Culture Magazine Thursday  13/10/2011 G Issue 350
ترجمات
الخميس 15 ,ذو القعدة 1432   العدد  350
 
من الورق إلى الشاشة: اختفاء الحبر...
تحول دراماتيكي في صناعة الكتاب الغربي لصالح القراء

نقلا عن مجلة الإيكونوميست. تمهيد المجلة: لم يكن الوضع جيدا وفي صالح القراء من قبل مثل الآن. لكن يجب على الناشرين التقليديين (للكتاب الورقي) التكيف بشكل أفضل مع العالم الرقمي حتى لا ينهاروا ويختفوا من الوجود...

خلال الأسابيع القليلة المقبلة سيفرج الناشرون عن كميات هائلة من الكتب، ثم يكومونها داخل شاحنات للسعي من أجل تسليمها بسرعة إلى المكتبات لكي توضع على طاولات العرض الأمامية في الفترة التي تسبق عيد الميلاد. إنه عرض سنوي رائع ومثير للإعجاب للتنافس التجاري في بيع الكتب الورقية. كما أنه أصبح مؤخرا لا معنى على نحو متزايد.

وبسرعة أكبر من قدرة أي شخص تقريبا على التنبؤ، برزت الكتب الإلكترونية كبديل ومنافس جدي للكتب الورقية. وفي غمار حربها الشرسة ضد الكتاب الورقي، خفضت مؤخرا مكتبة «أمازون دوت كوم»، التي تعتبر أكبر متاجر بيع الكتب الورقية والإلكترونية بالتجزئة، سعر جهاز كيندل Kindle الذي ابتكرته لقراءة الكتب الإلكترونية لتبلغ قيمته 79 دولاراً فقط أي إلى الحد الذي يجعل الناس لا يخشون استعماله عند الشاطئ مخافة تلفه.

في أميركا، التي تعتبر السوق الأكثر تقدما في العالم، دلت الأرقام أن أغلب مبيعات خمس الناشرين حاليا هي من الكتب الإلكترونية. مبيعات الإصدرات الرائجة والقوية وذات الشعبية مقسومة بالتساوي بين النسخ الورقية والنسخ الرقمية. ونسبة المبيعات الرقيمة تزيد بسرعة أكبر من المبيعات الورقية ولعل أبسط سبب لذلك التحول الخطير هو إغلاق وإفلاس العديد من المكتبات التقليدية ذات المباني مثل مكتبة «بارنز آند نوبل» ومكتبة «بوردرز».

وبالنسبة للقراء الذين يعشقون التقنية الرقمية، يعتبر هذا تطورا رائعا. وتماما كما أنهت مكتبة «أمازون دوت كوم» مشكلة «المسافة» عبر توصيل الكتب إلى كل مكان بواسطة البريد، هاهي الآن تنهي مشكلة «الوقت» من خلال تمكين القراء تحميل الكتب الإلكترونية من الإنترنت على الفور. وعلاوة على ذلك، يمكن لأي شخص الآن نشر كتاب إلكتروني بسرعة من خلال «أمازون دوت كوم» وعدد من الخدمات الإلكترونية الأخرى دون المرور عبر النسخة الورقية بواسطة الناشر التقليدي. هذه الاختيارات الضخمة والأسعار المنخفضة تسهم في خفض تكلفة أجهزة القراءة الرقمية ضد رغبة الناشرين التقلييدين الغاضبين الذين يجاهدون للتمسك بحصة مربحة في السوق للكتاب الورقي. وبالرغم من كون العائدات مستقرة إلى حد ما لدى معظم الناشرين التقليديين، والكتب الورقية التقليدية لا تزال هي الطريقة المفضلة لإطلاق كتب رائجة شعبيا، إلا أن المناخ يتغير. بعض وظائف المتعلقة بالناشرين مثل تغليف الكتب والترويج لها في المحلات التجارية، أصبحت وظائف بالية. وعندما تقفل مكتبة، فإنها تفقد معرضا هاما. وهم يواجهون، كما حصل مع شركات تسجيل وتوزيع الموسيقى شبه احتكار السيطرة على التوزيع الرقمي: قبضة «أمازون دوت كوم» المسيطرة على سوق الكتاب الإلكتروني تعتبر مثل سيطرة شركة «أبل» على تحميل الموسيقى.

ولكن حتى الآن لا يزال هناك وظيفتان هامتان للناشرين التقليديين. فهم يمثلون رأس المال المغامر لتجارة الكتب حيث يدفعون «المقدم المالي» Advance Money لجذب مؤلفي الكتب التي تستحق أن تنشر والتي قد لا تنشر لولا ذلك «المقدم المالي». وهم أيضا المحررون الذين يختارون الكتب الجيدة ويحسنونها. ولذا سيكون من الجيد، ليس فقط لمساهميهم ولكن أيضا للحياة الفكرية، إذا بقوا على قيد الحياة. كما أنهم يفعلون بعض الأمور بصورة صحيحة. فبعد أن لاحظوا ضعف شركات الموسيقى بعد دخول أبل السوق وانتزاعها السيطرة على تسعير الموسيقى منهم، فقد نجح الناشرون نوعا ما على الحفاظ على قدرتهم على ضبط الأسعار، ولكن تعوزهم بعض الحيل. فقد بدأت صناعات الموسيقى بربط النسخ الأصلية مع الإصدارات الإلكترونية للمنتجات الخاصة بهم، فعلى سبيل المثال يتم تقديم رمز لأولئك الذين يشترون «دي في دي» DVD للفيلم لتحميله مجانا من شبكة الإنترنت بالنسخة الإلكترونية. وبالمثل يجب على الناشرين التقليديين اتخاذ وضع هجومي عبر ربط الكتب الورقية بالنسخة الإلكترونية.

كما أنهم يحتاجون أن يصبحوا أكثر كفاءة في دورة عملهم التي تستغرق سنوات من اختيار الكتب الجيدة ثم تحريرها ومن ثم طبعها وأخيرا توزيعها على المكتبات. ففي العصر الرقمي من السخف أن تستغرق سنوات أو حتى شهورا حتى يصل الكتاب للسوق. وإذا أرادوا أن نميز بضاعتهم من تفاهة النشر الذاتي، فيجب أن يكونوا أفضل وأسرع في اختيار الكتب التي تستحق النشر، مع شحذ الأفكار للتحرير وحسن الإخراج بما في ذلك التخلص من الأخطاء الإملائية.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة