنكاً وموهوباً يتقن فن البوح، بل جنَّد لها ثمانية من الرفاق الذين كانت لهم وجهات نظر محدودة في بناء هذه المعادلة الإنسانية الحياتية التي تحتاج فعلاً إلى مزيد من الهدوء والتروي ونقل الحقيقة تلو الأخرى لعل القارئ يقتنع بما لدى الكاتب من رؤى كثيرة وتحولات كبيرة يتطلب تدوينها ونقلها بكل أمانة، وهذا ما سعى إليه الكاتب المجنوني في منقولاته السردية التي صاغها بتمعن وهدوء لازم.

أخذت هذه الرواية أو القصة الطويلة جانب الحكائية الواضح؛ لتصنع للقارئ مقاربة إنسانية مهمة ربما كان لفوائد الشمس دور واضح فيها تمثل في تلك الرسائل العفوية التي كتبها أهل القرية، ولاسيما الصغار منهم.. هؤلاء الذين فقدوا مع قريتهم ضياء الشمس على مدى عشرة أيام.

في الحكاية إيجاز واقتضاب ومعالجة لعنصر الحاجة التي وقع فيها أهل القرية دون أن يكون هناك مبرر لرحلة الفتيان إلى الجبل الأحمر؛ إذ لم يساعدوا في إضافة أي عنصر فاعل في النص من خلال غيابهم في الجبل وربما كتابتهم للرسائل بين أهلهم ومع فقدان ضياء الشمس أكثر ملاءمة للسرد.

فالفكرة الأساسية تنتهج إيضاح أهمية الشمس وكشف الأخطار المحدقة في البشر والكائنات الأخرى فيما لو تواصل غياب الشمس، إلا أن إقحام ساعي البريد في القضية بشكل كبير غيّر اتجاه الحكاية التي كانت بحق رائعة لو كانت على هامش الخطاب الواعي من خلال الرسائل التي تقر بأن للشمس أهمية بالغة في حياتهم.

وربما معرفة أسباب الغياب أهو عتب على أهل القرية أو تراه غياباً قصرياً حتمته الغيوم عليها؟؟ لربما كان فرصة لها أن تذكرهم بأهميتها بدلاً من هذه الإيماءات البعيدة التي عادة ما تتواتر في أي حكاية مألوفة، ولاسيما للصغار الذين يقبلون على الفكرة الواضحة وعلى الحكاية الصرفة، وهذا ما ذهب إليه المجنوني في «إجازة الشمس».

فالشمس كان لها الحضور الحكائي القوي رغم غيابها وتواريها؛ فقد دارت مفصلات العمل على طاقة استنطاقية لمدلولات حاجة أهل القرية للشمس رغم أنها لم تكن حاضرة بينهم في فضاء هذه الأحداث التي تواترت على لسان الراوي الذي دوّن مشاهداته اليومية بشكل دقيق واستمع إلى كل عناصر الحكاية من البشر والمخلوقات الأخرى ليكتمل المشهد الأخير بأن الحياة قد لا تكون مجدية حينما نفقد بعضاً منها على نحو إجازة الشمس في قرية منير.

***

إشارة:

إجازة الشمس (رواية)

علي المجنوني

أدبي المنطقة الشرقية - الدمام - (ط1) 1431هـ

تقع الرواية في نحو (96 صفحة) من القطع المتوسط

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة