Culture Magazine Thursday  20/10/2011 G Issue 351
فضاءات
الخميس 22 ,ذو القعدة 1432   العدد  351
 
تقاطعات
ملتقى المثقفين.. حياة أو موات؟!
وضحاء بنت سعيد آل زعير

يُعقد في نهاية الشهر الحالي (ملتقى المثقفين السعوديين الثاني) حسب ما أعلنه معالي وزير الثقافة د.عبدالعزيز خوجة، وذلك بعدما مرّ على على انعقاد الملتقى الأول سبع سنوات تقريبًا.

و قد ذكر أمين عام الملتقى محمد رضا نصر الله في حيثيات قيام الدورة الحالية من الملتقى أنه يهدف إلى صياغة شخصية (ثقافية) (سعودية) بإطلاق ملكات (المبدعين) و(عقول المفكرين السعوديين). وفي نفس سياق الخبر أوضح معالي وزير الثقافة أن (ال‍‍‍‍‍‍ـ 1000مثقف ومثقفة) (المدعوين) سوف يتطارحون (مستقبلهم الثقافي).

في هذا التصريح ولأبدأ من نهايته، حينما يذكر معالي الوزير مفردة (مستقبل) المتصلة بضمير يعود على (ال‍‍ـ 1000 مثقف ومثقفة)، يجعل الملتقي خالي الذهن ليتوهم أن النسبة الأعلى من المدعوين والمشاركين هم من المثقفين الشباب! بينما الواقع مخالفًا لذلك. ففي الملتقى الأول دُعي كذلك (الـ 1000 مثقف ) دون أن نرى هذه الفئة التي من المفترض حضورها وتمكينها من مناقشة وصنع مستقبلها الثقافي؛ فالثقافة حاضرهم ومستقبلهم!

إن من الحكمة والرؤية المتزنة الاستئناس والاستفادة من ذوي الخبرة أعمدة الثقافة والفكر من داخل البلاد وخارجها حول ما يتعلق بهيكلة الثقافة ومؤسساتها المدنية وصياغة الشخصية الثقافية. ولكن التوازن الحق في هذه الصناعة بدمج الجيلين معًا لتتشكل منظومة حقيقية متكاملة تسعى للتطوير والتأطير للشخصية الثقافية.

وعليه فإن تغييب هذه الفئة رسميًا سيؤدي في وقت قريب إلى سيادة (الثقافة العجوز) بشكل رسمي، والتفات الشباب – كما هو حاصل الآن- عن القنوات الرسمية للثقافة إلى القنوات الخاصة. وهذا الابتعاد سيجعل ثقافتنا ومستقبلنا الثقافي في سعي للبحث عما يزيل (التجاعيد) دون جدوى.

ما يعزز هذه الرؤية نقطتان هما:

- الركود الحاصل والتقليدية في قيام هذا الملتقى بوجود المعروضات المرصوصة على الأرفف بعد مسح الغبار عنها تنتظر مرورًا عابرًا وكأنها جزء من هذه المنظومة، دون تفعيل التقنية لخدمة الثقافة.

وأُس التقليدية حاصل من تكرار (الكلام) دونما حراك حقيقي فعلي! فالورش التي يُذكر في الإعلان أن الملتقى قائم عليها هي في الحقيقة تنميق وتلطيف ومحاولة إضفاء شيء من التجديد عليها. أما الحقيقة فهي ندوات ومحاضرات تقليدية بأوراق تُلقى ثم يبدأ التنافس في طرح المداخلات لمجرد طرحها. كنت أتمنى على المسؤولين هدم هذه الآلية تمامًا والشروع في تنظيم ورش عمل حقيقية تُنتج أفكار حقيقية قابلة للتنفيذ والتطوير مع سبل التفعيل، بعيدًا عن التقليدية والتكرار.

- الأمر الآخر كذلك هو تلك التوصيات التي بقيت حبرًا على ورق، رغم ما ذكره أمين الملتقى بحماس في إعلان الدورة الأولى للملتقى عام 2004م بأن الملتقى سيبدأ من حيث انتهى الاخرون! كما أشار إلى وجود هيكلة جديدة لمؤسسات الثقافة السعودية.

إن ما ذكره الأمين في الإعلان الأول يُكرَّر الآن في إعلان الدورة الثانية إذ إن هؤلاء المحاضرين سيناقشون (مستقبلهم الثقافي وصياغة إستراتيجية وطنية للثقافة بقصد إعادة هيكلة القطاع الثقافي)!

هل توصيات الدورة الأولى التي صيغت على ضوء نقاش أوراق العمل المطروحة، وأهداف قيام الملتقى في 2004م تحققت على أرض الواقع؟

لو كانت الإجابة –جدلا- نعم؛ إذن ما الحاجة لهذا التكرار في أهداف هذه الدورة؟! أليس من المفترض أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون كما يشير أمين الملتقى؟! فلنبدأ من حيث (بدأت) الدورة الأولى لاشتراك أهدافهما التي لم تتحقق حتى الآن، والبحث في علل عدم تحقيقها.

وإن كانت الإجابة أن هذه التوصيات لم تُنفَّذ ولم يُعمل بها، علينا أن نعترف أن الدورة الأولى لم تكن سوى (حفلة كلام)، والواجب دراسة أسباب فشلها لتلافي ما وقع فيها من سلبيات تكفل للثانية النجاح؛ مما يمهد لتحقيق توصياتها.

ما انتهى يبقى في طيّ الماضي. ولنا الآن هذه الدورة التي أتمنى وآمل أن تكون خلاف كل التوقعات السوداوية؛ لتُسهم في صناعة ثقافة حقيقية (شابة) للوطن، بعيدًا عن الكلام المكرور، والحديث المهدور!

wadha88@hotmail.com * الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة