Culture Magazine Thursday  29/12/2011 G Issue 358
فضاءات
الخميس 4 ,صفر 1433   العدد  358
 
معجم موازين اللغة
نقد: المسار العلمي.. واللغوي اليوم
صالح اللحيدان

الأصل في (فهم العلم) سلامة الآلة من الخلل، وسلامة العقل من ضيق الأفق، وسلامة النية من النزوع إلى الذاتية ونشدان الاستحسان، ذلك أن الفهم كل الفهم إنما ينطلق بالسجية الأولى المخلوق له.. أصلاً.. وذلك طلب الخير للغير من العلم علم سياسة العادات وعلم سياسة المعاملات، وعلم: اللغة.. والنحو وغيرهما، هذه العلوم إذا لم تنطلق على أساس فهم المراد من أصل الحياة وإنما تقوم بالعلم الصحيح على أساس سليم بطريق واضح، كان من يكتب العلم وينشره ويذيعه يتعب نفسه ويتعب غيره، بل قد يخطئ (بضم الياء) يخطئ غيره ويزيد بالتشنيع عليه ولعله يبعث النوايا، بل لعله يذهب مذهب الحمقى فيعلو في مذهبه المذاهب كلها يمثل هذه الألفاظ:

1 - (يغرر بالآخرين).

2 - (يكتب في غير ذهنه المستقيم).

3 - (يكتب في غير فنه).

4- (كلام غامض غير مفهوم).

5 - (لا يفقه بالعلم شيئاً).

ومثل هذه العبارات فجة ومريضة قد تنبئ بجانب (طلب العلوم سوء تربية إبان الطفولة المبكرة ولما كان العلم.. يحتاج إلى علو الخلق وعدم العجلة في نشره وعدم القطع حال التقرير أو التحقيق أو الاستنتاج كان الزاماً على من يكتب فيه أن يعاود ما يكتب قبل كتابته إياه ويعاوده مراراً لأنه إذا نشر ما بين يديه ذهب للتاريخ فليس بعد ذلك يكون ملكاً له لا من قريب ولا من بعيد.

وصورة.. العلم اليوم.. أراها صورة عجولة جد عجولة ولا سيما من يكتب في أصول العلم الضروري كالحديث واللغة والنحو والمصطلح في علم الحديث والأصول والتفسير والاقتصاد والإدارة والطب والهندسة وعلم النفس الاجتماعي بصفة خاصة، وكذا علم القضاء بالذات.

وهذه الصورة رجراجة متفاوتة جداً ما بين كاتب وكاتب وباحث وباحث ومحقق وآخر مثله..

ولهذا لعلك تجد من يسفه ويجهل غيره إذا لم ير رأيه ويذهب مذهبه. قال ابن لحيدان: وهذا داعية إلى انعدام التجديد والإضافات غير المسبوقة فيما ذكرت من أنواع العلم آنفاً، وهناك سبب للعجلة وجدتها خلال قراءاتي لبعض المطبوعات وقراءاتي لبعض الزوايا الصحفية وذلك أن بعضهم ينشد الالتفات إليه فهو من أجل ذلك فيه: جرأة وعجلة وينحو نحو: الاسفاف نقداً وتهجماً، وهو أعني من هذه صفته لو وضع نفسه موضع من ينتقده لعاد إلى نفسه ينحو عليها باللائمة وندم وخز الضمير.

وحال العلم اليوم ما دام الأمر كذلك غالباً فإن هناك خطورة قد تقع إن لم تكن كذلك وهي تبادل (شد لي وأقطع لك) فهذا يثني على هذا.. وذاك يعظم ذاك.

وبهذه الصورة تكون الصورة ولا جرم واضحة للعيان أن الخيبة تسود دون دعوة إليها أن تكون.

وسوف تجد في هدي النبوة ذم مدح المادح وقال للمادح: (قطعت ظهر أخيك)، وورد كذلك عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (حثو التراب في وجه المداحين).

وتبادل الثناء وإطراء هذا لهذا وتزلف الكتابة والشعر كل ذلك لا يريم يؤدي بفطرة العلم.. وموهبة الكتابة وعمق الطرح العلمي يؤدي به إلى تكرار القول والسطو الذكي والادعاء.

وكلي أمل عريض والرائد لا يكذب قومه أن نقرأ قليلاً نقرأ فقط ترجمة من تلي أسماؤهم لكن بطول تأمل عميق:

1 - ابن قتيبة.

2 - الأصمعي.

3- حماد بن سلمة.

4 - حماد بن زيد.

5 - حماد بن أسامة.

6 - ابن خلدون.

7- الفراء.

8 - ابن جني.

9- ابن تفردي بردى.

تراجم هؤلاء تقود دون ريب إلى: قراءة آثارهم المبثوثة، سوف نجد سر الموهبة فقط لكن هناك نجد ما يلي:

1 - ما هي الموهبة؟

2 - كيف كانت؟

3 - آثارهم من خلالها عبر العهود.

4 - سر عدم التجديد لديهم؟

هناك ندرك.. فقط الصدق مع النفس وكيف يمكن استنطاق محبة الخير من خلال موهبة الأداء وحسن الخلق واحترام العقل الآخر.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة