Culture Magazine Thursday  23/06/2011 G Issue 347
أقواس
الخميس 21 ,رجب 1432   العدد  347
 
يكتنفه الغموض والتخبط ويراوح ما بين العدم والوجود
المسرح النسائي السعودي..حلم الليل وآخره!
-

الثقافية: أكابر الأحمدي

أسئلة كثيرة تُطرح، وستبقى تُطرح على إدارات المهرجانات التي تنهض بالمسرح ولجان المشاهدة حول وجود المرأة المسرحية السعودية في مختلف شؤون وشجون المسرح من تمثيل وتأليف وإخراج وفنيات.. فمتى يسمع ويسمح لها لتقديم عروضها المسرحية؟؟ أم أنها ستبقى مجرد أمنيات وأحلام.. حيث تعاني امرأة المسرحية من شطب أسمها والضرب بنصوصها عرض الحائط.. وحرمانها من الدعم والتشجيع والتقديم بل تقابل بتهميش وتحقير واسعين على مختلف المستويات..

«الثقافية» طرحت هذا الهم على نخبة من المعنيات والمعنيين بالمرأة المسرحية السعودية فكان هذا البوح.....

لا يوجد لدينا امرأة مسرحية

تبدأ الحديث الناقدة المعروفة ملحة عبدلله لتحل عقدة القضية، فتقول «المشكلة تختصر بكلمة: ليس لدينا كاتبة سعودية محترفة لكتابة النص المسرحي»، لعدة أسباب أولها افتقادها لحرفية كتابة العمل المسرحي والبنية الدرامية وتركيب الشخصيات وغيرها من أساسيات النص المسرحي، لو نفذت لها نصوص على المسرح فإن المسألة تعتمد على التجارب العشوائية، الأمر لا يتوقف عليها فقط بل ابتداءً من المخرج وأعضاء الفرقة وجمعية المسرحيين وجمعية الثقافة والفنون وكل القائمين على المسرح. متى يكون هنالك احترافية؟ عندما تدرس كيفية كتابة النص المسرحي ويتفرغ الشخص بكل طاقته للمسرح تفرغاً كاملاً. وهذا لن يحدث إلا عندما يكون هنالك كادر وظيفي يصرف لها أو له، عند ذلك تحصل عملية الإنتاج والإبداع، وقتها فقط يكون من حق المسؤول أن يسأل الكاتب والكاتبة والفنان والمخرج وكل من له صلة بالمسرح ويحاسبه، أما الذين يعملون الآن على خشبة المسرح فلديهم وظائف أخرى وبالتالي هم يعملون في وقت الفراغ، فالمسألة أشبه بالهواية، إذن المسرح السعودي مسرح هواة، كذلك إن كاتبة المسرح هي امرأة والمسرح السعودي يغلب عليه الجانب الرجولي، فبتالي أكثر النصوص التي تُقدم على خشبة المسرح هي من تأليف رجل، ونادراً ما تكون المرأة الجانب المشارك في التأليف لعدم قدرتها على اختراق المجتمع الرجالي إلا إذا كان هنالك مسرح نسائي فحينها الأمر يختلف، كذلك النظرة الدونية للمسرح من قبل المجتمع السعودي، إذ إن جمعية الثقافة والفنون تمثل لهم دوراً للهو، طبعاً هذا في الاعتقاد الشعبي، أما الاعتقاد الثقافي الرسمي فإنها لها مكانتها ودورها المهم وهي تعمل من أجل النهوض بحركة المسرح ونشاطه.

غياب الدعم الرسمي

ومعاناة أخرى للإعاقة تحكيها الأستاذة سميرة مداح كاتبة أوبرتية لمسرح الطفل وعضو جمعية الثقافة والفنون، انتسبت إلى جمعية الثقافة والفنون بجدة، فتقول: بما أنني كاتبة متخصصة في الأوبريت الخاص بمسرح الطفل توقعت أن أجده في الجمعية متنفساً لإبداعي، ولكن أقول الحقيقة لم أجد منها أي دعم سوى بطاقة عضوية فقط لا غير، يا سيدتي نحن المثقفات في الجمعية ليس لدينا مقر لنعقد فيه اجتماعاتنا، مقترحاتنا، تصوراتنا، هل يوجد أسوء من هذا؟ ليس لدي يد تدعمني، فأنا أعمل بنفسي، أدفع للمخرج وللفرقة وللملحن وللجهة التي تقوم بالدعاية، وفي النهاية تأتي الجهة المسؤولية عن هذا الحفل وتأخذ النصيب الأكبر.. أين هي المؤسسات الداعمة للمسرح، أنا لدي حلم من خلال جريدتكم أطالب كي يصل صوتي للمسؤولين، أحتاج مسرحاً وأسميه مسرح الطفل السعودي ينضم إليه كل من لديه نصوص تساهم في توسيع مداركه وإعطائه القدرة على فهم الحياة والتجارب الطيبة، فالكل يعي قيمة هذا المسرح، فهو نوع من الارتقاء ومعلم كبير من معالم الأخلاق.

معوقات بالجملة

إما الكاتب المسرحي مشعل الرشيد فقد أكد بأن المسرح بحد ذاته يواجه معوقات كثيرة.. منها عدم وجود بنية تحتية له.. كالمعاهد أو الأكاديميات الفنية التي تتم تدريس المسرح بها.. كذلك عدم وجود قاعات مسرحية خاصة بالعروض المسرحية.. ولذلك من الطبيعي أن تواجه جميع عناصر المسرح بما في ذلك الكاتب معوقات وعقبات وعلى وجه الخصوص الكاتبة إن وجدت.. ومع سنوات من الممارسة بدافع الهواية والجهود الفردية استطاع المسرح أن يستغني عن وجود العنصر النسائي كممثل على خشبته.. لكنه استغناء إجباري.. وبالتالي تعودت ذهنية الكاتب على كتابة النص بحذف العنصر النسائي.. هذا الحذف هو أولى المعوقات التي حدت من نجاح وبروز الكاتبة المسرحية.. أي كيف يكون للكاتبة شأن وهي في الأصل محذوفة من العقلية المسرحية؟! إن الشعور العام لدى الفنان المسرحي بدأ من المؤلف حتى الكومبارس مروراً بالممثلين.. هو عدم وجود التقدير والأهمية الاجتماعية له بين الناس.. وبالتالي يكون ذلك أكثر ألماً على الكاتبة وهذا من المعوقات النفسية.. المؤدية إلى عدم وجود الرغبة لدى الأديبة والقاصة للكتابة للمسرح... أضيف إلى ذلك أنني لا أعرف كاتبة مسرحية سعودية ينطبق عليها مسمى الكاتبة سوى الدكتورة ملحه عبدالله، وهي حالة إبداعية مسرحية استثنائية.. ومع ذلك لم تر مسرحياتها النور على خشبة المسرح المحلي إلا ما ندر.. أليس ذلك دليلاً على وجود المعوقات ودليلاً آخر على ندرة الكاتبات المسرحيات..

محاولات وتجارب ضئيلة

من جانبه قال الكاتب المسرحي محمد الهويمل: لا أستطيع في حديثي هذا أن أقول «الكاتبة المسرحية السعودية» فهذه الدرجة في الكتابة الدرامية النسائية وبما تعنيه الكلمة فيما يخص جانب الاحترافية قد يكون قليلاً جداً أو قد يصل إلى الندرة, فالموجود ممن لهن تواصل مع المسرح هن ممن (يتحدثن عن المسرح) وليس (ممن يتحدثن مسرحاً)، حيث الفارق كبير بين مضامين هذين المصطلحين، فمن يتحدث عن المسرح هم هواة المسرح ومحبوه فرجةً أو متابعةً أو نقداً أو رصداً وتوثيقاً أو دراسةً وبحثاً, أما (من يتحدث مسرحاً) فهو من مُنح موهبة مسرحية يبدع من خلالها كتابةً أو تمثيلاً أو إخراجاً, وغالبية الكوادر النسائية المهتمة في المسرح من السعوديات في نظري هن ممن يتحدثن عن المسرح.. وفيما يتعلق بالكتابات النسائية المسرحية فهي كتابات اجتهادية تبدأ فيها الكاتبة من حيث بدأ الناس, فقد سنحت لي الفرصة للاطلاع على كثير من الكتابات النسائية السعودية وذلك من خلال التحكيم لمسابقات النصوص المسرحية لعدد من الجهات التربوية والثقافية. حيث تأتي الكتابة النسائية مباشِرة التناول وفي مواضيع اجتماعية مما أكل عليها الزمن وفي منلوجات حوارية مترهلة عديمة الإثارة, في إطار وعظي لا يرقى بالنص إلى مرتبة الظاهرة الدرامية الملفتة للنظر.

وفيما يخص معوقات تألق الكاتبة المسرحية أجملها يقول الهذيل أنها تتلخص في عدد من النقاط أبرزها أن هناك الكثير ممن ولدن ولديهن موهبة الكتابة المسرحية.. ولكن من يكتشف ومن يحفز ومن يصقل؟؟

كما أن الاكتشاف لا يأتي إلا بالتعامل مع رواد متخصصين في المسرح من مؤلفين ومخرجين ونقاد كذلك التحفيز لا يتم إلا بالمعايشة والاندماج في جو مسرحي محلي، وهذا معدوم لأن أيضاً المرأة الكاتبة لدينا لم يصل إليها المسرح السعودي حيث أول أشكال المعايشة هي الفرجة، فالرواية النسائية السعودية حين كان وصولها سهلاً إلى الكاتبة السعودية فقد عايشتها وكان ذلك تحفيزاً مما جعلها تبدع في هذا الجنس الأدبي،

أخيراً صقل المواهب ويكون من خلال الأكاديميات الفنية المتخصصة.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة