Culture Magazine Thursday  27/05/2010 G Issue 312
فضاءات
الخميس 13 ,جمادى الآخر 1431   العدد  312
 
قرنفل طبعة ثانية!
مشكلة تأويل لا: أكثر!
جارالله الحميد

المشهد التالي هو مشهد (نمطيّ) وليس انطباعا عن حدث محدد (على الصحويين أخذ ذلك بعين الاعتبار!) وهو أنك حين تحضر فعالية ثقافية يجتهد مقيموها اجتهادات مثل أن تفتتح ب(تلاوة من آي الذكر الحكيم يتلوها الطالب...) الخ. وبالمناسبة فكلمة (الطالب) تستبدل بكلمة (الملازم أو الرقيب أول) حين ينظم القطاع العسكري شيئا شبيها بالفعالية آنفة الذكر. وبعد انتهاء المقرئ أو (القارئ) - كما يفضل الصحويون - يصفق الحضور بحذر يجعلهم يخنقون تصفيقهم، باعتبار أن العادة الاجتماعية تعتبره حراما لأنها تضعه (للأسف) موضع التصفيق للمغني - مثلا - وتلك ذريعة تجعلك تشعر أنهم يقرأون بعيون مغمضة، فالمعروف أن للقرآن الكريم قدسيته وعظمته التي لا تقابَلُ بالتصفيق، بل: بالتأمل والتدبّر و التفكّر والتفهم المتجدد كل مرة مع سماع آية أو آيات من القرآن الجميل.

هذه مقدمة طالت - ربما - لأن هنالك خلطا متعمدا أي (انتقائيا)! بين الدين والعادات والتقاليد وما يُسَمّى ب(العُرْف العام) وهو سلطة (ذهنية) أي غير موجودة إلا في عقول العامة الملتحقين ببعضهم بسبب أن الإنسان (حيوان) اجتماعي. وهو سبب كان معترفا به إلى ما قبل تطوّر علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع السياسي، ولكنه في زمن العلم والمعرفة التي يُجبَرُ الإنسان على تلقيها التقليدي في المدارس والجامعات لم يعدْ ذريعة مصطلحا (فوق) النقاش.

ولو أخذنا شيئا من (التابو) الصحوي لعدنا إلى الذهن العام الصحوي الذي يرفض الحداثة الإبداعية انطلاقا من (تأويل) غير صحيح مطلقا وهو الذي يشتق كلمة (حداثة) من نائب الفاعل في الحديث الشريف (مُحدَثة) والتي يكمل الحديث بأن (كل محدثة: بدعة، وكل بدعة: ضلالة، وكل ضلالة: في النار). بينما تفسير المحدثة هو: التزَيّد في الدين مثل أن تلبس المرأة كومة من العباءات وأكمام اليد كستر للعورة، وسميّ هذا تزيّدا لأنه يجري إضافته إلى ما ورد في النصوص الكريمة وكأن تلك النصوص لا تعرف أن بالإمكان لبس عباءتين بدلا من واحدة لزيادة (الحجب) والاختفاء عن الآخرين ! (راجع محمد الجابري - مقدمة كتابه الضخم: نقد العقل العربي) وهذا التأويل الذي هو محدثة وهي ضلالة وإذن فهي في: النار، لا يناقشه زعماء الصحوة وهم غالبا من الشباب المكتهل نظرا لعمر الصحوة القصير والذي أفرزته حركة (جهيمان) الآثمة والموغلة في السلفية النصوصية حتى تكاد - أستغفر الله - أن تعبدَ النصوص بدلا من عبادة واضعها جلّ وتنزّه.

Jarallah_al7maid@hotmail.com حائل
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة