Culture Magazine Thursday  29/04/2010 G Issue 308
تشكيل
الخميس 15 ,جمادى الاولى 1431   العدد  308
 
وميض
إيمان ومهدية (المعارض النسائية)
عبدالرحمن السليمان

آخر المعارض التي شهدتها قاعة العروض في مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف هو ما أقامته الفنانة التشكيلية إيمان الجشي، ويتجه إلى الحرف العربي نقلاً واستلهاماً. والتيار الحروفي ظهر في أعمال الفنانين العرب منذ الخمسينات وتسابق على شرف ريادة توظيفه عدد من التشكيليين العرب، وفي المملكة كان للفنانين محمد السليم ومحمد الصقعبي وآخرين أسبقية في توظيفه.

بدأ الاهتمام بالحرف بشكل أكبر في اللوحة بعد أن اتجهت أنظار المهتمين والمقتنين خاصة من خلال المناسبات الفنية الكبيرة التي تشهدها بعض دول الخليج ولذا فهو جزء هام في أعمال عدد من الفنانين الإيرانيين، والعرب أيضاً. إيمان الجشي سبق أن قدمت أعمالاً تستلهم أو تقدم الحرف العربي على نحو أكثر مباشرة وهي في هذا المعرض كذلك فالحرف لم يزل يشغلها وهي تقول أنها في الأساس خطاطة يستهويها الخط العربي. قدمت في المعرض أكثر من صيغة للحرف سواء من المباشرة به أو من خلال توظيفه كقيمة فنية وجمالية، وهو كما بدا لي يتمثل في الأعمال الأخيرة التي بدأت فيها العمل على المساحة المشمولة بالعناصر الحروفية والفراغ، وهو فراغ يوحي بالسعة خاصة عندما تتعامل مع الأبيض كفضاء لمنح اللوحة أبعادها، وهي هنا تقع في أشكال العلاقات ومقدارها (النسبي) مابين المشغول والمتروك وهذا المتروك وهو الفراغ تستعيده من اللوحة الورقية المائية عندما تترك فراغات لا تلونها، لذا فإنني أشرت لها في زيارتي للمعرض إلى لوحة من أعمالها الأخيرة بدت أكثر نجاحاً إضافة إلى أعمال أخرى، فالتوليفات الفنية في جل الأعمال الأحدث أقرب إلى تحقيق الشخصية من الأعمال الأسبق، وخطوة العروض الأخيرة لعدد من التشكيليات وفي نفس القاعة أبدت انتباها لمعنى العرض الفردي فالتجارب التي قدمتها على سبيل المثال (إيمان أو ليلى نصر الله أو عواطف آل صفوان أو غادة الحسن ومهدية آل طالب) وعت ذلك واتخذت معارضهن صيغتها في التجريب أو البحث في أسلوب خاص، أو أقرب إلى ذلك، فمهدية آل طالب على سبيل المثال وهي التي لم تزل تمنح المرأة اهتمامها في التعبير أخذتها إلى علاقة بالقوارير فكانت الأعمال أو جلها موسومة بذلك ولم تنته التجربة ضمن بعض التوصيفات التي تضعها في التكرار بقدر أهمية استكمالها بما يحقق نتيجة تثبت على نحو تقني وجمالي الصيغة الفنية التي توصلت لها، هي في ذلك المعرض تبحث في سياق مفردات ليست جديدة بالنسبة لها، فالمرأة والعلاقات التي تبنيها ضمن محمولات اللوحة قريبة من اختياراتها الأسبق سواء على مستوى حضورها المشترك أو الفردي. لا نريد توصيف حالات أعمالها لكنها تُسْقط من خلالها معنى للعلاقة بالقوارير، على أن إيمان في ذلك الإطار لمفهوم الشخصية الفنية تبحث للوصول إلى أسلوب أو صيغة، لعلنا نستعيد مع الاستلامات الحروفية أسماء فنانين خليجيين صارت أعمالهم الحروفية مطلوبة على نحو ملفت أشير هنا إلى (القطريين) يوسف أحمد وعلي حسن وإلى الإماراتي عبدالقادر الريس، وهؤلاء انتشرت أعمالهم الحروفية في الأعوام الأخيرة بين بعض المناسبات الخليجية ومن خلال أصحاب بعض المجموعات الفنية أو من خلال بعض المزادات التي تدعمها دولهم، وأرى أننا في حالة إمان الجشي ومن خلال عمر التجربة الفنية لم تزل بمعزل عن التعرف الحقيقي على التجارب التي استطاعت لفت نظر الجمهور والمهتم والمقتني أيضاً. إيمان نوعت أعمالها بين المائيات وبين ألوان الاكريلك وكلا النوعين منحانا إحساساً واحداً على اختلاف معطيات كل منهما وإن كان الوسيط واحداً (الماء).

أرى أن إيمان حققت من خلال تجربة المعرض الشخصي نقطة إيجابية، ولم تزل التجربة قابلة لكثير من البحث والتعرف على المزيد من التجارب المماثلة وعن قرب حتى يأخذ عملها الفني اكتماله وبالتالي تأكيد شخصية الفنانة.

aalsoliman@hotmail.com الدمام
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة