Culture Magazine Thursday  04/10/2012 G Issue 382
أوراق
الخميس 18 ,ذو القعدة 1433   العدد  382
 
معجم موازين اللغة
(ماذا..؟ القضاء والقدر)
صالح اللحيدان

 

ما ألزمني طرق وطرح هذا الباب مع سعته وتشعبه تشعباً كثيراً إلا أنني سمعت ورأيت جل الخلق لم يدركوا حقيقة هذه المسألة، وهم في هذا يذهبون مذاهب شتى؛ ذلك أنهم يجتهدون ويفترضون ويلوكون القول من هنا وهناك حتى أنني سمعت ونقل إليّ كثير من سوء الفهم حتى من العلية من علماء، وكتاب، ومثقفين، وهذا جرني جراً وقادني اقتياداً، بل قام معي ولم يقعد حتى أطرقه وأطرحه لتتبين حقيقته حقيقة: (القضاء والقدر) وقد رأيت أن الجهل باللغة ودلالات النحو مرامي البلاغة رأيت أن الجهل في هذه العلوم قراءة وتدبراً وتطبيقا سببا خلطاً جليلاً وجهلاً دائماً بحقيقة ومراد: القضاء.. والقدر، لكني لا أزعم وأيم الحق أنني آتي على كل شيء، لكن ذلك في إشارات علمية ولغوية وعقلية تورد الماء وتروي العطش لكنها لا تغني عن حمل الماء بعد الارتواء {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}؛ فمن هذه الحيثية فإن جل تطرقي لهذا الباب من الأمور التي لابد للعالم والباحث وعموم القراء الأفضل لابد لهم من إعادة ما أكتبه.. هنا.. بل والاحتفاظ به ومراجعته بين فترة وأخرى مثلها.

فأبدأ أقول متوكلاً على الحي القويم بما يلي:

المراد بالقدر يُؤخذ من قدرت الأمر وقدرت الحال وقدرت المراد.

وأصل القدر لغة وعقلاً: كنه الشيء ونهايته وتمام بلوغ الشيء المراد أصله، والقدر من حيث الواقع هو: التقدير، وهذا من باب الاشتراك اللفظي. فتقول: قدرته وزنته.

وتقول : قدرته أعطيته قدره ومنزلته.

وتقول : قدرته عظمته ووفيته.

وتقول : قدرته أدركت منتهاه.

والقدر حسب فهمي لدلالات القدر نقلا وعقلا في الكتاب والسنة أن الله جلت قدرته قدر الأمور والخلق، وهذا التقدير هو من علم الله سبحانه وتعالى أنه علم ويعلم كل شيء ولا يخرج شيء عن علمه فيقع ما قدره جل وعلا على ما أراد.

والقدر أمر غيبي بالنسبة للخلق..

أما القضاء فهو الخلق.. والإحكام ويرد أن (الوحي) كما في قوله تعالى {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ} حينما خانت زوجة لوط زوجها وأذاه قومه كثيرا في حاله ومآله، وقد أتيت على ذلك في كتابي (مال المتهم في مجلس القضاء) ط2، فيعاد إليه.

من هذا فندرك أن: القدر أعم من: القضاء فالقدر تقدير الأمور، وحقيقة: القضاء القطع فيها.

فمن هذه الحيثية لا يصح: شرعاً، وعقلاً، ونظراً، الخلط بينهما بحال.

ولورود الجهل أو سبق الفهم الخاطئ أو العجلة في تقرير وتحرير مسائل الدقيقة يقع بسبب ذلك الخلط، ولا جرم لا خلط، وقد جرى نقاش علمي مهيب جدَّ مهيب فيه من عظمة اللغة، وعظمة العلم، وسداد الفهم، ما فيه وذلك فيما رواه الإمام المجدد المجتهد البخاري في (الصحيح) ومسلم رحمهما الله تعالى ومما تم هناك أن أبا عبيدة عامر بن الجراح رضي الله تعالى عنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حين وقع الطاعون في بلاد الشام قال له:

(أتفر من القضاء)؟ قال له عمر: (أفر من قضاء الله إلى قدر الله).. الخ.

من كتاب: (الطب) عند البخاري.

ويقصد عمر هنا أن القدر في سبيل عمومه قد لا يقع بل يرفع برحمة الله وفضله لكن إذا كان: قضاء فإنه واقع لا محالة ولهذا تقرر هذا بقوله تعالى: {كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً}، والآيات في هذا متوافرة أعني حقيقة: (القضاء، دون: القدر).

ولهذا يقول المؤمن عند: (الابتلاء) قدَّر الله وما شاء فعل، ويقول عند طلب الحاجات والنصرة على الظالم خاصة القريب: (لا حول ولا قوة إلا بالله) أو: (الله المستعان) لأن القدر قد يتغير بصفة وحال لا يعلمها إلا الله جلت قدرته قال سبحانه: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ .....}.

وأعلم أن هذه المسألة دقيقة مهمة لكنى مع معاودة القراءة لما كتبته هنا مراراً بتأن وتدبر واستيعاب الآيات في هذا عن: القضاء، وعن القدر سوف يتبين وضوح المسألة.

وعليه فإن (العبد) أعطاه الله تعالى اختياراً وأعطاه ليتدبر بعقله السليم النص الصحيح فلا يسقط انحرافه أو ظلاله أو سوء اتجاهه على القدر قال تعالى: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} وقال سبحانه: {لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} وقال سبحانه: {وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}، وقال سبحانه في عموم خبث الدهاء والمكر ولي العقل {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ} ومعلوم أن لي العقل نحو: الذات ومراد النفس يولد هذا البغي ,الاستعلاء، ولهذا نبه القرآن هنا إلى خطورة ترك العدل والحق مع إمكان الإتيان بهما وقد كان فرعون يستطيع ذلك لكن لم يفعل لخط النفس والشح بالحياة له وحده، فندرك من هذا أن اللغة أصل قوي وجليل في فهم مراد الألفاظ ودلالات المفردات على المعاني جزماً.

ولعل هذا يتنبه له مدرسو مواد: التوحيد، وعلم الجدل، والمنطق، ونقد الآثار الواردة حول: الإيمان ومسائل القضاء.. والقدر.

بريد الخميس

- محمد بن فهاد العلوي/ أبو زياد، دخنة

الكسائي أبو الحسن نعم خالف سيبويه في: مسائل، وغالب الخلاف «لفظي».

وهذا الخلاف أثرى اللغة وهو من أسباب التجديد لكن من اللافت للنظر أنهما التزما جودة الرأي وحسن الخلق وقوة الحجة المادية.

أما الكتاب لسيبويه فله عدة طبعات كل طبعة تختلف عن التي قبلها بل أزعم أن الطبعة المشرقية تختلف كثيراً عن المغربية وكأنهما طبعتان مختلفتان مع أن مادة الكتاب واحدة.

- زيد بن علي الفهد الشمسان، بريدة

- خالد بن عليان العيري الربدي، بريدة

- زهير بن داود القفاري، بريدة

- أبو البراء م.ع، بريدة

تصلكم إجابات مفصلة عن: أساسيات ونشأة اللغة.

- حسين آل بوخميس المنهالي، دبي

لا أدري لكن لعل أسرة (المنهالي) يعودون إلى: حضرموت.

أما/ هود/ عليه السلام فهو من رسل جنوب الجزيرة العربية.

- خلود أ. م. البكري، جدة

نعم في (شعر المتنبي) شيء من: الحزن المغلف بقوة النفس والإصرار، وقد لقي المتنبي شيئاً من المعاناة وهذه واحدة من أسباب نبوغه.

أما قصيدة «أولاد عوش» فئة بين 100 فهي لي وهي قصيدة لم تر النور لأسباب لا داعي لذكرها لكنها متداولة في القصيم وسوف تخرج في حينها.

«وعمير القصيم» البكيرية فهم من: (سبيع).

- محمد م.ع. العتيبي، الرياض

- خالد أ. ل، جامعة الملك سعود

- هند ع.ع، -

(ثُمامة بن أثَّال) بضم الثاء وتشديد الثاء في الاسم الثاني (أثال) فهو صحابي جليل وهو من أهل اليمامة «الخرج».

ودعوى تجديد والتجديد هذا يحتاج إلى قدرات فذة وموهبة غير مسبوقة والذي تسألون عنه: لا أعرفه، لكنه يحتاج إلى طول النفس وحسن الأداء وقوة إيراد الجديد غير المكرر مع طرق أسلوب عظمة الطرح.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة