Culture Magazine Thursday  26/05/2011 G Issue 343
أوراق
الخميس 23 ,جمادى الثانية 1432   العدد  343
 
بيادر
أمومة
عبد الله بن أحمد الشباط
-

إذا ما تكورت في داخلي

وأثقلت جسماً خفيفاً خلي

وصرت تلملم روح الحياة

فلم يبقَ شيء سوى الآه لي

عرفت بأني نديم السهاد

وليلي طويل ولن ينجلي

وبتُّ أُقَلِّبُ فكرَ التمني

سأحظى بليلى ترُى أو علي..؟

ولما توالت شهوري الطوال

وقاربت هولاً به مأملي

ذبلت ذبولَ غصونِ الخريف

ومن تكُ مثلي ولم تذبلِ؟

وقد راودتنيَ شتّى الظنون

بعاقٍّ سأرزَقُ أم بولي ؟

إلهي أثِبْني طيب الأصول

وأكرمني في بكري الأول

سعيدة بنت خاطر الفارسي

الأمومة هي بداية تكوين الإنسان منذ أن يكون نطفة، ثم علقة، ثم مضغة مخلقة وغير مخلقة، وهو حلم كل أنثى، والرابط الذي يوثق عرى الزوجية الذي يشيع الفرحة بين الزوجين، فالأب يفرح وتتهلل أساريره ويذيع الخبر بين أهله وأصدقائه وزملائه في العمل..وبعضهم يتكتم (رغم سروره) على الخبر حتى يحين الوقت الذي يرى فيه ذلك الوليد، أما الأم التي كلفها الخالق سبحانه وتعالى بحمل ذلك المخلوق الذي أودعه بين أضلاعها وأمعائها فإنها تتنازعها شتى المشاعر الفرح والخوف والأمل، فهي تفرح بالحمل لأنه دليل أنوثتها، وصلاحها زوجة وتخشى من الألم الذي يصيب الحوامل والحالة النفسية التي تتغير، إلا أن مشاعر الأمل تطغى لتمحو تلك الأحاسيس السلبية ليحل محلها التفكير في شكل ذلك القادم هل هو أنثى: ليلى، أم ذكر:علي وهل سيكون عاقًّا لا يقدر الأمومة ولا يوفيها حقها، أم سيكون براً حليماً مطيعاً لوالديه رؤفاً بهما؟ وتستمر هذه الهواجس حتى تزمجر ريح المخاض في بطن الأم فتصبح هي وحملها كمركب تتلاطم به الأمواج فتتضايق إلى درجة أنه يصيبها نوع من الهستيريا من شدة الآلام إلى درجة تشبه الجنون حتى تحس بنوع من القهر طاغٍ يطحن أضلاعها ويمزق أحشاءها حتى يحين الوقت الذي قدره الله له ليخرج.

فيدوي الصراخ كحلم أتى

من الغيبِ يختال في موكب

وتنسلُّ مني جذور العروق

جنينا دعاني من مغربي

وكنت مودعة للحياة

ومبحرة في دجى قاربي

وما إن تفيق من معركة الولادة ورغم الآلام والتعب والإرهاق حتى تبادر بالسؤال عن ذلك القادم الجديد فلا تستريح حتى تلمسه وتشمه وتقبله وتتأكد أنها لم تكن في حلم، أو مجرد غيبوبة بل هو الواقع، وهو هدية الخالق للوالدين فتتذكر فضل أمها وما قاسته من أجلها وما أسبغه عليها والداها من العطف والحنان وبين هذه التهويمات المليئة بالشكر يأتي التنبيه من جانب الضيف:

وأيقظني من سبات عميق

ملاكٌ يغرد في جانبي

بحضن الأمومة يحلو له

ملاذا وحصنا به يختبي

فتحمد الله على سلامتها وعلى ما رزقها وتحلم بآمال المستقبل الذي ترجو كل أم لوليدها أن تكون أوقاته مليئة بالسعادة والتوفيق.

-

+ - الأحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة