Culture Magazine Thursday  29/12/2011 G Issue 358
شعر
الخميس 4 ,صفر 1433   العدد  358
 
أحلام متكسرة
أحمد اللهيب

تناءتْ بكَ الأحلامُ من كلِّ جانبِ

وألقتْ على كفيْكَ سرَّ المصائبِ

تجولُ وفي عينيكَ ألفُ تساؤلٍ

تناشدُها: كُفي! فتأبى كراغبِ

ولو لم يكنْ إلا لها القلبُ غايةً

لما وقفتْ صلْدا كوقفةِ حاجبِ

تراقصُ في جنبيَّ كلَّ مصيبةٍ

تقيمُ لها حفلاً شديدَ الصواخب

وتختالُ ما بينَ الشرايين فرحةً

عروساً لها القُصّادُ منْ كلِّ طالبِ

تُجنُّ إذا لاحتْ تباشيرُ صبحهِ

ترى ظلمةَ الآفاقِ آنسَ صاحبِ

تساومُ قلبي إنْ بدتْ فيهِ نشوةٌ

كأنَّ لها في القلبِ مُلكُ عصائبِ

تنادي: بقلبي مهرجانُ كآبةٍ

وتدعو له الجَفْلى جميعَ النوادبِ

على مَهْيعِ الآلآم ألقتْ رحالها

وشدّت وثاقًا كلَّ نبلٍ بغاربِ

وما سرّها إلا تفاقمُ حزنهِ

لتُرضعَ آهاتٍ ولدْنا بجانبي

لتشرقَ في عينيّ رمزَ توجُعٍ

وتبسمَ في خدي كفرحةِ آيبِ

أفيقُ على نبشِ الجراحِ لخاطري

كأنَّ لها في القلبِ حاجةَ خاطبِ

ملاذًا لها من طالباتِ مسرتي

تفتشُ عن حُلمٍ خفي الجوانبِ

تودعُني شوقاً وتأنسُ أنْ ترى

قبورًا لأفراحي ونوحًا لنادبي

تواسي جراحًا غائراتٍ تمددتْ

بقلبٍ عليلٍ دامياتِ السواكبِ

يفيقُ ويغفو كلما ناضَ برقُها

لتمطرَ ودقًا حزنَها غيرَ كاذبِ

يعزُّ عليها أنْ ترى القلبَ ساكنًا

وتسعدُ إنْ دقّتْ طبولُ اللواجبِ

تحركُ ما يبقى من الحُزنِ خافتاً

لتضرمَهُ ناراً شديدَ اللواهبِ

تعوّدتُها حتى لو أنّ لخاطري

ملامحَ أفراحٍ لعُدّتْ عجائبي

تركتُ لها إنسانَ قلبي رهينةً

يُلبّي لها – حبًا - جميعَ المطالبِ

تكسّرتِ الأحلامُ في مَيْعةِ الصّبا

فألبستُها ثوبَ الأسى في المواكبِ

صنعتُ لها تمثالَ حزنٍ فأبدعتْ

صنوفاً من الأحزانِ في كلِّ جانبِ

كذا تنتهي أحلامُنا كلُّ بسمةٍ

تموتُ على حُزن من الدّهرِ غالبِ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة