Culture Magazine Thursday  12/05/2011 G Issue 341
فضاءات
الخميس 9 ,جمادى الثانية 1432   العدد  341
 
قيد البصر وانعتاق البصيرة
هدى بنت ناصر الفريح
-

لأننا نعيش في زمن مخضب بالأحداث في صغار الأمور والجسام، يتجلى بيانا ويتكشف وضوحا كل امرئ بما يحمله مما اكتسبه متراكما من خبرات وتطلعات في حقبة ماضية ومن ثم الوقوف عندها.. فهذا يترجم ما وراءه وذلك يسقط رؤاه ومابين هذا وذاك يقبع مستمع يحلل ويستجيب محدثا نفسه أو مرتحلا لأمر آخر غير ذي بال..

ليس الوضوح ما يرى بل القراءة لما خلف الأضواء وبريقها وما دون الأسوار وصنيعها وما في باطن أرضها حيث ثراءها..

ظن أحدهم في سقطة لبصيرته وثورة لسطحيته أنه يتعامل مع ذات الشخوص قبل زمن فأمضى وقتا ليس بالقليل يرتب الحروف ويحبك السيناريو ويمثل الدور ويخرجه كذلك حتى رماه إليهم غير آبه بعض صور.. أي نعم قد غفل وبقي من يلتقطها ممن لا يسمعون ولايرون ولا يتلمسون تأصيلا أو تعلما فهيما ومن ثم كبروا الصورة وشغلوها بثا وتعقيبا

لكن لم يعد الفذ قانعا أو قابعا بل شمر عن ساعديه بقول الحق فاستُمع له، ذلك أن للحقيقة آذان ترقبها وخاب ظن قيد من كان يرى فقط أنه لا يشغل الرأي ويحرك الجموع إلا إعلام غفير،بل هو البيان الحق يؤخذ ويسري ممن إذا تكلم هز نبضات القلوب وحرك بيات العقول وأظهر الفصول وهنا ينساب لا منه بل إليه الوفود..

بات الكثيرون ممن يبصرون الوقائع حيارى بين معرفتهم للبلاء المستطير وإدراكهم الجلي لعلاجه وحيرتهم خشية لأنه قد قيل “سلط مجنونا على العقلاء يغلبهم وسلط الصبيان على المجنون يغلبوه “ فكل ما يخشى اضمحلال البصيرة والصعود بقيد العمي!.

** الأمل أن يبقى أصحاب البصائر من أمتنا بكامل رؤيتهم في دحض معاملة كياننا كإنسان الكهف الذي لم ولن يفقه شيئا أبدا.

-

hudaalfourih@gmail.com - البكيرية

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة