Culture Magazine Thursday  27/05/2010 G Issue 312
تشكيل
الخميس 13 ,جمادى الآخر 1431   العدد  312
 
وميض
تاريخ الفن التشكيلي السعودي
عبدالرحمن السليمان

بعد انتظار طويل ظهر كتاب (تاريخ الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية) للفنان الدكتور محمد الرصيص ضمن سلسلة المشهد الثقافي وتحت الرقم (3) من إصدارات وزارة الثقافة والإعلام في المملكة، ظهر هذا الكتاب بكل الجهد الكبير الذي بذله المؤلف والوقت الأطول الذي انتظرناه فالساحة التشكيلية خالية من أي إصدار إلا شذرات هنا أو هناك ومحاولات متنوعة ومتباينة فيها ما يُضيف وفيها ما يُضعف.

جاء الكتاب بحجم كبير وعدد يقارب الثلاثمائة صفحة، سرد تفصيلي ممتع لمسيرة الفن التشكيلي في المملكة ولمحطات كثيرة وقعت فيها نتاجاته.

عرفنا الدكتور الرصيص دقيقاً وأميناً في نقل الواقعة والحدث وبالتالي انعكس ذلك على الكتاب ابتداء من تقديمه التاريخي الثقافي إلى توصياته ومراجعه.

يضيف المؤلف في هذا الإصدار عددا كبيرا من المعلومات التي استقاها من فنانين بعينهم ولعل ما أضافته صفية بن زقر أو منيرة موصلي أو حتى عبد الحليم رضوي كان جديداً على كثير من متابعي المشهد التشكيلي السعودي كما هو عرضه لبعض الأعمال الفنية لبعض الأسماء الأولى، وهذه هي الميزة التي يمكن أن تضيف لأي مطبوعة جديدة وتمس موضوعاً سبق طرحه بشكل أو بآخر، فالرصيص على سبيل المثال عمل على تحرير صفحة تشكيلية في صحيفة الاقتصادية منذ أعوام وكان قد نشر بعض مواد الكتاب حينها وسعى إلى إعطائها الصفة الصحفية مقابل مشروعه في الأصل وهو الكتاب الذي لم يتوانَ في الإضافة إليه حتى ظهر كما شاهدناه راصداً لمرحلة هامة ودقيقة من عمر الحركة التشكيلية في المملكة.

سأتتبع هنا بعض الفقرات التي قدمها الكتاب ضمن تفصيلات كثيرة فيها حصراً متسلسلاً للمعارض المبكرة التي أقيمت في المملكة ابتداءً من المعرض الأول لرضوي وانتهاءً بمعرض فيصل السمرة عام 1394هـ في الرياض وتضمنت القائمة معارض فردية هي الأكثر، وأخرى جماعية أو مشتركة كانت الأقل، ولأن حصر كل ما تم وفي بقعة كالمملكة قد يوقع في شيء من الغياب فإننا سنجد أن معرضين هامين في المنطقة الشرقية أقيما في العام 1391هـ في نادي الاتفاق بالدمام، وكنت والفنان علي عيسى الدوسري مشاركين رئيسيين فيهما، ومعرض آخر أقيم في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران عام 1392هـ وكان من بين المشاركين فيه كمال المعلم وعبد الله المرزوق وأحمد المغلوث وفيصل السمرة وعلي الدوسري قد غابا فإن هذا يظهر ما قد يعترض هذا الإلمام بكل المجريات، لكن ذلك ليس ذا تأثير على مجرى العمل الكبير الذي قام به المؤلف وتعداه لمعارض لها أهميتها وتأثيرها على مستوى الرياض أو جدة وهي الأكثر ظهوراً للإعلام وتعريفاً في مراجع الفنانين أنفسهم.

قسّم الدكتور الرصيص الفنانين إلى خمسة أجيال وفق الميلاد ابتداءً بأكبرهم سناً (عبد الجبار اليحيا) إلى جيل رابع بدأ بمواليد 1970 وحتى 1979 على أن الجيل اللاحق من مواليد الثمانينات أعتبره جيل المستقبل، جيل ما يزال ينمو ويترعرع في أحضان الفصول الدراسية، مع هذا التصنيف أؤكد على الجيل الأول المولود من 1931 (اليحيا) إلى 1969 (عبد الله إدريس) والواقع أن مثل ذلك يوقع في أشكال التصنيف الذي يسببه حضور الفنان ووجوده في الساحة مثل بدايات العرض عند فوزية عبد اللطيف أو نوال مصلي أو علي الغامدي وهو حضور يتأخر عن الجيل الثاني، على أنه أيضاً وضمن هذا التجييل تغيب بعض الأسماء عن منح تفاصيل أكثر عن مسيرتهم مثال محمد الصندل وأحمد السبت على أهميتهما في المنطقة الشرقية في حين تحضر بعض الأسماء الأقل تواجداً أو تأثيراً.

لاشك أننا أمام عمل كبير وجهد أكبر تابعته منذ بدأ بمكاتبتنا لإعطائه المعلومات والبيانات الخاصة بالكتاب وقد تواصل جهده خلال العشرة أعوام السابقة كما تواصلت متابعته لذلك ليظهر مؤلفاً مكتملاً ومرجعاً هاماً تم توزيعه على كثير من المنتسبين للساحة وللمهتمين وتم توقيعه في أكثر من مناسبة (معرض الكتاب الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام والملتقى الذي نظمته الجمعية السعودية للفنون التشكيلية) وغيرهما ولاشك أنه رافد هام للحركة التشكيلية السعودية وأتمنى أن يوزع أيضاً على مستوى الخارج لتصحيح كثير من المسارات الخاطئة التي لم تفارق كتابات العديد من الإخوة العرب عنا.

aalsoliman@hotmail.com الدمام
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة