Culture Magazine Thursday  17/02/2011 G Issue 332
مراجعات
الخميس 14 ,ربيع الاول 1432   العدد  332
 
معجم موازين اللغة
صالح بن سعد اللحيدان

(حماد بن سلمة المحدث اللغوي)

تضطلع اللغة بمشارف لا يصلها وأيم الله إلا الحاذق القرم ممن حسنت فطرته وبانت جودة خلقه وأسفرت عن يديه جمال خط طرسه ناهيك بمن تضلّع بماء قراح صفاء منه ذهنه وظهرت عليه منه مخايل النجابة بعيداً كل البعد عن مشين ما يؤخذ عليه في العاجلة والآجلة.

ويسفر وجهه عن ذي وضوح من تربية حرة كريمة تراه بعيداً عن المناكفة بعيداً عن السوء يتلطف في القول كما يتلطف في الكتابة، يسود ويقود وإلى كل عالية يعود، لاسيما وأن من هذه صفاته يصعب أن يستدرجه مُستدرج أو يوجهه مُوجه أو يستغله مُستغل، فإنه إنْ زل أو أخطأ والخطأ على الثقة جائز ثاب وتاب وأناب وكفّرعن كل ذي زلل وهجاء وإساءة وبغي.

بقي أن نقرأ لعالم فحل لكن لا كلفحول نعم لا كلفحول، إمام في: اللغة وإمام في: النحو والبلاغة وعلم الرواية، ثقة عالي المقام خلقاً وحسن أدب قالوا عنه: الثقة الثبت الحجة، فجانب الخلق الحسن وبعد الغور في الاستنتاج كان صالحاً مصلحاً يكره الشهرة وينبذ الظهور إلا أنَّ سيبويه والخليل وسواهما والبخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وكثيرون هم كانوا يرون فيه العجب.

إنها الموهبة غذاها بموهبة الاكتساب، الأدب، الخلق، حسن الجدل، حلاوة الألفاظ.

لنقرأ ما جاء عند الذهبي في كتابه الذائع الصيت (تذكرة الحفاظ) فهو يقول: (الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو سلمة الربعي مولاهم البصري البزار البطائني النحوي المحدث سمع حاله: حميد الطويل وابن أبي مليكه وأبا جمرة العنبعي، ومحمد بن زياد الجمحي وأنس بن سيرين وأبا عمران الجوني).

ثم أردف الذهبي قال: (وكان بارعاً في العربية فقيهاً فصيحاً صاحب سنة).

وقال: (مناقب حماد يطول ذكرها)

الجزء الأول ص 202/ 203 تذكرة الحفاظ وترجم له الإمام المزي في (تهذيب الكمال) وابن حجر في (تهذيب التهذيب) وآخرون مثلهم كثير ترجموا له، ليبقى ذكره شاهداً خلال الدهر بأن الموهوب يُجدد ويُضيف بواسع من علم مكين.. وبواسع من خلق كريم على نباهة وقوة في صناعة الإضافة والعقول، وقد كنتُ قلتُ فيه قديماً:

أأبقى قارئاً طيِْلةَ البارحة

فأبقى ساهراً أنشدُ الهادئة

لها صبوة أسلفتْ

وليَ منها ساعة قادرة

وابنُ حماد لم يمتْ علمه

قرَّر العَّلمُ خلده في الناحية

قرونٌ مضتْ

وعصور سلفت

والأيادي في كلال

نجوم

وسحاب

وبلاد مُتناثرة

ويبقى خالدُ الذكر في الألسنة

له صولةٌ أجفلت

ولي منها ربطةُ الحازمة

أَيْنَ منا ذاك الضليع؟

أين منا مسلك الموهبة..؟!!

وتنخر العقول،

وينحبس الماء،

وتنشد الأفواه،

والطُّيورُ تنتصُب مُسبحة

تسأل الباري أمره

وابن حماد هل علمتْ؟

قال: نعم،

قالت الطَّيرُ (هاته)

أذن .(اللهُ). سورةً

آياتُها تغلقُ «المحِجرة»

فسِرْ لا تلتفت

إيَاكَ وشكَ المرُيبِ

اقرأ (إنْ شئتَ):

فُصَّلتْ

(وتذكرة الحفاظ) الحافظة

وتعبرْ القرون

وتمطر السَّماء

وتبزع الشَّمسُ

ويهطل المطر

وتبقى سورةُ (الجاثية).

* * *

بريد الخمس .........................................................

* محمد. م. ع.. الماضي/ بريدة.

تداركوا الأمر/ وأدركوه

يختلفان من حيث المعنى.

* محمد بن زعبول بنجاشي البرماوي/ مكة.

(معاد) من أسماء مكة.

* خالد بن حمد بن فهيد الحسيني/ الدمام

(ألفية ابن مُعط) قبل: (ألفية ابن مالك)

وكلاهما جيد، لكن ابن مالك أضاف جديداً.

* وداد ج. أ/ الرياض

جامعة الملك سعود

كلا.. هناك فرق كبير بين الأسلوب العلمي.. والأدبي.. والنقدي.. والإنشائي وأنت ترين جيداً أن الغالب اليوم هو: الأسلوب الإنشائي المباشر مع العجلة والاستطراد كثيراً.

* صحة. م. أ.. القفاري/ بريدة

1 حديث (خذوا شطر دينكم من هذه الحميراء) ضعيف جداً، بل لعله أقرب إلى (الوضع).

2 (أم الدرداء الكبرى) هي زوجة (أبي الدرداء) رضي الله تعالى عنهما.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة