Culture Magazine Thursday  09/06/2011 G Issue 345
أوراق
الخميس 8 ,رجب 1432   العدد  345
 
عجائب (هم)
طارق السياط
-

كم يعلمون حقًا من مجريات حياة أحبابهم؟

ألا يكفيهم حبنا إياهم؟ ما الذي ينبغي لنا تنفيذه كيما يقعوا في حبنا؟

لماذا لا يودوننا، هكذا كما نحن؟

ما بالهم يعمدون إلى ارتكاب الرحيل؟

لأي غرض يحيلون الغياب خيارا؟

على أي حال يغادرون؟

من زوّدهم، جراء غيابهم، بتلك السطوة التي لا تضاهى؟

أين يذهبون، وقت أن لا يأتوا إلينا؟

لماذا يراوحون بين السمو والوضاعة، هكذا دواليك؟

ما الذي يصدهم عن المواظبة على بريقهم الخلاب؟

لأي شيء تنحصر روعتهم بأناس، ويتبدّى سوءهم مع آخرين؟

لمَ نغدو لديهم عظماء، وإنـّما هباء عند آخرين؟

من أين أحضروا قلوبًا جسورة على الإساءات؟

لماذا لا يقايضون بالأحداث العطايا؟

كيف ارتضوا أن يُمْسوا طاعنين في السن على ذلكم النمط؟

ما الذي يقف وراء إصدارهم ثقة بهذا الوقار للفرد الافتراضي، أشد من نظيره الواقعي؟

ما سر حظوة التكنولوجيا لديهم؟

من صاحب جرم - وليس براءة - الاختراع اللعين القاضي، على مبعدة، بإدارة الرغبات، عبر جهاز التحكم عن بعد؟

ما الذي يدور في خلدهم إبان التحديق فينا؟

بأي طريقة يعالجون في أذهانهم توالي المصادفات غير المدبرة، في محفل؟

ما الذي يحملهم على إطلاق العهود التي سينوءون بها، فقط للتملص من نير اللحظة؟

لأي شيء يمعنون في الالتفات إلى سقط المتاع؟

على أي حال يكونون إذ بأنفسهم يختلون؟

ما مساحة المستور منهم حيث يناهض ما يبدون عليه أمامنا؟

كيف يحملون في طياتهم خلاف ما يبدو منهم؟

ما بال أناملهم متشابهة البصمات إلى تلك الدرجة؟

إن كانوا يُغرمون في حب هيئاتهم، رغم ما يشوبها، لأجل أنها ليست محض اختيارهم، فماذا عن سقوطهم في حب خصالهم الطوعية التي فيها ما فيها؟

أنى لنبلاء تلبسوا لبوس الملائكة، بادئ ذي بدء، أن يكشروا، في النهاية، عن أنياب وقحة؟

أيّ منفذِ بيعِ سحت، ذاك الذي يوفر أقنعة ماكرة على تلك الشاكلة؟

لم يحطـّون من شأن عمل، بالأصل يمارسونه؟

لمَ يسوقون ثمنا أغلى مما يجنون لقاءه؟

لأيّ سبب يتبضّعون، ثم يتبرّمون من تسديد الثمن؟

كيف لذاوِ أن يشعلهم مثل قابس؟

أيتحولون على هذا النحو في ذلك الزمن الوجيز، في حين يستعصي أولئك على التغيير لأمد طويل؟

أتدعى تضحية نبيلة حيث يفنون حياتهم لأجل أناس آخرين، أم هي خسران مبين؟

لم يعاودون ذات الدروب الوعرة؟

تحت أي ذريعة هم ضيقوا الجغرافيا هكذا وبلا خرائط طريق؟

لماذا يتعاركون في سبيل قوانين لم يبرموها بالأساس؟

من يقرّر الأشياء؟

ترى، ما العدد الحق لعجائب هذه الدنيا؟

-

+ ts1428@hotmail.com - المملكة المتحدة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة