Culture Magazine Thursday  27/05/2010 G Issue 312
شعر
الخميس 13 ,جمادى الآخر 1431   العدد  312
 
أنا لا أحب..
محمد بن سعد العجلان

كتب الأستاذ عبد الله الحميدي رسالة وجهها لشخصي عبر موقع جسد الثقافة يقول فيها:

الشاعر الجميل محمد بن سعد العجلان

تحية طيبة

ولي الحق في أن أسألك إن كنت ستمر من هنا

هل يتقاعد الشاعر عن الشعر أو هل يقدم استقالته

سمعتك منذ زمن في حديث إذاعي وكنت تتذمر من وضع الشعر الفصيح وأراك الآن ممن يزيد الوضع سوءاً وأخيراً دواوينك ليتك تعيد طباعتها

لنستمتع بها ما دمت رضيت الموت فلا تحرمنا من الميراث ما أردت قوله قلته ولك التحية والود

ولأخي الكريم مع جزيل شكري على سؤاله أهدي هذا النص...

في انتظار الربيع

القصيدة كالأنثى وكلاهما مرغوبتان، وربما أرتهن مجيء إحداهما بمجيء الأخرى، نعشقهما معاً، فهل العشق يعني الحب، وما حيلة من يعشق ولا يحب..!؟

تجيئين في كل شيءٍ حزين..

فما حاجتي للمجيء الحزين..!

تعاظم فيك انتظاري طويلاً..

وما عبق الغصنُ بالياسمين

تجيئين خلواً من الأغنيات..

من الحب..

من زفرة في الضلوع..

ومن شبقٍ يستفز القصيد..

فلا الليل أوقد منك الشموع..

ولا الصبحُ أشعل منك الوريد..

فما حاجتي لمجيءٍ خواء..!

أما قلت من قبل أني وريث الضياع..!

وأني تماديت في الحزن حتى قتلت الرجاء..!

إذا لم أقلها فهاك أقرئيها..

فإني نذرت بأن أتفيا ظلال جراحي..

وأشرب من نزف قلبي إذا لم أعانق مزون السحاب..

وأن أتباهى بما في يقيني من الحزن حتى يفور التراب..

وقفت هناك..

هناك وقفت أفتش عن موعدٍ للرحيل..

وقفت أسائل عن وجعٍ مستحيل..

على شرفات السنين وقفت أخايل ما في كفوف الغمام..

وبيني وبين المسافات نخلٌ وطلعٌ وماء..

وقفت وفي الكف طيرٌ مضيءٌ يرتلُ ألحانه في المساء..

وبيني وبين الصباحاتِ فجرٌ يسافرُ فيه هديل الحمام..

فما حاجتي لشروق العناء..!

أنا المستكين.. أنا المستهام..

أنا المستبدُ بعرش الأماني..

أتوق لصبحٍ كريمٍ يجيءُ بعيد المنى والتهاني..

لأنثى تعنقدني كرماً تشتهيه غصون الكلام..

تجدّلُ من زفراتي عرشاً لعصفورةٍ لا تنام..

وتشعلني بدلاً من شموع الظلام..

وتجعل سائر وقتي عيداً إذا ما رغبت الصيام..

أنا هكذا لا أجيد الغناء على مفرقٍ ليس فيه من الماء إلا اللزوجة..

حقيقٌ عليّ بألا أعُلّ من النهر إن لم أذق لذة الارتواء..

لأن الكؤوس التي أترعت من دمي.. لم تغادر دمي..

لأن انتظاري هباء..

أنا هكذا على هدبي من بقايا الطفولة حلمٌ صغير..

ونافذة لم تزل موصدة..

ألا فافتحيها برفقٍ يطير من العش سرب الحمام..

أيا امرأة من لهيب الجحيم..

هنا جنةٌ في ضلوعي تحن وبئرُ كريم..

ألا فادخلي واغسلي كل ذنبٍ قديم..

ومن بئر مائي أغرفي غرفةً واشربي..

ولا تغضبي..

فما عاد يجدي الرضا والغضب..

أيا امرأة لا تجيد الخضوع..

دعيني أقول الذي في الضلوع..

أنا عاشقٌ مدنفٌ والهوى..

يكبلُ ما فيّ من ناضجات الطلوع..

ألا فاقرئيني كما ينبغي..

أنا عاشق..إنما لا أحب

mohammad_alajlan@hotmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة