Culture Magazine Thursday  20/10/2011 G Issue 351
الثالثة
الخميس 22 ,ذو القعدة 1432   العدد  351
 
انتخابات الثقافة.. بحاجة إلى ثقافة الانتخابات
أوباما .. وانتخابات الأندية الأدبية

الجزيرة الثقافية - سعيد الدحية الزهراني

المرحلة الثقافية الراهنة المتمثلة في ولادة الفعل الديموقراطي الحضاري عبر انتخابات مجالس إدارة الأندية الأدبية.. تكشف عن سلبية خطيرة تأتي في بنية النسيج الثقافي لدى المثقفين.

المثقف - وهو العنصر الأبرز في تشكيل الأندية الثقافية - ظهر في أسوأ حالاته عندما تأكّد مدى إفلاسه الثقافي عملياً.. ليسقط بصورة محزنة للغاية أمام أول اختبار عملي يمتحن مدى قدرته في تحويل مخزونه الثقافي إلى واقع حي يتفاعل ويتعاطى مع المرحلة بظروفها ومتعلقاتها بمهارة وانسيابية خلاّقة.. تتوازى والمكانة أو الموقع التقدمي الذي يتباهى به اجتماعياً عبر انخراطه في السياق الثقافي النخبوي.

هذا ما كشفت عنه العملية الانتخابية التي تتجاوز مجرد الكلام والتنظير البليد حول حلم الديموقراطية وإحلال المنهج الانتخابي.. لتصل إلى بلورة هذه الطوباويات على أرض الواقع.. وهو ما لم يظهر لدى المثقف السعودي ولو بأدنى ملامح الوجود.. والسؤال: هل المثقف لدينا مجرد ظاهرة صوتية؟؟

أبرز ما تتطلبه العملية الانتخابية في أي مجال.. يتمثل في وجود برنامج انتخابي واضح ومجدول زمنياً يعده المرشح ويحدد عبره أبرز الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها وأهم المجالات التي سيتركز اهتمامه فيها وما إلى ذلك.. ليتمكن عضو الجمعية العمومية بعد المفاضلة ما بين برامج المرشحين من تحديد الوجهة التي سيعطيها ثقته وصوته..

وهذا ما لم نره فيما سبق ولا أعتقد بأننا سنراه فيما يلحق.. وهنا يبرز ملمح مخجل ومعيب يتمثل في ما يشبه الاستخفاف بالناخبين من قبل المرشحين.. عندما ينتظرون أصوات من لم يقدموا لهم ما يجعلهم في مرتبة الاستحقاق لتلك الأصوات.

من حق الناخب الذي سيمنح صوته لمرشح ما.. أن يعرف ماذا سيقدم مرشحه للمجال.. ليمنحه صوته بثقة وقناعة.. لا أن يكتفي المرشح المبجل بما لديه من حصيلة أدبية أو أكاديمية ونحوهما.. فالثقافة في مفهومها العصري تتجاوز سياقاتها التقليدية التي يشعر البعض أنها لا تزال على ما كانت عليه..

الأغرب في هذا الجانب أن تمنع اللائحة المرشحين من استخدام وسائل الإعلام في الترويج لبرامجهم التي لم تخطر لهم على بال أصلاً.. وهنا سيكون المخرج/المنقذ للمرشحين.. عندما يبررون إفلاسهم المحزن عبر منع الوزارة الترويج لبرامجهم إلا من خلال موقع النادي الذي ينتمون إليه أو مواقعهم الشخصية التي لا يزورها أحد.

مع أن نص اللائحة يتيح للمرشحين أن يعلنوا عن برامجهم عبر (المواقع الشخصية).. وهذا يشمل الصفحات الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك - تويتر) وغيرها من مصادر الإعلام والاتصال الإلكتروني الشخصية (رسائل البريد الإلكتروني مثلاً بقنواتها المختلفة).

ليت السادة المرشحون لانتخابات الأندية الأدبية استوعبوا ما تتيحه وسائط ووسائل الإعلام الجديد - بشقها الشخصي الذي هو سياق جماهيري أصلاً - وليتهم علموا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما.. فاز بالتبرعات والأصوات والرئاسة دون أن يكلفه ذلك سوى إدارة ذكية لإعلام سهل وتلقائي وسريع في الحين الذي انشغل فيه منافسوه بالوسائل الترويجية التقليدية «المكلفة».. واليوم يعاود أوباما ومن ينافسه معاً.. لاستثمار نفس التجربة في الانتخابات المقبلة.. وعبر اللاعب الجديد المثير «الاتصال الإلكتروني».

الغريب أن حتى المرشحين والمرشحات من الشباب والشابات.. لم يلتفتوا إلى هذا المسار.. ما يجعلنا نتساءل: هل الثقافة فعل تكلّس؟؟

على أي حال.. يبدو أننا بحاجة إلى تنظيم (أسبوع ثقافي) في أحد الاندية الأدبية.. يقدمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحت عنوان: كيف أصبحت «رئيساً» بالمجان..

يستعرض من خلاله حملته الانتخابية التي اعتمد فيها على الإعلام والاتصال الإلكتروني...

ويبدو أيضاً أن الفنان فايز المالكي سيعلق قائلاً:(مع نفسك حبيبي).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة