Culture Magazine Thursday  16/12/2010 G Issue 325
أقواس
الخميس 10 ,محرم 1432   العدد  325
 
علي العمير: أين أنت؟

الثقافية - عطية الخبراني

ليس أسوأ من العقوق لمن قدم لنا شيئاً ذات عمر، بعد أن كان الواحد منهم ملء السمع والبصر، فإذا به يتوارى خلف الضوء ويختبي من كل شيء كان له علاقة به، لا لشيء.. إلا لأن الأماكن لم تعد لهم والزمن لم يعد زمنهم، بعد أن احتله من لا يستحقه فبات يحتفي بمن لا يستحق ويغدق الضوء على من لا يستحق ربعه.

لا نحتاج إلى جهد كبير في عملية كهذه، فقط لنقلب في ذواكرنا، سنجد الكثير ممن ينطبق عليهم الوصف أعلاه، ممن حقهم اليوم التكريم وإعطاء المنزلة على أقل تقدير من باب (أنزلوا الناس منازلهم).

علي العمير، أو « أبو فوزي العمير»، كما كان يختتم بعض أعماله بهذا الاسم، لا يكاد يغيب عن ذهن أحد مناقراته الصحفية ولا مشاغباته الإعلامية ومناوشاته الأدبية، خطا خطواته الأولى في الصحافة والكتابة قبل ما يقارب خمسة عقود، فكان اسماً يستحق الوقوف والمعاينة والاحتفاء بعد كل هذا العمر، منح الصحافة الكثير، ويحمد الله أنها كانت مصدر عيشه، ولكنه أعطاها أكثر مما ردت له، لم تكن الشهادة في زمنه معياراً للنضج والكتابة والمهنة الصحفية، فبرز وتميز وقدم مع جيله تجارب ثرية وخالدة.

كانت (الجزيرة) وظلت إلى وقت قريب بيته وحاضنه الذي ما زال يقول عن ذكرياته فيها الكثير والكثير مع العديد من الأسماء التي مرت على هذه الصحيفة، حتى أنه يذكر أن الجزيرة هي إحدى نقاط تحوله في الحياة، كيف لا وهو أحد أعمدتها التي قامت عليها ذات زمن.

قَدِم من أقاصي الجنوب المليء ببياض الفل، من جَرَاديَة جازان تحديداً، فكانت الوسطى جازانه الثانية بعد مكة المكرمة التي غادرها بسبب خلاف مع مقر عمله.

العمير من جيل يقدر للمهنة قدرها رغم المتاعب وبدائية التقنية.

مارس النقد والكتابة وأثرى المكتبة بمؤلفاته ك(مناقرات صحفية)، (مناوشات أدبية)، (مجموعة اللفحات في النقد الأدبي) و(لفح اللهب في النقد والأدب)..

أبعد المرض علي العمير عن حراكه ومشاغباته، وما زال له في قلوب محبيه ذكرى وذكريات تستحق السرد.

الجزيرة الثقافية تتمنى لكاتبها السلامة والعافية؛ ليعود محملاً بإبداعاته وأصالته؛ فهو القوي رغم المرض، والحاضر رغم الغياب.

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة