Culture Magazine Thursday  10/03/2011 G Issue 334
فضاءات
الخميس 5 ,ربيع الآخر 1432   العدد  334
 
البوابة الخارجية
وهم أم (2)
سعاد فهد السعيد

جلست المعلمة ضحى وأطفالها وذهبت حسنة إلى المطبخ وأحضرت الفاكهة والكعك والبسكويت والمكسرات والأشربة الحارة والباردة، وقالت:

-تعالوا يا أولاد، أطفالي في انتظاركم في غرفتهم سيطلعونكم على أجهزة اللعب الجديدة، وقالت لضحى عن إذنك سأشبك جهاز اللعب إنه نوع جديد نزل في الأسواق حديثًا.

أدخلت الثلاثة على شكل طابور الأول خلف الثاني لضيق الباب ثم خدَّرت الأخير بوضع مخدر على أنفه، وهي ممسكة به -حتى لا يسقط- وضعت الخرقة على أنف الثاني وحين التفت الثالثُ لاقته الخرقةُ في أنفه، سحبتهم وحملت كل واحد ووضعته على طاولة مقابلة لسرير من أسرة أبنائها الثلاثة ومدت أنبوبًا بلاستيكيًّا لنقل الدم من ذراع كل طفل من الأطفال الثلاثة إلى ذراع كل طفل من أطفالها، ثم خرجت إلى الأم: آسفة على التأخير كنت أصلح توصيلات الجهاز الكثيرة المعقدة، وضعت وجبات خفيفة في طبق وقالت سأذهب بها إلى الأطفال في الغرفة. ثم عادت وتحدثتا وشربتا وأكلتا وضحكتا على مواقف بعض المدرسات مع المديرة والطالبات، وقالت حسنة سأطبخ لكم في العشاء أكلة شعبية مشهورة في الضاحية، ردت ضحى: بشرط أن تصطحيبيني معك في تحضير الطبخة في المطبخ.

جاء وقت الغروب، قالت حسنة ألا تودين السلام على أولادي!

- لا أحب إحراج الأطفال وإيذاء مشاعرهم، طالما قلت لي عن خجلهم وعدم اختلاطهم بالأشخاص الكبار.

- أظنهم بعد هذه الفترة الطويلة من الجلوس مع أطفالك واللعب معهم قد يقبلونك كبالغة من طرفهم.

دخلت ورأت مشهد ستة الأطفال المتمددين كل طفل يوازي طفلاً، تقدمت دارتْ عيناها في المشهد جيدًا؛ أنابيب نقل دم، أطفال زرق، متجمدين جفت عروقهم من الدماء فارقوا الحياة، أجساد خامدة، فقدت صوابها، أصابها الجنون، لم تصرخ ولم تبكِ، ولم تنطق بكلمة لُحسَ عقلها، أجلستها على الكرسي وربطتها، لم تشعر بنفسها ولا بالدنيا من حولها، تنظر فقط إلى الأسرة الثلاثة.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة