Culture Magazine Thursday  18/03/2010 G Issue 302
أوراق
الخميس 2 ,ربيع الثاني 1431   العدد  302
 
نِصْفُ حُلْم
عيسى جرابا

لَوْ كَانَ لِي أَمْرٌ عَلَى مُهْجَتِي

لَمَا أَبَاحَتْ لِلهَوَى كَاسَهَا

مِنْ نِصْفِ حُلْمٍ رَفْرَفَتْ بَهْجَةً

وَفِي جُنُوْنٍ رَكِبَتْ رَاسَهَا

عَصِيَّةٌ تَرَى جَحِيْم الهَوَى

نُوْراً وَتَسْتَجْدِيْهِ نِبْرَاسَهَا

وَلَمْ تَزَلْ حَتَّى هَوَتْ مِثْلَمَا

فَرَاشِةٍ تَلْفِظُ أَنْفَاسَهَا

يَا مُهْجَتِي ذَوَتْ رِيَاضُ المُنَى

وَكُنْتِ تَرْتَادِيْنَ مَيَّاسَهَا

كَانَتْ بِأَبْهَى حُلَّةٍ تَزْدَهِي

وَاليَوْمَ يَحْكِي صَمْتُهَا بَاسَهَا

سُوْدُ اللَّيَالِي أَوْغَلَتْ حِيْنَمَا

وَلَّتْ عَلَى أَغْصَانِهَا فَاسَهَا

يَا مُهْجَتِي رَأَيْتُ مَنْ يَرْعَوِي

يَخُطُّ لِلخُطْوَةِ مِقْيَاسَهَا

أَدْرِي بِأَنَّ الحُبَّ رَايَاتُهُ

تَعْلُو وَمَنْ يَسْطِيْعُ إِنْكَاسَهَا؟

كَمْ مُهْجَةٍ رَاوَدَهَا فَاشْتَكَتْ

وَأَعْلَنَتْ بِالآهِ إِفْلاسَهَا

وَرَغْمَ هَذَا كُلَّمَا ضَمَّهَا

قَسْراً أَرَاقَتْ فِيْهِ إِحْسَاسَهَا

أَدْرِي بِهَا تَعْشَقُهُ مِنْجَلاً

يَجْتَاحُهَا يَجْتَثُّ أَغْرَاسَهَا

فَتَارَةً يَقْتَادُهَا لِلرَّدَى

وَتَارَةً يُشْعِلُ وِسْوَاسَهَا

يُلْبِسُهَا ثَوْبَ الحَيَارَى ضُحَىً

وَبِالأَسَى يِلُفُّ أَغْلاسَهَا

أَدْرِي بِهِ يُغْرِي.. فَمَا مُهْجَةٌ

رَامَتْهُ إِلاَّ رَامَ إِرْكَاسَهَا

كَمَا سَرَابٍ لاحَ حَتَّى إِذَا

جَاءَتْهُ عَطْشَى جُرِّعَتْ يَاسَهَا

مَاذَا جَنَتْ مِنْ نِصْفِ حُلْمٍ؟ وَهَلْ

أَفَادَتِ الأَحْلامُ جُلاَّسَهَا؟

أَدْرِي وَأَدْرِي.. إِنَّمَا فِي الهَوَى

تُقَدِّسُ المُهْجَةُ مَنْ دَاسَهَا

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة