Culture Magazine Thursday  16/06/2011 G Issue 346
أقواس
الخميس 14 ,رجب 1432   العدد  346
 
ماكنت أرغب أن أكون غلافها
-

غلاف الثقافية الحسناء ليوم الخميس 23 جمادى الآخرة 1432هـ العدد 343 للسنة التاسعة جاء على صورة امرأةٍ جالسةٍ في شكلٍ حزين، وضعت يدها على غطاء وجهها.. وكأنها تبكي من تحته.. قالت: ما كنت أرغب وأنا الحزينة الكسيرة أن أكون غلافاً للثقافية الحسناء الجميلة.. إني أندب حظي لما أراه في الحياة من حولي، فلا تلومني.

الحزنُ أطبق ملء كلِّ مَكَانِي

الهم غطى مهجتي وكياني

إني فقدت جميع حالي، إنني

فوق اليتيم بذلةٍ وهوان

من ذا أنادي غير ربي، إنه

يدري ببؤسى أسود الأشجان

ما كنت أرغب أن أكون غلافها

هي درة لثقافةٍ وبيانِ

هذي مجلتنا الحبيبة .. حقُّهَا

ثوبٌ مطرز غالي الأثمانِ

وجواهر ملء اليدين، وفرحها

بالفوز يملأ ساحة الميدان

لكنَّ مثلي صورة لجنازةٍ

أو قاع سجن ظالم السجان

حزني يميت، وها عروبتنا بها

حال الوحوش، وقسوة الحيوان

كُلٌّ يمزق شعبه والنار في

يده سلاح الظالم الخوان

أنا لست أدري من صواب؟ إنها

غوغاء صارخة بلا حسبان

سوداء تلك عباءتي كحياتهم

ليل نهار - ليس من تبيان

من قال - شعب للرئيس محارب

أو هل رئيس وحش كالحيتان

عجب، بلاد العرب ما مثل لها

سبق كهذا الحال طول زمان

قتلى وصرعى في دمارٍ شاملٍ

لبلادهم، للأهل والولدان

كلٌّ يصارع غيره لسياسةٍ

وهج بها كحرائق النيران

وكأنها حرب البسوس تجددت

في سائر الأركان والأوطان

أو حرب داحس والشعوب وقودها

إحراق للأرزاق والعمران

رباه: يارب السلام بقدرةٍ

عود السلام وناشر لأمان

إني كسيرة كل شأني، إنها

قيم الحياة هي القتيل الثاني

فشت المفاسد ملء كل حياتنا

والعلم ساعد راغبي الشيطان

إني لأبكي تحت ستري، إنهم

سهروا ليالي (النت) للعصيان

آهٍ من العصر الجميل تطوراً

مسخوه بالإفساد والعريان

إني لأندب فوق رأسي، إنه

العصر فاض بأشنع الفجران

إني أخبىء نظرتي عن حالنا

كل الشباب مضى بلا عنوان

في ملْبَسٍ الغرب زجَّ بفتنةٍ

حتى الرجولة لم تعد كزمان

كان الصغار وذا شبابٌ مثلهم

كل الوقار - كرامة الشبان

اليوم اِخْتَلَط البنون فلا أرى

صنفاً تميز! ما هما الصنفان!

يا حسرتي: أين الكرامة والتقى

أبناؤنا وبناتنا صنوان

إني لألطم فوق وجهي حسرةً

لغتي تَلَاكَؤُ فوق كل لسان

ضاعت هويتنا - لسان صلاتنا

عربيتي لم تغدُ أم بيان

مسخوا الجمال بها اللسان مُفَرْنَجٌ

قصد التباهي، ساء من خسران

لتكُن هي الأولى كفضل نزولها

لغة الكتاب، وآية الإيمان

كلٌّ ينادي دون فعلٍ نافذٍ

كلٌّ يندد ملء ذا الميدان

كلٌّ يطالب: أنقذوها، إنها

شرفُ الهوية، عزتي وكياني

حتى أتى أمر المليك بمركزٍ

دوليّ ينقذها من الطوفان

ولسوف تسبقهم جزيرتنا به

عملاً وحصناً راسخ الأركان

هاتيكُمُ بعض المآسي، أجلها

خبأت نفسي، هاكم أحزاني

وهناك أكثر لا أبوح به فقد

فاضت به الدنيا، وساء زماني

من أجله إنّ الغلاف جزيرتي

أنوار، أفراح، وخير أغاني

-

+ التوقيع: عنها/ محمد عباس عبدالحميد خلف

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة