Culture Magazine Thursday  25/03/2010 G Issue 303
الثالثة
الخميس 09 ,ربيع الثاني 1431   العدد  303
 
سعودية تدخل في تحد يومي مع الريشة والزمن
365 عملاً في 365 يوماً!

الثقافية - خلود العيدان:

«هيتوّنا عاد»و»روق المنجا» عبارات تصدرت مشروعها المميز إلى جانب كلمات مقتبسة من ترانيم لفيروز وكوكب الشرق!مزيج مجنون ما بين الحس الشرقي والفن الرقمي، وبين شفافية ال (Scanner art) وبين خطوط دقيقة لفنانة سعودية..لا نستطيع إخضاع ما تقدمه في مشروعها الذي أطلقت عليه (365) لتصنيف معين بقدر ما نطلق عنه بجدارة (جنون الموهبة).

بلا خط أحمر ولا ساعة صفر تخضع أمل الريس نفسها لتحد مع الريشة والزمن، لتقدم 365 عملاً تنشره لمتابعيها (يومياً) على مدونتها. http://www.details.ws/365، بدأت أولى أعمالها في مطلع (كانون الثاني) يناير الماضي وبتواطؤ جميل مع الرقم 1 لتدق ساعة التحدي نهاية العام بـ 365 عملاً!

وعن منبع الفكرة والبدايات ذكرت أمل الريس ل(الثقافية) أن مشاهدتها لفيلم Julie AND Julia المرشح للأوسكار في الفترة الماضية، أثار حماسها ورغبتها في إنشاء مدونة تربطها بهوايتها المفضلة على غرار بطلة الفيلم عن القصة الحقيقية لمدونة قدمت لمتابعيها على مدى 365 يوماً 524 وصفة طعام! وأضافت الريس أن سنة كاملة ستكون بالنسبة لها سنة من الأعمال والتصاميم الفنية مع تأكيدها على أن ما تقوم به تحد مع نفسها قبلت به رغم صعوبته.

من يزور مدونتها سيلفت نظره تميز الأعمال فهي إما بأسلوب ال(Scanner art) باستخدام الماسح الضوئي أو تصميم جرافيك أو رسم رقمي باستخدام قصاصات الصور. لم تندرج أعمال الشهر الأول تحت نوع معين لتخوفها من التخصيص ورهبة البدايات. بينما في الشهر الثاني حاولت تخصيص الأعمال لتبدو تحت تصنيف واحد وهو ال(Scanner art) وأكدت الريس على أن هذا الأسلوب تحديداً يبدو غريباً لكنه ممتع ونتائجه مذهله، بينما الشهر الجاري تقدم فيه مجموعة من البطاقات البريدية التي تحمل عبارات محلية اجتماعية وساخرة أحياناً تطمح لطباعتها وتوزيعها مع تأكيدها على أن بطاقات التهنئة بالمناسبات لم تعد كما في السابق وهي بحاجة إلى من يطورها ويجعلها تدعم العلاقات والمشاعر تجاه الأشخاص والأحداث.

ومن أقرب الأعمال للريس (بطاقة بريدية تدعو للزيارة المنزلية بلهجة محلية) تصور المرأة السعودية سابقاً بشكل عباءتها المعروف والمميز واهتمامها بالجانب الاجتماعي وجيرانها كضروريات يومية شعرت بتأثيرها في الكبار أكثر من جيل الشباب وهذا أمر صعب لم تستطع تحقيقه - حسبما ذكرت - إلا من خلال هذا العمل.

وعن الصعوبات ذكرت أنها تكمن في تطبيق الفكرة بأفضل وجه وهذا مرتبط بالوقت وبالمزاج المناسب للعمل, والتوفيق بين الأعمال اليومية والمشروع، ومن الصعوبات التي واجهتها هو إتمام مهمتها اليومية أثناء سفرها والعمل على التصاميم ونشرها في المدونة قبل منتصف الليل رغم ضعف اتصال الإنترنت بالفندق.

من يتابع مدونة 365 عملاً ويبحر في الوقت ذاته في مدونتها الرئيسية والمستقلة عن المشروع www.details.ws سيلحظ توفر شروحات فنية لبعض الأعمال بلمستها الخاصة وبعبارات لا تبتعد كثيراً عن صاحبتها ولا تتلبس دور المعلم ما يجعل متابعتها مختلفة كإدراجها لعبارة (أنا فوضوية أثناء العمل لا أحدد مقاسات للفرشة ولا أتعامل بالأرقام لكني أرسم الخطوط بتركيز) وفي المدونة ذاتها سيجد المتابع (كتابات) تأملية من وحي العمل جمعت فيها بين (الكلمة واللون). ووضحت الريس أن كل الأعمال في البدء بالنسبة لها خاطرة ربما من كلمة أو من عدة كلمات بعضها يلهمنها سطوراً طويلة والبعض الآخر يلهم بشكل مختصر جداً وبينهم نوع ثالث ربطه بالكلمات يفسد ويقلل جماله.

موهبة سعودية وفكرة فريدة وجهد يومي قدمه لنا عالم التدوين، اختصر المسافة وأبرز العديد من المواهب وهذا ما أكدته الريس ل(الثقافية) حيث إن الإنترنت برأيها بيئة خصبة للمواهب يبدأ الفنان فيها من الصفر وباستطاعته أن يكون ذو تأثير عالمي, وأعطى المصممين فرصاً كبيرة في الواقع منها الوظيفي ومنها أن بعض المنشآت في السعودية تستعين بمواهب شابة أبرزها الإنترنت سواء للتدريب أو التعاون معهم لأجل أنشطتهم في المجال الفني والثقافي وهذه ثقة لم تكتب على شهادة ورقية إنما هي خبرة طويلة وعميقة الجذور. أما عن التدوين فأكدت أنه بمثابة الركن الذي يلجأ له المدون حينما يريد أن يقول شيئاً أو ينشر ما يهمه نشره، ووجدت به أيضاً من دعمها وشجعها على إكمال الطريق الذي رغبت في سيره.

وعن ما بعد (365) تذكر الريس أنها تتمنى أن تنتهي هذه السنة ومعها العديد من الأعمال التي أحبتها وأحبت ذكرياتها وربما تشارك بها في المعارض أو تقوم بطباعتها وإهدائها.

(الثقافية) سلطت الضوء على مشروع (365 عملاً) لأول مرة في اليوم الرابع والثمانين فما تراه سيكون؟

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة