Culture Magazine Thursday  19/05/2011 G Issue 342
فضاءات
الخميس 16 ,جمادى الثانية 1432   العدد  342
 
مداخلات لغوية
وا تحقيقاه
أبو أوس إبراهيم الشمسان
-

هل يحق للأستاذ الأديب سليمان أحمد أبوستة محقق كتاب العروض للزجاج أن يقول: وا تحقيقاه. كتب الأستاذ إلي رسالة نشرت على منتدى الفصيح ولم أرها في حينها لانقطاعي عن المنتدى فترة، وهذا رابطها:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?59772-

ويسأل فيها بهذا السؤال:

«هل من الممكن سرقة كتاب محقق، بالتواطؤ مع المؤسسة الجامعية؟ كتاب العروض للزجاج أنموذجا!» وقبل أن أبين الباعث على السؤال أبادر إلى استبعاد مثل هذا، فالمؤسسة الجامعية أو غيرها قد تخدع، وكثيرًا ما يحدث ذلك، نسمع عن الأطباء المزورين والممرضين وغيرهم من المهن التي نجح أصحابها في خداع المؤسسات، وكذلك يحدث في التخصصات النظرية، وأما الذي أجاء الأستاذ إلى السؤال فهو أنه اطلع على موقع الدكتورة مضاوي بنت صالح بن حمد الحميده

http://www.dr-madhawi.com/articles.php?action=show AND id=3

فوجد أنّ من أعمالها البحثية «4» «كتاب العروض» للزجاج، دراسة وتحقيق، مجلة مركز الخدمة للاستشارات البحثية، جامعة المنوفية، مارس 2009 م».

حاول العثور على هذا التحقيق ليرى إن كانت المحققة وصلت إلى شيء لم يصل إليه، وتبين أنها حسب قوله طلبت طباعة خمسين نسخة لها فقط أخذتها كلها، وربما يفهم من كلامه أنّ الدكتورة سطت على عمله ونشرته. وقد أراد مني تقصي الحقيقة والكتابة عن هذا الأمر. ويعلم الأستاذ الفاضل أن مثل هذا غير ممكن ما لم أطلع على عملها، وهي الوحيدة القادرة على بيان الفرق بين عملها وعملك وبخاصة أنّه تحقيق ودراسة، فقد تختلف دراستها على الأقل عن دراستك وإن ضاق مجال الاختلاف في التحقيق نفسه. وتكرار التحقيق وارد وهو كثير وقد يكون المتأخر دون المتقدم في مستوى عمله، والكتب التي تعاورها المحققون كثيرة جدًّا، فكتاب القراءات للأزهري حقق غير مرة، وكتاب نتائج الفكر للسهيلي حقق غير مرة، وكتاب همع الهوامع للسيوطي كذلك. وكما يقع التكرار في التحقيق يقع في الترجمة؛ إذ الكتاب ربما ترجم غير مرة، وقد يكون المتأخر معذورًا كما فعل مترجم كتاب اللهجات لرايبن، وقد لا يعذره الناس كما فعلوا حين أعاد رمضان عبدالتواب نشر العربية ليوهان فك. وتكرار الترجمة كثير كما أن تكرار التحقيق كثير. وربما لا يقتضي الأمر إعادة تحقيق أو أعادة ترجمة؛ إذ ربما تكون جملة الخلافات يسيرة يغني التنبيه إليها من غير حاجة إلى إعادة العمل كله كاملاً، وتكون الطامة الكبرى حين يتصدى للتحقيق من هو غير مؤهل لذلك، وإنما دعاه وجدانه بعض النسخ الأخرى التي قد لا تضيف جديدًا أن يعمد إلى التحقيق الذي صار مطية لنيل الشهادات ودرجات الترقية وحسب المحقق ذلك من غير التفات على ما سواه من خدمة العلم والعربية وأهلها، وإنّا لنجد من سوء الضبط وجهل القراءة وقلة معرفة التراث ما يجعلنا نأسف على ما أضيع من ورق، وربما عدنا إلى نسخ للكتاب قديمة لم تنلها يد التحقيق لكن نالتها يد صناع تحسن القراءة والطباعة كما هو الحال في مطبوعات بولاق.

وإني لأرجو أن تتفضل الدكتورة مضاوي بنشر عملها كاملاً على الشبكة العنكبية، كما أن عمل الأستاذ سليمان أبوستة منشور في مواقع كثيرة فهو كتاب إليكتروني متداول، لعلنا بهذا نتبين وجه الحقيقة.

-

+ الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة