Culture Magazine Thursday  03/03/2011 G Issue 333
فضاءات
الخميس 28 ,ربيع الاول 1432   العدد  333
 
معجم موازين اللغة
كيف يحصل الخطأ لدى العلماء واللغويين؟
د. صالح اللحيدان

من دلائل الصَّيد لإثبات القيد وربطه برباط متين، والحذر من مزدلة صيد الطرائد ألا يقع في القيد الخفي إلا كل طريدة ذات سِمنٍ وريشٍ سليم. تدور الأقلام لصيد ما في الزوايا من خبايا يئن لها أنين الواعين من ذوي العلم/ والسبق الجيد/ خُلقاً وفهماً/ وسعة نظر وطول باع/ حيال الشعور بالمسؤولية.

أجلب.. هنا.. في المعجم دلائل طرائد الصيد المفاختة تلك التي مرضت ووهنت وخابت طيراناً وأجفلت أن تحلق، أجلبُها شاهدة لا على احتضار العلم علم: اللغة.. والنحو والحديث.. لكن على احتضار الفهم وعمق النظر وورود العجلة وكثرة النقولات وزلل الوضع بأن يكون الشيء في غير مكانه الصحيح.

ولعلنا نرى من خلال جلب الصيد العجب في ثلاث (مجلات محكمة) (ورسالة دكتوراه) (وملحق أدبي) اصطدتُ هذه الطرائد منها وهي من فرائد الزلل والخطأ في آن الزلل عجلة والخطأ نقلاً وفهماً فهاكم إذاً الطرئد:

1- «وذكر بن عقيل في شرحه الألفية: أنه لايجوز الابتدأ بالنكرة.. وذكر:

سيبوبه بعد ذلك التفصيل في هذا».

تأمل بسبق علمي جيد وبسبق تاريخي فطن؟!

هل يمكن أن يُقال: (وذكر سيبويه بعد ذلك التفصيل؟).

لا جرم لا يمكن ذلك بحال، بل ذلك من المحال فسيبويه قبل ابن مالك بقرون فكيف بابن عقيل؟!!

2- (وقوله تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وهذا جاء على غير طرق العرب لأن تقديم المفعول أصله أن يخلف (الفاعل)».

ما معنى هذا؟!

حاولت مراراً فلم أدرك مراده، وهو.. جزماً.. يقصد أن حق الفاعل أن يتقدم على المفعول.

فغاب عنه أصل تحرير هذه المسألة نحوياً، وكذا: لغة وبلاغة فغاب فهمه لقلة سبره ودرايته عن أساسيات مشاهد النسق بين المفعول.. والفاعل وإلا فكيف إذاً يقرأ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟ ألم يتقدم هنا المفعول وهو: الضمير «كَ» على الفاعل؟..

كيف يحلل هذه المسألة..؟ كيف..؟

وهذا كله في (مجلةٍ مُحكَّمةٍ).

وورد في بحث علمي شرعي اكتنفته اللغة من مكان قريب نُشر في (ملحق أدبي) جاء هناك:

1- (والاجتهاد جائز مع النص إذا توفرت شروطه وآلياته).

لم يقل أحد بهذا..، وأزعم أنني لم أقف عليه حتى عند طلاب العلم المبتدئين، وليس ذلك في مطولات الأصول ولا المصطلح، لكنه لعله قصد: (أن الاجتهاد جائز في النص «.. لا مع النص..» لأنه لا يسوغ الاجتهاد مع النص العلمي الشرعي).

2- «ومن الأدلة على بطلان النص ركاكة اللغة بتقديم أو تأخير بطلان المعنى».

لم يقل أحد بهذا كذلك لكن ابن الجوزي في: (الموضوعات) وابن القيم الجوزية في: (المنار المنيف....).

قد ذكرا أن من أسباب وضع الحديث ركاكة اللغة صحيح لكن ليس بتقديم أو تأخير بل المراد ركاكة المفردات كونها: لهجة مولدة، أو إيراد ألفاظ هشة ليست من كلام النبوة.

3- «وأما حديث: (أدبني ربي فأحسن تأديبي) فهو عمدة في معرفة حقيقة الأدب).

هكذا قال وهكذا نُشر وكأنه بقوله «عمدة» قد حكم على هذا النص بالصحة وقد يغتر به قوم آخرون فيسرون على هداه،

والحق أن هذه طامة كبيرة إذا بينت لك أن هذا الأثر «ضعيف» فليته إذ أورده قال: لا أدري عن صحته.

وليته قبل كتابة بحثه ذاك تحقق منه بالسؤال لا من خلال (الإنترنت)، أما شاهدنا الأخير فالدكتوراه فكما يلي:

1- «وقد عالجت اللغة غالب الكلام الوارد في كلام العرب».

ص 118 كرر معي قراءة هذا الكلام فماذا سوف يظهر لك..؟

الكلام اسم جنس، واللغة علم.. وفن، والكلام هو اللغة المتكلم بها ولغة العرب جاءت بهذا.

فكون اللغة عالجت «هكذا» الكلام الوارد في كلام العرب لم أستسغه إلا إن كان قد قصد كلام المولدين من عام 200 حتى اليوم فقد يكون.. وحتى هذا غير قائم).

2- سوف أضُع جدولاً لبيان ما وقفت عليه في هذه الرسالة مما يحتاج عرضه على أصول القول الصحيح.. وحتى يكون هذا النقد العلمي اللغوي سبيلاً لتدبر الحال الحاصلة فإلى ذلك:

الخطأ الصواب

وبعد أما بعد

أقدم هذه الرسالة

فأقدم هذه الرسالة

وهذا أمر مشين وهذا أمر شائن

وبين البخاري ومسلم عشرة أعوام وبين البخاري ومسلم أربعة أعوام

وجماهير العلماء

وجمهور العلماء

وأصول الخطايا النحوية محدودة وأصول الأخطأ النحوية محدودة. «لعل هذا خطأ من خلال الطباعة».

وبرهاننا على هذا وبرهاني على هذا

فرت من قسورة لغة فراسية القسورة هي: الأسود لغة حبشية

النابغة حكم عكاظ

النابغة الذبياني حكم بين الشعراء في سوق عكاظ

وقصيدة (بانت سعاد أوردها ابن كثير) «وبانت سعاد» لكعب بن زهير أوردها ابن كثير وهي: (ضعيفة جداً).

والحقيق بنا أننا سوف نعالج والحقيق بي أنني سوف أعالج

وصح حديث: «كل ذي بال لا يبدأ به بذكر الله فهو أقطع»

(... كل أمري ذي بال....) لم يصح بسند جيد

(الرحمن.. الرحيم إسمان..) الرحمن: اسم ، الرحيم: صفة

وهذا.. وذاك غيض من فيض فليس عليك إلا أن تتكئ على الأريكة وتستحضر: سعة التدبر/ وعمق التأمل/ وتمام القدرة علىالاستنتاج/ واستحضار النباهة الفطنة ثم تستعرض كثيراً مما تزخه المطابع فإنك واجد ما يحسن مراجعته وتصحيحه وإعادة نظره من جديد.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة