Culture Magazine Thursday  12/05/2011 G Issue 341
الملف
الخميس 9 ,جمادى الثانية 1432   العدد  341
 
حين تحيل الأماكن إلى دوحات غناء
-

إعداد - عطية الخبراني

قبل أن أكتب حرفاً واحداً، أود أن أعترف اعترافاً أجزم أنه إلزامي في مقام كهذا، غير أنه لا يضير ولا سيؤثر فيما سأقوله فيما بعد، فالأجيال تتبع الأجيال والأحرف تصل بين الأرواح وإن امتدت السنون، فمثلي لا يدعي وصلاً وثيقاً بتجربة الدكتورة فوزية أبو خالد الشعرية، لكنني أعلم أنها رائدة في تجربتها الثورية والمتمردة على كل النظم والأعراف سواء على المستوى الاجتماعي أو الشعري، فالدكتورة أبو خالد إحدى رائدات قصيدة النثر في المملكة، وأحد أبرز الأسماء الشعرية النسوية – إن صح التعبير والمسمى -.

فوزية التي ابتدأت الشعر عندما كانت تغمس يدها الصغيرة في الرملة الصحراوية الحمراء لساحة لعبها وتشكل لعبها، وتشكل بالرمل والماء رموزا بدائية غامضة لا يفل شغب شفرتها إلا أقرانها من الأطفال.

فوزية التي اكتشفت الشعر في بحة صوت أمها، وفي قامة أبيها التمرية وهي تتمايل على إيقاع العرضة.

فوزية: مزيج من مجرور حجازي وعرضة نجدية.

تقول إنها كتبت على الوقت بين الدرس والدرس قبل أن تكتب في الصحف، وكتبت على دفاتر مدرستها، وكادت للدروس المملة بشعر مثير، سرقت الطباشير ولطخت الطريق الخالية من المدرسة إلى البيت بالحركة والإيقاع وغناء العصافير والمواعيد الليلكية لتشكل بذلك تجربتها الفريدة وعوالمها المزدحمة بها.

لفوزية أبو خالد هم مجتمعي وحمل لقضايا الوطن العربي من محيطه للخليج، لتذكرنا بنبرة قومية المرة تلو المرة أننا وطن واحد بلسان واحد وهوية واحدة.

إن هذا الملف الذي تخرجه الثقافية اليوم عن الرائدة فوزية أبو خالد هو أقل استحقاق لسبق تجربتها وجمالها وإنسانيتها الطاغية التي تلفت كل متابع لها ولمن كتب عنها، فهي الدافئة في كل تعامل والحريصة على مشاعر كل إنسان يقترب منها، والثائرة في وجه كل سائد ومطروق، لتبقى فوزية أبو خالد الاسم اللامع والتجربة السابقة، والإنسانة والأكاديمية المتوهجة حيث حلت، لتحيل بشعرها وروحها الأماكن إلى دوحات غناء، وأهازيج فرح وبهجة، رغم كل ألم، وفوق كل جرح !

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة