Culture Magazine Thursday  20/10/2011 G Issue 351
أقواس
الخميس 22 ,ذو القعدة 1432   العدد  351
 
بيان من الشاعر عبدالله باشراحيل
إيران: إلاَّ وطني المملكة

قبل عدة سنوات قَدِمَ الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى المملكة في زيارة خِلْناَ أنها تفيض بالود والإخاء والنقاء، واستقبلته المملكة حكومة وشعباً بالترحاب والكرم الذي فُطرنا عليه ولم نكن ندري بأن ضمير الحقد في حكومة إيران لم يتغير وأنهم ماضون في عدائهم وغدرهم الموجه ضد من أحسنوا وفادتهم، وأكرموا مثواهم في وطننا الغالي العزيز، فإذا بالبغض الفارسي يكشِّر عن أنيابه ويكشف عن نواياه البغيضة في محاولات يائسة وبائسة في استهداف هذا الوطن الغالي بمحاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكا وهو عمل جبان، يرمز إلى مستوى التدني السياسي في التعاملات والعلاقات غير الأخلاقية في مواجهة دول الجوار التي غرست بذور الود والوفاء لكل بلاد العالم، ونحن كشعراء مرآة لهذا الوطن نُسَالمُ من يسالمه ونعادي من يُعاديه لا يزايد علي حبنا وولائنا وصدقنا مزايد لأننا صدقنا ما عاهدنا الله عليه. فعندما استقبلت حكومتنا أحمدي نجاد نظمت قصيدة فيه اعتقاداً بأن العلاقة الإسلامية وحسن الجوار تُحتم علينا إكرام من تكرمه دولتنا السنيَّة ولم يجل بخواطرنا أن ضمير الحقد يُخفي لوطننا وأُمتنا العداء ونوايا الغدر والسوء.

وتلقيت شكر الرئيس نجاد على قصيدتي . ولكن عندما ظهر على حقيقته وانقلب على عقبيه واتضحت نواياه نحو مملكتي وأمتي العربية السعودية، هنا لابد أن يعلم نجاد وغيره أننا نرفض ونشجب هذا العمل الخسيس الذي لم نكن نتوقَّعه أن يصدر ممن يزعم أنه مسلم فبدل أن يوجه سهام حقده إلى إسرائيل إذا به يوجهها إلى إخوانه المسلمين ولم يرع إلاَّ ولا ذمة ولا جواراً ، لذا فإنني أعلن أنني أُسقط قصيدتي في أحمدي نجاد وأُلغيها من ديواني البرق الحجازي فهو ليس أهلاً لها وصادفت من لا يستحقها، كذلك أُسقط قصيدتي في الرئيس بشار الأسد وأُلغيها من ديواني سيوف الصحراء، وأرفض الدرع التكريمي المقدم لي منه في مهرجان الرواد بدمشق، وذلك لما يفعله بالشعب السوري من قتل وإهدار لكرامة الشعب السوري وانضمامه إلى سياسة الحكومة الإيرانية ضد الأهداف والقيم العربية التي يزعم أنه ينتمي إلى جذورها العريقة . وبياني هنا هو تسجيل موقف إسلامي وأخلاقي وإنساني ووطني ضدَّ من يحاول المساس بوطني المملكة العربية السعودية أو شعبها وهذا انتماء ودم يجري في شراييني منذ ولادتي وحتى أموت.

فيا إيران إلاَّ وطني

فدون ذلك خرط القتاد

من شعري:

إلى إيران في شخص أحمدي نجاد وكل من يحاول المساس بديني وأرضي وحكومتي مهما كان ومن كان:

أرى المدحَ فِيمَنْ لم يَكنْ أهلَهُ سَبَّا

واقبحُ منه القَدْحُ ما لم يكن ذَنْبَا

طوينا على العِلاَّتِ ما شاءَ دهرُنا

وليسَ لناَ عِلْمُ الزَّمان وما خَبَّا

مَدحتُ نِجاداً ما استبنتُ بأنَّهُ

حَليفُ شياطينِ الأذى إن دعت لبَّى

خُدِعنَا به حِينَ انبرى لِعَدُوِّنا

وقُلْنَا هو القَرْمُ الذي يَمنَعُ الحَربا

تَكشَّفَ من بعدِ الخدِيعَةِ غَدرُهُ

فيا ويحَهُ صارت أقاويلُهُ كِذبا

تَلَوَّنَ كالحِرْبَاءِ واسودَ قلبُهُ

وأقبل يسقي سُمَّهُ الأهلَ والصَّحبا

ومَجَّ دَفِينَ الحِقْدِ من صدرِه لظى

وأجَّجَهُ ثم استطارَ به عُجبا

فكيفَ ونحنُ المسلمونَ إذا احتمى ؟

وكُنَّا وما زِلْنَا غَطارفَةً عُرْبا

ليوثٌ إذا ما كشَّرتْ عن نُيوبِها

يَموتُ كثيرَ الوحشِ من صَوتِها رُعْباَ

إذا ما العِدا رامت مَسَاسَاً بأرضِنَا

ستلقى الرَّدى والذَّلَ والهَولَ والكَربا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة