Culture Magazine Thursday  19/05/2011 G Issue 342
كتب
الخميس 16 ,جمادى الثانية 1432   العدد  342
 
المتنبي في ضوء الدراما
دراسة واجتهادات
-

تأليف: ممدوح عدوان

دمشق: دار ممدوح عدوان 2010

الصفحات: 120 صفحة من القطع المتوسط

يتناول الشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان صورة المتنبي الشخصية والشعرية والسياسية، نافياً روايات وثَّقها الكثيرون حول المتنبي، بدءاً من قصة تنبؤه مروراً بعلاقته بسيف الدولة وكافور، وانتهاء بظروف مقتله.

ويتساءل المؤلف في مقدمته: هل من الممكن إضافة شيء حول المتنبي، مالئ الدنيا وشاغل الناس طيلة هذه القرون التي امتدت من ولادته حتى الآن؟!

«هل كان بخيلاً أم كريماً، شجاعاً أم جباناً، مدّاحاً أم منافساً للملوك والأمراء؟ هل أحبّ خولة، شقيقة سيف الدولة الحمداني، وهل أحبّته؟ ثم ما طبيعة علاقته بالنساء؟».

من الكتاب:

«عاش أحمد بن الحسين في النصف الأول من القرن الرابع الهجري. القرن الذي شهد اضطرابات كبرى وصراعات دامية في ظل الخلافة العباسية الممزّقة. بالنسبة إلى شخص مثل المتنبي، كان يتنافس الأمراء والولاة على مديحه، لم يكن مستبعداً عنه طموح إلى الظفر بولاية أو إمارة مستقلة، حتى إنّه شارك في تمرّد القرامطة، وتعرّض للسجن على يد والي حمص الموالي للإخشيديين. وتالياً، فإنّ صورته المشتهاة في الخيال الشعبي وضعته في مكانة مرموقة، لجهة نسبه، وأقصت صفة «ابن السقّاء» عنه، لإكمال تلك التصوّرات عن شاعر فذّ، يحمل لقباً إشكالياً، وسطوة شعرية جعلت بعض الأمراء يجلسون بين يديه، وليس العكس، لتخليدهم في قصيدة مديح».. « وحين يئس من الحصول على ما يطمح إليه أدار دفّة شعره نحو الذات، وبات يعلي من شأن ذاته، وليس الآخر، كتعويض شخصي عن مكابداته. في النص الدرامي، يقول المتنبي مخاطباً أبا فراس الحمداني «سأترك لك الإنسان العادي الذي يحنّ إلى عاديّته. وسآخذ معي البطل الذي صنعته. يبدو ألا أحد في حاجةٍ إليه». هكذا خرج المتنبي خائباً من بلاط سيف الدولة؛ فهو لم يمنحه إمارة كما وعده، ولم يزوّجه خولة؛ فانتهى به المطاف في بلاط كافور الإخشيدي في مصر، ليصاب بخيبةٍ أشد؛ فما كان منه إلا أن هجاه بقصيدته المشهورة «عيد بأيّة حال عدت يا عيد»..

ويشكك المؤلف في الروايات التي تؤكد مقتله على يد فاتك الأسدي (354 هجرية) بسبب قصيدته في هجاء ضبّة بن يزيد العتبي، والتعريض بأخته في القصيدة فقتله، ويرى أن هذه القصيدة المنسوبة إلى المتنبي بعيدة عن جوهر شعره ومفرداته ولغته.

وفي مبحث آخر يقول المؤلف: «هل كان المتنبي سارقاً للشعر؟ المتنبي يمثّل ثقافة عصره بعمق، مذ كان فتى عند الورّاق أبي الفضل في الكوفة، إلى مكتبة سيف الدولة، وقد ذكر أكثر من مؤرخ له، أنه «كان يتنقّل ومعه حمولة دوابّ من الكتب»، لعلّ حسّاده هم من ألصقوا به هذه التهمة التي تلاحق أصحاب الموهبة بقصد تحطيم خصوصيّتهم».

وبعد عامين في قراءة وتحليل شعر المتنبي ودراسة تفاصيل حياته استنتج المؤلف أنّ «صورة المتنبي في أذهان محبيه ومبغضيه مختلفة كثيراً عن صورته الحقيقية، التي يخرج بها الدارس والمحلل المتمعّن».

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة