Culture Magazine Thursday  09/06/2011 G Issue 345
فضاءات
الخميس 8 ,رجب 1432   العدد  345
 
مداخلات لغوية
هل سيقف أبو طلال على الأطلال
أبو أوس إبراهيم الشمسان
-

لم تكن الإجابة الكاملة وحدها ما شدني في ورقتي أخوين في شعبة النحو التي أدرسها بل جمال الخط الذي إن أمكن أن يجوّد في السعة فإن ساعة الاختبار لا تهب من الوقت لتجويده شيئًا، رفعت الورقتين أمام الطلاب جميعًا وأنا أشعر بسعادة بالغة بهما.

تخرج خالد وناصر الحجيلان ثم عيّنا معلمين في وزارة التربية، وما مضت سنوات حتى عاد ناصر إلى القسم معيدًا. عرفت فيه تعلقه بالأدب قديمه وحديثه وبالتراث الفصيح واللهجي، وهو مع هذا كله طُلَعة؛ إذ استطاع أن يلم بالتقنيات الحاسوبية إلمامًا لا يتيسر لأي أحد. لم تنقطع الصلات بيننا وهو في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يستكمل دراساته العليا، وفاجأني ذات يوم بإنشائه موقعًا عنكبيًّا باسمي، ففتح لي بهذا طاقة أطل بها إلى العالم، ولما عاد إلينا مرة أخرى كانت لنا اجتماعات كنا نتناول فيها هموم الدرس والتراث، وأبديت أحيانًا مخاوفي أن تعصف العولمة بالبقية الباقية من تراثنا الشعبي الذي تكتنز به بيئاتنا المحلية، فحكى لي كيف أنه أعدّ مشروعًا علميًّا دقيقًا وتوجه به إلى محافظة حائل لعلها تهتم بتنفيذه، ولكن علمت منه بعد هذا أنّ المشروع لم يتيسر له أن يجد طريقه إلى التنفيذ، أخذت الفكرة منه كما أرسلها إليّ وحملتها إلى محافظ المذنب وسلمتها إليه بعد شرح لأهمية ذلك الأمر؛ ولكن تلك الورقة طويت، وبعد أن أنشئ فرع لنادي القصيم الأدبي في محافظة المذنب نقلت الفكرة إلى رئيس الفرع الأستاذ عبدالرحمن الغنايم الذي وعدني خيرًا، ولا أعلم بعد ذلك أنهم بدأوا مشروعًا.

أثبت الدكتور ناصر أنه كفاءة إدارية متسلحة بالعلم النظري والتقني، وآية ذلك ما أحدثه في مكتبة جامعة الملك سعود من نقلة نوعية نحو الرقمية حين كلف العمل فيها ثم تولى عمادتها بعد ذلك. والأمل معقود اليوم في أن يقف أبو طلال، بعد أن كلف وكالة وزارة الثقافة، على أطلال الثقافة الشعبية من أمثال وكنايات وكلمات لا نجدها في المعجمات القديمة، وسواليف الرجال وسباحين النساء. إن التأهيل العلمي الذي تأهله الدكتور أبو طلال والقدرات المعرفية والإدارية والتفاني الشديد في العمل كل أولئك باعثة للأمل أن يصل من مشاريعه ما انقطع وأن يهيئ الأسباب لذلك الجمع الثقافي وأن يحث النوادي الثقافية أن تجعل نصيبًا من اهتمامها لهذا العمل الميداني الجليل المنظم الذي هو أبقى من كثير من المؤتمرات والندوات التي ينتهي محصول كثير منها بانتهاء عقدها.

أعلم أن شؤون الثقافة في بلادنا معقدة متشابكة، لتعدد ألوانها واختلاف أطيافها ومستوياتها، وأن كثيرًا من العمل الإداري والتنظيمي ربما يغذمر طاقات الوكيل الجديد، وأعلم أن كثرة من يعدون أنفسهم أوصياء على الثقافة ستكون مضيعة لوقته متلفة لجهده؛ ولكن ملكاته الإدارية وحسن تصرفه وطبعه الهادئ لا شك ستكون من ضوابط اتجاه السفينة.

وإذا كانت النفوسُ كبارًا

تعبتْ في مرادها الأجسامُ

-

+ الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة