Culture Magazine Thursday  04/10/2012 G Issue 382
فضاءات
الخميس 18 ,ذو القعدة 1433   العدد  382
 
و تم العناق
وتبقى يا وطني (منارة) أقدسها..!!
حسن علي البطران

 

الأسبوع المنصرم وتحديداً يوم الأحد قبل الماضي 7 -11-1433ه الموافق ال23 من سبتمبر 2012م، كان ذكرى اليوم الوطني ال 82 لوطني: المملكة العربية السعودية، والذي احتفلنا به جميعاً كمواطنين، في الداخل والخارج، وقد تميزت هذه الاحتفالات بالروح الوطنية، التي جسدها وتجسدت في المواطن للوطن.. كل هذه الاحتفالات تصب في نهر حب وإخلاص للوطن وقيادته الحكيمة.. حقيقة أنا سعيد جداً بهذه المناسبة، ويحق لي أن أحتفل بها مع كافة المواطنين، ويحق لي أيضاً أن أحتفل بها بطريقتي الخاصة، وبما يعزز هذا اليوم في نفسي ؛ يحق لي أن أتذكر هنا بعض الإنجازات الأدبية والثقافية كاحتفال خاص بي، والتي أهتم بها، بل كانت محل اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله تعالى ، طبعاً تذكري لهذه الإنجازات ليس إلماماً كاملا بها، ولكن ربما أبرز بعضها حسب ما أتذكره، وحتما سأنسى الكثير منها، ليس إلا أن حفظي وذاكرتي وراء ذلك..

فالحركة الثقافية في وطننا الحبيب أخذت في النمو والتقافز، وتوهج فيها الإبداع، والذي تجاوز الحدود ونافس العربية وتجاوزها، وما كان ذلك إلا نتيجة طبيعية لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فكم سخر من الإمكانيات التي دفعت بعجلة الثقافة والأدب والإبداع وجعلت منهما حراكاً أدبياً وثقافياً، وجرساً يُقرع في كل ربوع البلاد وخارجها... فمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، والذي أذاب الكثير من الأفكار والخلافات، وقرب بينها، فهو شاهد عيان يدل على العمق والرؤية المستقبلية، التي يسعى إليها حفظه الله تعالى، وفعاليات الجنادرية السنوية والتي يشاهدها العالم، وزيادة عدد الأندية الأدبية والثقافية، ومؤتمر الأدباء السعوديين، وجمعيات الثقافة والفنون، والعمل على إيجاد مراكز ثقافية، والأنشطة التي تقام هنا وهناك، والأسابيع الثقافية في بلدان العالم، كلها رسل ومؤشرات للنهضة الإبداعية، والتوهج الثقافي، وإطلاق عدداً من القنوات الفضائية ومنها القناة الثقافية، يظل ذلك عقداً تكاملياً للثقافة والإبداع في كافة الاتجاهات، والانفتاح الإعلامي الذي تزهر به مملكتنا الحبيبة في ظل هذه القيادة الحكيمة وطبيعياً تكون النتيجة الحتمية ما نحن فيه وعليه من توهج.. والتلاقح الفكري والثقافي رسالة مخرجة يراها ويرانا بها العالم، وبعدها ينظر لنا بمنظار راقٍ وجميل، حيث الإبداع السعودي في كافة جوانبه، وفي هذا العصر الزاهر أخذت المرأة حقها وستأخذ، بل أخذت تضاهي الرجل في الظهور بكل أطيافه وألوانه، ولوحظ ذلك من خلال المشاركات المحلية والخارجية، ومشاركة الرجل في مجالس الإدارات الأدبية والثقافية وغيرها، وما نتج لها من إبداع وثقافة، وقد ساعد بل خدم في ارتفاع سقف الحرية في مجالات عديدة وخاصة فيما يتعلق بالإبداع بالإعلام وحرية الرأي، والتي تتناسب ومبادئ وعادات وتقاليد الدولة، وبما لا يخل بنا كمسلمين، ومعرض الرياض الدولي للكتاب هو من يشهد هذه القفزة الإعلامية والأدبية والثقافية، والإضاءات التي أضاء بها خادم الحرمين الشريفين المشهدَ الأدبي والثقافي أكبر من أن تذكر أو أتذكرها في مثل هذه العجالة، ولا يمكن للتاريخ أن يجهلها أو يتجاهلها.. ولعل آخر ما سطره حفظه الله من ترسيخ مبدأ الحوار، والذي شمل حوار الأديان كل الأديان، وأخير ما طرحه وأكده من إنشاء مركز لحوار المذاهب الإسلامية، الذي سيذيب كل ما هو غامض بين المذاهب، ويقرب ما هو بعيد.. نعم كلنا ننطوي تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول (ص)، ولكن يبقى الاختلاف معمقاً لهذه العقيدة، شريطة لا يكون هذا الاختلاف خلافاً مفرقاً، نعم للتقارب والتلاحم، والذي يتمثل في الحوار الذي دعا إليه عبد الله حفظه الله تعالى.

وطننا كلك مجد وشموخ، ويحق لنا أن نحتفل بك ونتذكرك، فأنت الوطن، وأنت غالي،والمواطنة لك تجسيد لهذا الغلاء، وهي أمر مقدس ووسام شرف كبير، يحق لنا أن نتباهى به أمام الأمم والشعوب.. وأعتقد جازماً أننا في وطننا المملكة العربية السعودية نفتخر، أليس بهذا الوطن الحرمين الشريفين..؟ وهما أقدس بقعة على وجه البسيطة قاطبة، وهو من يحج إليه المسلمون طوال الوجود..

الوطن قداسة وما أجملها من قداسة، ويجدر بي أن أكرر هذا النشيد وأنا واقفاً وقفة الاحترام والتقدير، هذا النشيد الذي يعلو ويُصدح به كل يوم، وفي إطلالته الصباحية:

(سارعي للمجد والعلياء..... مجدي لخالق السماء

وارفعي الخفاق الأخضر..... يحمل النور المسطر

ردد الله أكبر..... يا موطني

موطني قد عشت فخر المسلمين..... عاش المليك للعلم والوطن)

حقاً إنه وطن يستحق كل إجلال وإكرام، فهو نبراس ومنارة أعتز بها وبوجودي فيها وتحت قبتها؛ قبتي الحرمين الشريفين، وسأبقى ما كنت حياً أتشفع وأتقدس بهما.

- الأحساء Albatran151@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة