Culture Magazine Thursday  19/05/2011 G Issue 342
فضاءات
الخميس 16 ,جمادى الثانية 1432   العدد  342
 
كلمات
السقوط المريع..!
محمد بن أحمد الشدي
-

دقات قلبي تزداد وجيباً.. وملتون يرقص مع شياطينه، (ووجهك يشوح يا حكاية) تشرد جديدة تفوح منها رائحة المطر في شواطئ مالحة الحزن والدفء المفقود!

- أنت نِعْم الصديق لو كنت تبقى، غير أن لا بقاء للإنسان؛ لأن سقوط الإنسان حدث.. وسقوطك كان انهداماً عنيفاً في قلبي، ولكني قاومت كما كنت أود أن تعلمك الأيام الاستسلام لردود الفعل، جالدت رغم أمطارك الموسمية فوق خطوات الإنسان التي مشيناها سوياً!

- لكم يحز في نفسي أن أقول لك.. إن مَنْ يسقط مرة يسقط إلى الأبد.. يمتهن السقوط.. تحترف بدعة (الطيبة)، ليس هناك مَنْ ينتصر منا على الآخر.. فرغم سقوطك ما زلت نِعْم الصديق الذي سقط، وأنا الآن في حيرة.. أأستمر في حيرتي وأتركك تتجرع سم التجربة.. أم أبقى معك حتى تنهض مرة أخرى؟! ولكني رأيت الكثير من الأشجار التي تموت واقفة.. وأنت شجرة انحنت وسقطت ملقاة، على الطريق تجف ببطء.. وتجف معها عروق في دمي تتصل جذورها مباشرة في هذه الأرض التي أحببناها سوية..

- ليس لك الخيار كما ترى في أن تتخلى عني.. إنك يا نِعْم الصديق تتخلف عني.. ولكن مَنْ منا يعترف بالانهزام؟ مَنْ منا تتكسر قوائم جواده الأربعة ويكف عن لكز البطن الذي يموت؟

- إنني أعرف شيئاً واحداً فقط.. هو أنني سأنتصر على حيرتي، ولكن لن أشفق عليك في سقطاتك..!

مَنْ منا لا يتذوق الشعر الشعبي في جزيرتنا العربية الذي كثيراً ما قدَّم لنا التاريخ والجغرافيا؟ وهذه أبيات جميلة للشاعر المبدع فهد بن دحيم - رحمه الله - لنقرأها سوياً.

الموتر اللي ناض به براق

يقول مهموم وصدره ضاق

يضيق صدره عقب أصاحيبه

ولا يذوق النوم عقب فراق

متذكر عالي مراقيبه

الموتر اللي ناض به براق

قفا مع البطحاء وعيني به

بالله عليك الهون يا السواق

أشوف من ربي بلاني به

يفداه من حط الحرير رواق

وبيوك وسط السوق يمشي به

أبو مبيسم يذبح العشاق

في مفرع الحلة ضحك لي به

أبو جديل يكسر المفراق

والمسك والريحان غذي به

يمشي (يدك) يحول ما ينطاق

يدق سرواله عراقيبه

-

+ - الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة