Culture Magazine Thursday  05/01/2012 G Issue 359
الثقافة الرقمية
الخميس 11 ,صفر 1433   العدد  359
 
قصص تويترية
الأدب الجديد
فائق منيف

 

عنوان (الأدب الجديد) ليس جديداً، فهو عنوان قديم لمقال لطه حسين تحدث فيه عن تغير الذوق الأدبي بفضل المطبعة التي حملها الفرنسيون، ونهضة النثر وتخلف الشعر في ذلك الأدب العصري الجديد، وهو عنوان أيضاً لكتاب صدر عام 1926 لحسن الجداوي يتضمن مقالات منها مقدمة لديوان الشاعر أحمد زكي أبو شادي. وما زال المصطلح قابلاً للاستخدام، فالأدب لا بد أن يتجدد ليواكب زمنه، وهو إن لم يركب قطار عصره المندفع سيصبح قطعة من تراث المحطة التي يقف فيها. في الثمانينات كانت الحداثة الأدب الجديد حتى اغتالتها مكارثية ألجأتها للانطواء والانطفاء، وساهم بعض أدبائها في انطفائها بالإغراق في الرمزية والغموض حتى خيل إليهم أن النص الأدبي أرقى من أن يفهم، فانصرف الناس عنها وتركوا روادها لنخبويتهم، استغل هذا الفراغ الشعر العامي فاستأثر بالجمهور والإعلام، مسطحاً في بعض نتاجه الفكر واللغة مما حدا ببعض من ينضج فكرياً فيه إلى الهجرة إما لعالم الشعر والأدب عبر الفصيح أو إلى الإعلام دافنا موهبته الشعرية. في عصرنا هذا ظهر أدب جديد بإمكانه سحب البساط من العامي وإعادة الفصحى إلى وهجها، وتقريبها من الناس وهمومهم، وتنقية آدابها من الفوقية التي أبعدتها عن مجتمعها، هو أدب يمتطي صهوة الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي الإنترنتية فيأتمر بشروطها ويتأقلم مع متطلباتها، ويجمع هذا الأدب الجديد بين التلقائية والعمق، والوضوح والرمزية، والبساطة وجمالية اللغة، الغلبة فيه للفكرة وإبداع المخيلة أكثر من زخرفة المفردات وتقعرها. وأهم من ذلك أنه يعبر عن هموم الناس -الشباب منهم خاصة- وآلامهم وأفراحهم، ويزيل الحواجز النفسية الاستعلائية التي أقيمت بين المجتمع والأدب بواسطة بعض الأدباء.

fmuneef@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة