Culture Magazine Thursday  09/06/2011 G Issue 345
الثالثة
الخميس 8 ,رجب 1432   العدد  345
 
الغذامي: بانتخابات الأندية دخلنا في الثقافة فشكراً عبدالعزيز خوجة
-

الثقافية - عطية الخبراني

(هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية).. لسان حال أستاذنا الدكتور عبد الله الغذامي يردد هذه العبارة بعد أن تحقق حلمه الذي انتظره كثيراً وربما خسر من أجله أيضاً.. ذلك الحلم الذي جعل منه لنفسه مبدأً لم يحد عنه بل ولقي في طريق المناداة به عداوات ومشاحنات..

الدخول إلى بوابة الأندية الأدبية عبر بوابة الانتخابات... هذا هو الحلم - المبدأ الذي تداخلت «الثقافية» عبره مع الدكتور الغذامي لترصد تفاصيل ما يتعلق بها..

ويبدأ الغذامي حديثه لـ»الثقافية» قائلاً: أخبار مكة المكرمة مفرحة من ثلاثة وجوه، ودائماً ما يأتي خيرنا وفألنا من أرض البيت الحرام مكة المكرمة، وفي حديثي عن الانتخابات ثلاثة ملامح لا بد أن أشير إليها وهي التأكيد على تقديرنا واحترامنا الكامل لأخينا العزيز وصديقنا الوفي الدكتور عبد العزيز خوجة، هذا الرجل الذي صدق في قوله وفعله ووعوده ويجب أن نسجل له هذا، فمثلما كنا ننتقد الإدارة السابقة، يجب أن نشكر الإدارة الحالية، لأنها صادقة فعلاً، ولا شك أن أيدينا كانت على قلوبنا خشية ألا تصدق الوعود فنصاب بخيبة أمل كبرى، ليس في مشروعنا الثقافي فحسب، وإنما في الأشخاص الذين نحبهم ونحترمهم أيضاً، لأنه من المأساة الكبرى أخلاقياً أن تراهن على شخص ما، وتعلق عليه حسن النية، وتتوسم فيه الصدق، ثم لا يصدق، أما إذا صار رهانك، وتحقق الصدق فحينئذ من الواجب أخلاقياً أن تشكر هذا الصادق على صدقه.

ويضيف الدكتور الغذامي: أود أن أشير بشيء من التدليل إلى الدكتور سهيل القاضي، وفي الحقيقة فإن له موقفاً يجب أن يذكر هنا، هذا الرجل الذي قرر منذ البداية ألا يخوض الانتخابات، وقرر أن يقف على تأسيس الجمعية العمومية، مما جعله على درجة من الحياد، فليس له مصلحة من تكوين الجمعية، بما أنه لن يرشح نفسه لها، وهذا جعلنا نحترمه ونقدره.

ويستطرد الغذامي قائلاً: لا يمكن أن تتصور سعادتي بفوز سيدتين في مجلس الإدارة، وقد كان هذا مصدر تخوف كبير من المثقفات أنفسهن ومنا، وهو أن يجري حرمان المرأة إما بشكل رسمي أو بشكل تحايلي وكل هذا وارد، لكن نجاح أمل القثامي وهيفاء الفدا أعده خبراً كبيراً، ولعلي على المستوى الشخصي أيضاً سعيد بأمل القثامي لأنها بمثابة ابنتي، وأنا سعيد لها وفرح بها فرحاً كبيراً، وقررت ألا أهنئها إلا عبر وسائل الإعلام، لأنه حدث على مستوى المجتمع بأكمله، وأنا اليوم أرسل لها تهنئتي، وتهنئتي لمكة، ولمثقفي مكة وللجلسة النبيلة التي شكلت الجمعية العمومية ومجلس الإدارة.

ويشدد الغذامي في معرض حديثه على أننا الآن قد دخلنا في الثقافة، وأن هذه هي لحظة دخولنا في الثقافة، لذلك فهو متفائل لمجتمعنا وثقافتنا، ومن حسن الثقافة ولعل هذا فأل حسن أن تكون الانطلاقة من مكة المكرمة على حد تعبيره.

وحول ما نشر من بعض المثقفين الذين اتهموا العملية الانتخابية في نادي مكة الأدبي بأنها لم تكن نزيهة أو ألمحوا إلى ذلك ومنها ما كتبته الدكتورة كوثر القاضي على حائطها في الفيس بوك «أين ذهبت أصواتنا يا نادي مكة؟» يقول الدكتور الغذامي: إذا كانت هناك قضية فلا بد أن نتبناها نحن كمثقفين ومتابعين، فإن كان هناك خلل أو تلاعب في العملية الانتخابية فيجب أن يظهر لنا، فما قيل من أن هناك أناس يسألون أين ذهبت أصواتهم ؟ فليقولوا لنا عنه، فهم الشهود على العملية، ولا يجوز لأي أحد إذا كان قد لاحظ أي ملاحظة سلبية على العملية الانتخابية أن يسكت، بل يجب أن يوضحها، لأنه بناء على إيضاحهم والتدقيق في تفاصيل الإيضاح سنتخذ مواقفاً، وأنا أحد الذين سيكون لهم موقفٌ شريطة أن يوضح لي أحد من الناس أن هناك ألاعيباً. ويواصل الغذامي: إذا كان هناك خلل في عملية فرز الأصوات أو جمعها أو شيء مما يجري من التلاعب المتعمد الذي من الممكن أن يحدث، أو ما يسمى بـ»التزوير» في ثقافة الانتخابات، فأنا أطالب الدكتورة كوثر القاضي وغيرها من الذين من الممكن أن يكونوا قد شاهدوا ألاعيباً أو تزييفاً أن يكونوا صريحين مع الكل، ويوضحوا لنا كمراقبين ثقافيين، لكي نبني مواقفنا على ما جرى أو ما يجري، لأنه لا يمكن أن نهادن مع التزييف، وسيكون حينها خداعاً كبيراً، وإن ظهر لي التزييف فكل ما قلته في أجوبتي سأسحبه تماماً.

وحول سلبية آراء بعض المثقفين حول الانتخابات التي قضى المشهد الثقافي سنوات طويلة في انتظارها يرد الغذامي: قد طرحت من قبل عنواني في محاضرتي «الليبرالية الموشومة» فلدينا أنواع من الموشومين الذين يريدون الديموقراطية حينما تناسبهم هم، والحرية حينما تكون حقهم الشخصي، لكن إذا كانت حرية الآخرين، أو حرية الآخرين في التعبير عن أنفسهم فحينها يتغير الموقف، هؤلاء كما أسميهم في المصطلح «النسقيين» الذي يكون ظاهره ديموقراطي وباطنه ديكتاتوري، ظاهره إنسانوي ومثقف وباطنه جاهلي مستبد، ومثل هذه المواقف تظهر لنا هذه العينات وهذا امتحان لثقافية المثقف وصدقه من زيفه.

وتعليقاً على ما أسماه البعض بالمجلس الإسلامي بعد فوز الدكتور أحمد المورعي برئاسة نادي مكة يشير الغذامي إلى أنه لا يعرف الدكتور أحمد المورعي، ولم يسمع به إلا بعد ظهور نتائج الانتخابات، لكنه يقر به رئيساً للنادي الأدبي، ما دام أن أصوات الجمعية العمومية ذهبت له، وما دام أن خيارات العشرة بعد ذلك فيما بينهم كما يتيح النظام ذهبت باتجاهه هو كرئيس للنادي، فقد تحقق هنا شرط الانتخابية، وشرط التصويت، ونظام التصويت، وأي معترض على هذا فهو يريد أن يقول للناس: إما أن تنتخبوني أنا أو أنكم متخلفون، ويضيف: هذا النوع من التعليقات هو الذي نسمعه اليوم، فامتحن المجتمع على هذا الأساس، وستسمع ماذا سيقول الخاسرون في كل منطقة، لكن الخاسر النبيل هو الذي يظهر بشرف ويقول إن الأصوات لا تتجه لي، وهذا حق أعترف به وينتهي الأمر، وأنا هنا أوجه لوماً شديداً للصحافة لأن التغطية كانت ضعيفة، فلم نعرف من هي الأسماء البارزة التي دخلت للترشيح، حتى نعرف من منهم كان متوقعاً أن يفوز ولم يفز، بالإضافة إلى حاجتنا إلى الأرقام وعدد الأصوات حتى نعرف إلى أين تتجه خيارات المجتمع ورغباته.

وفي إجابة على سؤال طرحته الثقافية عن مدى انزعاجه من القول بسيطرة الأكاديميين على الانتخابات يجيب الغذامي: الذي يزعجني حقاً ليس أن يقال إن الأكاديميين قد سيطروا أو لم يسيطروا، ولكن ما يزعجني هو عدم الوعي بشروط العملية الانتخابية، وعدم الوعي أن الانتخابات عبارة عن فائز وخاسر، هؤلاء المثقفون الذين لا يستطيعون أن يعبروا عن مفاهيمية الانتخابات بشكل يوحي بأنهم ديموقراطيون، لا شك حينئذ فأنا معذور حينما أصفهم وأقول إن المثقفين هم أسوأ العينات، وأقول إن الليبرالية موشومة وإن هؤلاء المدعين لليبرالية ليسوا ليبراليين، لأننا أمام كمٍّ من الزيف والكذب، ولأنه يريد أن يكون أحدهم هو المبجل والمصفق له، وإذا لم يفز فحينئذ سيكيل الاتهامات للمجتمع والعقلية الاجتماعية وللناس، ثم ينبري لإطلاق الصفات عليهم، لكن ماذا لو فاز ذات الشخص في الانتخابات؟ فماذا سيقول عن نفس البيئة ونفس المجتمع ونفس الجمعية؟ حينها سيتكلم عن قيم العدل وإرادة التحرر والانفتاح، مما يعني أن المسألة محصورة بذاتيته، وتستطيع أن تراقب خطاب هؤلاء، وسنشهد عينات كثيرة من هؤلاء ما دام أن قطار الانتخابات قد تحرك.

ويختتم الغذامي حديثه بملاحظتين قائلاً: أود أن أقدم هاتين الملاحظتين لوزارة الثقافة والإعلام، أولاهما أنني قرأت عن تساوي اثنين على المركز العاشر، وجاءت الأخبار أن الأمر حسم بالقرعة، وما أقترحه في حالة تكرر مثل هذه الحالة، والتي لا تحدث إلا على المركز العاشر، فأقترح أن يُقدَّم المتنافسان مرة أخرى للتصويت، ومن رجحت أصواته فهو الذي يحتل المركز العاشر، ويحسُن أن يتم التصويت على العاشر في حالة التساوي قبل إعلان كامل الأسماء، وذلك حفاظاً على حالة المزاج العام للجمعية العمومية، فبعد إعلان الأسماء قد تتغير الأمزجة، فربما لا تكون إعادة التصويت على اثنين في جو قائم، فإذا لاحظت اللجنة أنها بين تسعة أسماء مستقرة، واسمين متساويين على المركز العاشر، فتعلن حينها أن لديها اسمين متساويين على المركز العاشر، وتريد أن تحسم ذلك قبل إعلان باقي النتيجة، فهذا أدعى للإحساس بالشفافية، وبكل تأكيد فإن القرعة فيها ظلم لإنسان ما لأنه خرج لمجرد ضربة حظ. أما ثانيتهما فأن تكون النتائج ظاهرة على الشاشة، وأنا أُذكِّر هنا أن الانتخابات التي خضناها في عام 1400 هـ في جدة كان التصويت فيها يسجل مباشرة على السبورة، وكان الأستاذ محمد علي قدس يمسك بطبشورة ويرصد الأسماء والأصوات أمام الجميع، ولا زال الأستاذ قدس يحتفظ بصورة فوتوغرافية للسبورة وعليها النتائج، وهي وثيقة مهمة جداً برأيي، وفيها شفافية عالية، ولا مجال لتسرب الظنون أبداً حول جمع الأصوات أو فرزها أو ما شابه ذلك.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة