Culture Magazine Thursday  20/10/2011 G Issue 351
تشكيل
الخميس 22 ,ذو القعدة 1432   العدد  351
 
وميض
قاعات الرياض وجدة
عبدالرحمن السليمان

يمكننا تصنيف مستويات عروض الفن التشكيلي المحلي بين من يُعتد بمستواه ومن يتجه للإعلام أو للبيع، والمعارض ربما نستدل على مستوياتها من خلال المشتركين فيها فبعض المراكز الفنية أو القاعات التي تتوجه إلى إقامة معارض قد يكون هدفها النشاط وتفعيل دور المكان ولكن قد يكون تفعيلا دون المستوى، هدفه البيع وهذا من حق الجهة المنظمة إذا حرصت على المستوى فالتوجهات الظاهرة تبدي أحيانا تنويعا في الأسماء والمستويات. والمقتنون الذين يتوجهون إلى فئة ما من الفنانين تعجبهم الأسعار أو الأعمال نفسها وتوجهاتها. قبل عامين تقريبا أقامت قاعة حوار في الرياض معرضا مشتركا لفنانين سعوديين وفرنسيين وكانت خطوة جيدة خاصة مع الحرص على انتقاء الأكثر من الأسماء السعودية ورعت هذا المعرض وزارة الثقافة والإعلام.

في جدة كان الأتيليه يحرص على إقامة معرض اللوحات الصغيرة وهو معرض جيد انطلقت فكرته من أكثر من عشرة أعوام من خلال مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع، تنوعت أسماء ومستويات المعرض خلال سنوات إقامته ولم يزل مع الأعمال الكثيرة التي يعرضها ذا مستوى جيد على وجه العموم وإن ظهرت هناته في عدد من الأسماء التي بدت مجاملتها، لكني في الواقع أتمنى أن يحرص صديقنا العزيز هشام قنديل على مستوى المعرض وعلى طريقة أجمل للعرض وإن قلت المعروضات والمبيعات، لقد تم الحديث في الدورة السابقة عن غلبة المعروض المصري وهذا برأيي لا خلاف عليه إذا كان بالمستوى المعروف لكن دون أن تطغى على المعروض في إطاره العام لأن الهدف سيكون تسويقيا وتجاريا بحتا. والواقع إن تجاوب بعض الفنانين مع بعض المعارض يأتي من باب قدرة القاعة على التسويق وبيع أكبر قدر ممكن من الأعمال وهو ما أظن أن الاتيليه يحققه في بعض نشاطاته التي لا ترتفع فيها أسعار اللوحات كثيرا.

في جدة أيضا افتُتحت قاعة داما بمعرض انتقائي مشترك كان مُفتَتَحاً لعروض أرجو الحرص على مستواها. زرت قبل أشهر قاعة “لام” في الرياض بصحبة بعض الزملاء ومع صغر مساحة القاعة إلا أن توجهها كما أشارت لي السيدة لمياء الراشد خارجيا وهي في الواقع تحرص على مستوى المعروض فاختارت بعض الأسماء المحلية وبعض الأسماء الموهوبة، وإن قلت لصغر مساحة المكان لكني تابعت نشاطا للقاعة وحضورا في أبوظبي ضمن إحدى المناسبات الكبيرة فيها. في الرياض أيضا ومن خلال زيارة بعض القاعات وجدت سوقا كبيرا لأعمال الفنانين التشكيليين السعوديين في قاعات تجارية تتكدس فيها الأعمال بدرجة توحي بالفوضى كما شاهدت أعمالا لأسماء سعودية وعربية بعضها مقلد، أسعارها بسيطة وسألت أحد الباعة في القاعة عن أكثر الفنانين مبيعا فأشار إلى أحد الإخوة العرب الذين يسكنون جدة فأعماله تُرسم وفق رغبة الزبون أو بالأحرى هو يدرك التوجهات التي يكثر الإقبال عليها، ولا يهمه بالتالي إعلام أو تصنيف أو ما إلى ذلك فالهدف البيع، وتطور إنتاج هذا الفنان بدا واضحا بعد أن كان أكثر تقليدا لبعض زملائه حتى بالاسم، يبدو أن السوق الفني الخفي في العاصمة أكبر مما نتصور فمشاريع بعض القاعات أو الزملاء تنفذ في الخفاء بعيدا عن الأعين والأسماع وربما مع ذلك تنتهي بتكليف شخص أو أكثر أو طباعة ما يمكن من أعمال قد يعلم أو لا يعلم صاحبها كما حدث معي ذات مرة.

aalsoliman@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة