Culture Magazine Thursday  03/03/2011 G Issue 333
أوراق
الخميس 28 ,ربيع الاول 1432   العدد  333
 
من هو رائد الأدب السعودي الحديث؟
مازن عايض الجعيد

لقد قرأت ما كتبه الدكتور حمد الزيد عن الأستاذ محمد حسن عواد في زاويته «ذكرياتي معهم» في ملحق المجلة الثقافية يوم الخميس 14 ربيع الأول 1432هـ.

وشخصية العواد من الشخصيات التي كان لها نصيب وافر في الحديث عن غيره ممن خدموا الأدب السعودي، ولاحظت أنه عندما يكون الحديث عن محمد حسن العواد لا يتطرق إلى السلبيات التي وقع فيها، آخرها ملتقى الأدباء السعوديين الثالث، وكانت إحدى الفعاليات «العواد رائد الأدب السعودي». وسأعرض بعض أقوال الأدباء عن الوجه الآخر للأستاذ محمد حسن العواد، وقد حرصت أن أذكر السلبيات التي اتفق الأدباء أنها موجودة عند محمد العواد، من هذه الصفات يقول حسن الهويمل عن العواد في ملتقى النص السابع في النادي الأدبي بجدة عام 1428هـ، نشرت في مجلتها «علامات» عدد شعبان 1428هـ من خلال النقاط التالية:

أولاً: أسلوب العواد يميل إلى الصلف والعنف، فكيف نقبل منه حدته وشدته ولا نواجه بمثل أسلوبه.

ثانياً: كان العواد يعتد بآرائه ولا يفرق بين ذاته والروية، فكل مساس بآرائه يعده جرحاً لكرامته.

ثالثاً: لم يهتم بالتأسيس لأدب جديد بل اكتفى بالنيل من قضايا الشعر ورموزه، لقد سخر من البلاغة وتنقَّص من شعراء عصر الازدهار كالمتنبي.

رابعاً: أشاد بالآداب الغربية وبشَّر بها، فكيف برائد الأدب السعودي يبشِّر بأدب غيره، أي زاهد عن الأدب السعودي ونعتبره هو الرائد.

خامساً: كتابه «خواطر مصرحة» يتسم بالصدق والعنف وبعد إخراجه للناس، وقد أعاب العواد كتابه «خواطر مصرحة» قائلاً: إنه يحتوي على العاطفة والارتجال. وقد تراجع عمَّا ذهب إليه، وفي الكتاب ثورة على التعليم.

في كتابه خواطر مصرحة: (لام الحجازيين ومجَّد الغرب والشرق على حد سواء، وامتدح طاغور قائلاً «إنه لا مثيل له في الحجاز والثورة الفرنسية هي المنقذة للحضارة البشرية».

يقول حسين الواد: أولاً أكد العواد الحاجة إلى اللغات الأجنبية، ويقيم العواد نفسه في مجال النقد بأنه ناقد أولاً وناقد صريح ثانياً، وناقد أقرب للهدم منه إلى البناء.

ثانياً: النقد غامض عند العواد وغامض عند كل الذين أرسوا للنقد الحديث دعائمه ولا نستبعد أنه غامض في البلاد التي شهدت نشأته ووفد منها المصدر أعمال العواد الكامل.

ثالثاً: يستخدم عبارات جارحة في الرد على خصومه مثل الاشمئزاز والثرثرة وبؤرة الإفلاس العقلي.

رابعاً: يقول عن موسيليني (الآن وما بعد الآن إلى ما تشاء الأقدار، ترفع إيطاليا رأسها فاخرة بزعيمها العظيم).

يقول سلطان القحطاني (تأثر العواد بالحاج قاسم زنيل مفكر من الهند وبالشاعر البنغالي «رانبدرانات طاغور»، وقرأ الآداب العربية والأجنبية وما فيها من فكر وهضمها وأنتجها بطريقته الخاصة، وهو متأثر بمدرسة أبولو مؤسسها الدكتور أحمد زكي ومن نقده تقليله الدائم في كل مناسبة لشعر أحمد شوقي).

قد يكون له حق في نقد الشعراء التقليديين والجامدين ولكن تجاوز بما يسمح به قاموس النقد ووصف قصائدهم بأنها (الأمراض والسموم والأوبئة).

يقول عبد السلام الساسي «والحقيقة أن أغلب آراء العواد فيها شيء من الشذوذ والانحراف»، يقول الأستاذ الدكتور إبراهيم الفوزان في كتابه (الأدب الحديث بين العواد والقرشي) إن العواد من المعجبين بالتراث اليوناني وهو متمرد على بحور الخليل وهو يشيد بالحضارة الغربية وأثرها على الفكر العربي، وكثيراً ما ينشد القصائد في أسماء وحضارات شعراء اليونان وبلادهم كما هي ظاهرة في دواوينه، وقد أخذ من العقاد المنهج الأول وهي الثورة على القديم، ولم يأخذ منه المنهج الثاني وهي الرجوع بالنقد إلى المصادر العربية لا الإغريقية، وكتب مقالاً في جريدة البلاد عن هدم إمارة الشعر لأحمد شوقي، وأهم اتجاهات العواد الشعرية هدم القديم، والعواد من دعاة مدرسة أبولو حتى أصبح داعيتها في السعودية.

فيقول عن البلاغة (تلمستها في كتب السعد والجرجاني فوجدتها تحشرج على فراش الموت، تلمستها في المعلقات فإذا هي منجم يحوي ذهباً في جنادل وصخور) إلى أن يقول (وجدتها رعداً يقصف من نبرات القرآن، فوقفت خاشعاً أمام معبدها، وجدتها في شعر المتنبي ينبوعاً يحاول الانفجار فلا يستطيع، وجدتها في نظرات المنفلوطي عروساً تزف ولكن بلا طبول، ثم وجدتها في مؤلفات فولتير، وموليير، وشكسبير، وبايرون، وجوته فقلت واها لمجد شعراء العرب).

والعواد فقد والده وهو صغير مما جعله يعيش في عالم نفسه متشائماً من العالم من حوله، ولما كبر وجد هذا الاتجاه فيما ترجم من الثقافات الأجنبية وفضلها على كل بيان عربي. وأخيراً أقول هل يستحق العواد أن يكون رائداً للأدب السعودي وهو ميال أكثر للأدب الغربي ورافض بحور شعر لغتنا وتعظيمه لتراث الغرب لا العربي؟ وحتى يكتب الكاتب الناشئ كتابة جيدة بلغته العربية فلابد أن يقرأ لأدباء من لغة غيره، فهل لأفهم لغتي العربية يجب أن أقرأ لغات الآخرين؟

أعتقد أن أحق الناس برائد الأدب السعودي هو عبد القدوس الأنصاري، يكفي أنه قدم مجلة المنهل واحترامه لجميع الأدباء.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة