Culture Magazine Thursday  20/10/2011 G Issue 351
الثالثة
الخميس 22 ,ذو القعدة 1432   العدد  351
 
خطوٌ.. ومحو
سيرة كرسي ثقافي
إبراهيم عبدالرحمن التركي العمرو

* * كان الجوُّ رقابيًّا بامتياز؛ فالقصيدةُ «الرسالة» لم تبرح الذواكر الرسمية والإعلامية، وصفحات الأدب والثقافة الجزريةُ هي المستهدفة، والتغيير الكبير نتاجٌ تلك التداعيات، والمسؤول الأول في الإعلام عسكري صارم؛ فلم يبدُ غريبًا أن يوضع رقيب وفوقه رقيب وسواهما ثالثٌ ورابع حتى لا يفرَّ حرفٌ بدلالات ظاهرةٍ أو مستترة، وكنا نرى الصحيفة خلايا قرائيةً وبيد كلٍّ شريحةٌ ممتدة يدقق بين سطورها ويُعمل قلمه فيها.

* * فطنوا إلى أن سقفه بلا سقف، وأدركوا أنه يمرر المواد مثلما تجيء، ولفرطِ ثقته «وربما جهله» كان يضع هامشًا لمناقشة الرأي ذي البعد الرقابي «المختلف حوله» أيًّا كانت طبيعته، ولأنه حديثُ عهد ببحوث دراسته العليا خارج الوطن فقد غلب عليه جانب «الأكدمة» ولم تسكنه لغة الشطب والمنع، و»هذا ما يصلح، وهذا ما نبيه».

* * تداركوا أمرهم بوضع سلاسل الرقباء، وتضاءلت المواد المتجاوزة؛ فحل مكانها تقارير وكالة «أورينت برس» التي ما لبثت أن انقطعت لانتهاء الاشتراك فيها، وكذا بعض الدراسات البحثية النائية عن المكان والزمان، واستطاعوا «المرداس وهو» ومن لحقهم بعد ذلك «عبدالرحمن المجماج ومحمد الدبيسي وصالح العوض وناهد باشطح» تقديم مساحاتٍ هادئةٍ مهادنةٍ تراعي الظرف الصعب ولا تأبه بضجيج الخطباء والأشرطة والمنشورات في ذروة معركة الحداثة، وخلالها ظهرت أصوات جميلة في الثقافة والعزيزة والهوامش الصحفية، «لعل في مقدمتها» هدى عبدالله عبد الرحمن (هدى الدغفق لاحقًا) وروان العمار وفاطمة العتيبي وليلى الأحيدب وتركي الماضي، وقدم «صياد الفوارس والضمير المستتر» صفحة «العطاءات الواعدة» بنقدٍ منهجي لدى الأول وانطباعي لدى الثانية؛ فصارت أدب وثقافة الجزيرة مقصد النشء المنفصل عن صراع الحداثة، وإن لم ترضِ المثقفين الذين حمّلوها وزرَ من نأوا وما كان لها درايةٌ، مثلما لم تسلم من الشكاية...

ولذلك حكايةٌ أخرى مع خطاب التهديد الأول...

Ibrturkia@gmail.com twitter:@abohtoon

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة