Culture Magazine Thursday  20/10/2011 G Issue 351
فضاءات
الخميس 22 ,ذو القعدة 1432   العدد  351
 
محضُ كلام!
أميرة القحطاني

« ترى من سيقرأ هذا الظلام

هل سيعرف كيف نخست دمامله

راقيا درجات السطوح

حين تضحي الكتابة جثة

تتنفس أعضاؤها قبل تمسكها

كعقاب تحوم انتفاخاتها،

بعد انعطاب الأصابع

تسأل:

لم أنت تكتب؟! «

كنت أتساءل بعد طول غياب ماذا سأكتب ؟ أشتاق للكتابة أشتاق للحبل الذي يربط بيني وبين القارئ أينما كان هذا القارئ وكيف ما كان. ما يجعلني أتردّد هو شعوري بأنّ ما سأكتبه لن يغير شيئاً، فنحن لا نملك الأدوات التي قد نغير بها الآخر ولا نملك الشجاعة، وأتكلم هنا بصيغة الجمع لأننا كثر، بعضنا فقط يملك شيئاً من تلك الأدوات الحادة ويحاول استخدامها بحيث لا تجرح أصابعه وغالباً ما يفشل أو يوارى خلف الكواليس. كنت أتابع في الشهور الأخيرة وبشكل يومي بعض البرامج التي تتمتع بالمصداقية والشجاعة ويقدمها بعض الكتّاب الصحفيين، من أمثال أحمد المسلماني ووائل الأبراشي ومنى الشاذلي، وكنت أتساءل لمَ لا توجد لدينا برامج حقيقية وواقعية وصادقة كتلك البرامج؟ ولماذا لا يوجد لدينا مقدمو برامج أكفاء يفقهون ما يقولون أو حتى يحملون رسالات صادقة؟

لماذا ننظر إلى وجه المذيع لدينا في الخليج فنستشف من عينية أنه كذّاب أو بمعنى ألطف هو منافق ووصولي، وقد يصادف أن يكون هناك مذيع أو مذيعان أو صحفي أو صحفيان يملكون المصداقية لكنهم لا يجدون قناة أو صحيفة تقبل بهم إلا بمقاييسها الضيقة.

في مصر توجد صحافة ويوجد صحفيون وتوجد برامج ويوجد معدو ومقدمو برامج وطنيون، يحبون بلادهم و يحترمون عقلية المشاهد، لذا هم جديرون بالمشاهدة والمتابعة. ولأنني لا استطيع أن أكون كهؤلاء دعوني أعود إلى « أُطفئُ فانوس قلبي « وكلمات الشاعر الدكتور محمد حبيبي التي اخترت أو اختارتني هي لتكون في مقدمة المقال، وقد جاءت دون أن أخطط لذلك، فقد توقفت لدى مكتبتي الصغيرة وأنا في طريقي لكتابة مقالة لم أكن أعلم ما هي، وكان أول ما شاهدت ذلك الكتيّب الأسود الصغير فالتقطه وقرأت تلك الكلمات المرصوفة على الغلاف الأخير، فصادف إنني كنت أتساءل: ماذا أكتب ولماذا أكتب؟

وقد وجدت في ما بين دفتي « أُطفئُ فانوس قلبي « شيئاً أجمل من أي شيء قد يخطر ببالي وأكتبه، فقررت الاستمتاع وإياكم بهذه الكلمات التي تشبه المطر.

« كلما يتهاطل

أسأل :

كيف يصبونه ؟!

ثم أي صفيح مثقب

يطوح بالقطرات ؟ «

***

« نحلم

ن ح ل م، نحلم، ن ح ل م، نحلم..

في الصبح نحمل أحلامنا لنجففها

وكي لا تطير بعيدا

نثبتها بمشابك

المشابك

محض كلام... «

« لم نجرؤ يوما

ان نبتلع البذرات

كنا نخشى

أن تنبت داخلنا الأشجار «

***

« حسنا

ها هنا يستوي ان ترتب مشروع نص ونوم !

أرأيتم

يستوي ان.... و....

إذن سوف أتركها الكلمات فقط

لأنام «

amerahj@yahoo.com * دبي

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة