Culture Magazine Thursday  19/05/2011 G Issue 342
فضاءات
الخميس 16 ,جمادى الثانية 1432   العدد  342
 
أعراف
لأنت الجمال
محمد جبر الحربي
-

لأنت الجمال من الفجر

حتى طلوع النهار

جمالٌ تفتّق من أسود الكحل والكحل مال

يسائل أطفال حارتنا كيف عطر الصباح؟!

وكيف الجمال؟!

أمن عسلٍ كاشتعال الطفولة يا طفلة من خيال

وهل يشبه الطفل فيك سوى ما تغني الحقول

وأنت الضحى والظلالْ

وأنتِ اكتمال الظهيرة والعصر حتى الرحيلْ

لك الصافنات يصلين لله حتى الزوالْ

لهنّ حنان سليمان

وها نحن كم نسرج الوقت حتى البرتقاليّ

يحملنا للأصيل

وأنت الجمال البديل

وأنت استماعي لروحي

وأنت المقام

وأنت مع الفجر بوح الشجيرات عطفاً

على الياسمين

وأنت استعادات صبح بأطراف ليلٍ ثقيلْ

وأنت الحمام

فهذا اكتناز الفضاءِ بوجْد الهديلْ

حزينٌ

يحاصرني القتل والموت

ما كنت في جبهةٍ

ولا كنت تحت حصار من الجهل

فغربان كل عصور الظلام هنا

ومن حيث لا نصطفى يتساقط ألف قتيلٍ

وتجهز أعراس ألف نبيل

لترضى جهات التآمر

والناقمين على كل خيلٍ

على كل من في النزاع أصيلْ

ويتعبني كلما جئت أكتب عنك القصيدة

تختار أنهرها الأرض

أقول تعالي

لنا الشجر المتعالي

فعذرا

ولكنك الأرض والنهر والشعر

كل البلاد

وأنت الطفولة والحلم يا حلم لا تخجلي

وردي غطاءك حين تساقط منك السواد

على خفرٍ

وأنت لكَم يعلم الغيب مستقبلي

وأنهار عمري إذا آذنوا بالرحيلْ

رحيل عن الأرض نحو سماء الحقيقة

يا زرقة الكبرياء

ويا ضوء

أوله العين

آخره كوثر الباحثين

وقد آمنوا

وعلى أيمن القلب ينهمر السلسبيلْ

حزينٌ أنا فافتحي للمساء الستائر

خمريةً كاصطفاء الرماديّ في غيم أحلامنا

ولا تغلقي الباب بي رغبة في البكاء

فيشعلني الضوء كالثابتين

وإنْ كان بي غصةٌ

فلا تعجلي لن أموت

فهاتي قليلاً من الماء كي أكمل البيت

ومنك القصيدة

والمفردات التي أغرت الحاضرين

ومنك سأقبل كلّ السنين التي عبَرت يا مليحةُ

وأقبل كلّ تهادي السنين

فهاتي يساري لهذي اليمين

وهاتي من التْمر ما يشبع الصابرينْ

حزينٌ كما يحزن الياسمينْ

ويحمرّ من خجل في انحناءات أوقاتنا

سرّ تينْ.

-

+ mjharbi@hotmail.com - الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة