Culture Magazine Thursday  30/06/2011 G Issue 348
فضاءات
الخميس 28 ,رجب 1432   العدد  348
 
قصدية الغرف السرية في تعقيب وجيز
د. عماد حسيب محمد
-

لقد تأثرت كثيراً – كما تأثر غيري من القراء – بما كتبه الدكتور عبد الله المعيقل في مقاله، الذي نُشر في الثقافية الأسبوع الماضي، فتلك اللغة الشجية التي تمتلئ بالشجن، والعاطفة التي يشوبها كثير من الحزن والعتاب، تجعل المتلقي يشعر بمدى الظلم الذي وقع على الزميل؛ بسبب مقالنا الذي نُشر في الأسبوع قبل الماضي، لكن أين كانت تلك اللغة عندما كان الدكتور يصول ويجول في القسم وعبر أسلاك الهاتف، التي اشتكت مرارة الطنين، ناشراً للزملاء ذلك الحدث البطولي الرائع، ومذيلاً كلامه بكثير من الاتهامات الأخلاقية والشرفية، التي لا يقبلها أحد .

أرجو أن يتخلّى الزميل عن تلك اللغة، وأن يكشف عن لغته الأصلية، فما أشاعه ليس سهلاً، والحر من يدافع عن نفسه إذا ناله أذى من الآخرين، وكذلك يبتعد عن ادعاءاته التي تثير كثيراً من اللغط، فقد ادعى أنني وصفت كلية الآداب أنها ممثلة للغرف السرية، وهذا ادعاء باطل، فكلية الآداب من الكليات العريقة، التي أعتز وأفتخر بانتسابي إليها، وكذلك قسم اللغة العربية الذي له فضل كبير عليّ، لا أستطيع أن أنكره، وأنا أثق ثقة كبيرة بسعادة عميد الكلية وسعادة رئيس القسم المكرمين، فلا حاجة لتزييف الأقوال، ومحاولة الصيد في الماء العكر، وعندما ذكرت ( الغرف السرية ) لم أقصد أبداً العلاقة المكانية، بل قصدت المخاطبات الثنائية التي كانت تدور بين الزميل وزملائنا بشكل متكرر ومتتابع، والتناوش المختلس في كثير من الأوقات، في ظل مطالبتي الدائمة بضرورة المواجهة، التي كان يرفضها الزميل.

كذلك ما ادعاه الزميل من أنني بادرت بنشر الموضوع في الصحافة ؛ لأنني لا أريد أن أنتظر قرار الكلية، فأفيده أنني بادرت وطلبت من سعادة رئيس قسم اللغة العربية – من البداية – أن يشكّل لجنة علمية للفصل في هذه القضية، وحتى تضع حداً للكلام الكثير الذي أثاره الزميل، وكررت الطلب نفسه لدى سعادة عميد الكلية، ولولا أنني حريص على سمعتي العلمية ومكانتي بين زملائي لما بادرت بنشر الموضوع .

أما ما يختص بالرد على بعض ما جاء في مقالنا فأفيد القارئ المثقف بالآتي:

أولاً : ذكر الدكتور المعيقل « أن أبيات الأسكوبي لم يثبتها لكتاب عبد الرحيم أبي بكر، وليس هناك رقم إحالة لا في نهاية الأبيات ولا في آخرها « ولا أدري ما الفرق بين نهاية الأبيات وآخرها، فهذا كلام غير صحيح، فقد ورد في ص (18) « وإذا تركنا جانباً القصائد السياسية وقصائد المناسبات التقليدية، فإننا نقع على قصائد غزلية قليلة تبدت فيها بساطة التعبير وصدق العاطفة «، ثم جاء رقم الإحالة (7)، وتلته الأبيات، وأثبت في الهامش (كتاب عبد الرحيم أبي بكر )، وهو الإحالة الوحيدة في الصفحة ولا توجد إحالات أخرى، فما معنى هذا ؟

ثانياً : ذكر أنني قلت : إنّ الصبان له ديوان، وأنّ قصيدة (يا ليل) نقلت عن ديوانه، وأنا لم أقل هذا الكلام في مقالي، بل ما ذكرته ( إنّ قصيدة يا ليل للصبان نقلت عن كتاب شعراء الحجاز )، فأرجو أن يعود الزميل للمقال ويراجعه جيداً.

ثالثاً : ذكر الدكتور أني قلت : إنّ صوت الحجاز مجلة، وعلّق قائلاً « بالمناسبة إنّ صوت الحجاز صحيفة وليست مجلة «، والحقيقة إنّ هذا التعليق مضحك، ولا يصدر عن أكاديمي مختص، فلو رجع الدكتور إلى ( لسان العرب ) مادة (جلل) لقرأ :المجلة : صحيفة يكتب فيها، والمجلة : الصحيفة فيها الحكمة، وقال أبو عبيدة : كل كتاب عن العرب مجلة ، أي صحيفة، ومن حديث أنس : ألقي إلينا مجال : هي جمع مجلة، يعني صحفاً، وروي بيت النابغة : (مجلتهم ذات الإله ودينهم) يريد الصحيفة .

في النهاية أظن أنّ الزميل لا يريد أن ينزلق لمدح الذات ؛ لأنّ المدح لا يناسبه الانزلاق.

-

* الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة