Culture Magazine Thursday  05/01/2012 G Issue 359
قراءات
الخميس 11 ,صفر 1433   العدد  359
 
«مشيخات الخليج العربيات في الأربعينيات الميلادية من القرن العشرين» مشاهدات وذكريات -2-
أحمد عثمان البسام

 

2 - من «قطر» إلى «دبي»:

بعد أن قرر «نوخذة» سفينتنا قطع رحلته إلى «دبي» لعدم جدواها والعودة أدراجه إلى «الكويت»، خصوصاً بعد أن اكتشف في أحد الصاريتين شيئاً من التصدع ينذر بحدوث ما لا تحمد عقباه لأحد الشراعين، وبسبب ما لاقاه من متاعب ومشاق هو وسفينته وبحارته منذ مغادرته «الكويت» حتى وصوله «قطر»، وكان علينا نحن الركاب الخمسة أن نقرر كذلك، ونختار إما النزول في «قطر» أملاً في الحصول على وسيلة تنقلنا منها إلى «دبي»، أو أن نعود معه إلى «الكويت»، فقرر أربعة منا العودة، أما كاتب هذه السطور فقد كان متردداً، فأردت أن أستشير مُضيفي الذي زودني أخي بخطاب إليه، وهو تاجر قطري على علاقة عمل معه، والذي جاءني إلى السفينة بعد عِلْمِه بوصولي عن طريق أحد مواطنيه الذي حمل مني رسالة شفوية إليه، فطلبتُ نصيحته فيما إذا كان في الإمكان الحصول على وسيلة في غضون ثلاثة أيام أو حتى أسبوع، فطمأنني، لأنني لا أريد أن أكون ضيفاً ثقيلاً، وأبقى لديه أكثر من مدة الضيافة الشرعية، فأخذت بنصيحته، وغادرت السفينة واصطحبني معه إلى منزله العامر وأنا في قلق يساورني خوفاً من أنني لم أتخذ القرار الصائب، خصوصاً، بعد أن رأيت، ونحن ما زلنا في البحر مقبلين على «قطر» مظاهر تدل على عزلة البلد وبُعدِه، وقلة السفن التي تأتي إليه، أو تخرج منه، وأن الناس الذين رأوا سفينتنا وهي مقبلة عليهم، كانوا يتصرفون وكأنهم لم يروا سفينة تأتيهم منذ زمن بعيد، وللدلالة على ما أقول، أننا حين أقبلنا على ساحله، ونحن على بعد منه، رأينا أمراً أثار دهشتنا، حيث شاهدنا حشداً من الناس يتجمهر على الشاطئ، وآخرين اعتلوا سطوح المنازل المتناثرة من حوله، ومعهم مناظير مقربة، يرقبون من خلالها هذا الشراع المبحر إليهم والمقبل عليهم على غير انتظار، آملين أن تكون هذه السفينة تحمل بضاعة لأحد تجارهم، أو قريباً عزيزاً قادماً بعد طول غياب، أو أنباءً سارة، أو رسائل من أقرباء وأحباء لهم.

وما إن اقتربنا من المرفأ، وسفينتنا تدرج على مياهه الهادئة حتى ألقى البحارة بالمرساة غير بعيد عن الشاطئ، حينها أقبلت على السفينة أعداد من القوارب الصغيرة وأصحابها يجدفون مسرعين، فأحاطت بنا من كلّ جانب، واعتلوا ظهر السفينة يستطلعون ويسألون ويرحبون.

هذا ما كان عليه «قطر» في أربعينيات القرن الميلادي الماضي من موقع ناء، وبُعد عن الطريق الملاحي الذي تسلكه السفن الشراعية التي لا تمر عليه إلا نادراً، حتى بواخر الشركة الإنجليزية «كري ماكينزي» لم تكن لترسوا في مرفئيها، لكونه غير مهيأ لاستقبال مثل هذه البواخر الكبيرة لقلة عمقه وضحالة مياهه، كما أن «قطر» آنذاك كانت خالية تقريباً من أية خدمات قد يحتاجها المسافر، إذ لا فنادق أو شقق للسكن فيها، ولا خدمات بريدية أو اتصالات سلكية ولا سلكية، ولا مطار أو طائرات، ولا أجهزة راديو أو محطة إذاعة، ولا خدمات ماء أو كهرباء، ولا مطاعم، ونادراً ما ترى سيارات تجوب دروبها المتربة، وأزقتها الضيقة، وبيوتها المتواضعة، فيما عدا بيوت شيوخها وتجارها القليلة المشيدة بالاسمنت أو تلك المبنية بالطين والمطلية من الخارج بالجُص، شأنها في ذلك شأن سائر المشيخات الخليجية الأخرى، اللهم إلا «البحرين» بسبب كونها مقراً للمقيم أو الحاكم البريطاني، والتي منها تُدار سائر المشيخات في الخليج العربي، والتي لقيت من العناية بها والاهتمام بشؤونها ما لم تحظ به شقيقاتها الأخريات!

ومضت أيام ثلاثة من وصول «قطر» ثم مرت ثلاثة أخرى، وما من سفينة إلى «دبي» كما توقع مُضيفي، الذي أخبرني فيما بعد ألا أمل قريباً في الحصول على مثل هذه السفينة، والسبب، كما قال، كون شهر رمضان على الأبواب، وبعده أيام العيد، وكلاهما يفضل فيهما أصحاب السفن والمسافرون تمضيتهما في بلدهم ولدى أهليهم!

وحل شهر رمضان، وفي أحد أيامه الأولى، علمت من مضيفي أن هنالك «لنج» وهو سفينة خشبية متوسطة الحجم، تسير بالمحرك والشراع معاً، يزمع السفر إلى «دبي»، ولكن بعد العيد مباشرة، ففرحت لهذا النبأ السار، ولو أن السفر بعد حين، فرؤيتك بصيصاً من النور في نهاية النفق، خير من أن تبقى بلا نور، ثم زَفَّ إليَّ مُضيفي بشرى ثانية، عندما أسَرَّ لي قائلاً: إن أردت أن تأخذ راحتك، وتسكن وحدك لحين سفرك، فلا مانع عندي، إذ لدينا بناية جيدة قريبة من هنا، تقع على الشاطئ مباشرة، فإن أردت أن تسكنها فعلى الرحب والسعة، شريطة أن تبقى في ضيافتنا، حين يحين موعد سفرك، فوافقت فوراً، شاكراً له بالغ كرمه، وخالص مروءته، وطيب أخلاقه، وانتقلت إلى مقر سُكنايَ الجديد، فوجدته بيتاً كبيراً، في حالة جيدة، وعلى البحر مباشرة، وكان في مدخله غرفتان متقابلتان عن اليمين وعن الشمال، جعلتُ إحداهما للراحة والنوم، والأخرى، وكانت خالية، جعلتها للماء والاغتسال، وكان هناك أيضاً داخل هذه البناية فناء واسع تحيط به مخازن فيها سلع وبضائع تعود لمضيفي ولغيره من التجار، ولما لم يكن في البناية أحد يشغلها سواي، فقد اعتبرت نفسي مسؤولاً مباشراً عما فيها من بضائع يلزمني المحافظة عليها، وبسبب هذا الشعور بالمسؤولية، فقد حدث لي موقف طريف يحسن بي أن أرويه لطرافته:

ففي صباح أحد الأيام، بعد استيقاظي من النوم، وفيما كنت أغسل وجهي، سمعت صوت خطوات مسرعة لشخص يدخل المكان ويتجه إلى المخازن، فأسرعت أزيح رغوة الصابون عن وجهي وعيني، وخرجت مسرعاً أستطلع الأمر، فإذا بي أرى رجلاً يحث الخطى في طريقه إلى الداخل، وكان يحمل عصاً ويعتمر غترة بيضاء، فوقها عقال أبيض، ويشتمل مشلحاً أبيض خفيفاً تشوبه صفرة، فلحقت به، وأنا أناديه بصوت فيه شيء من الحدة: يا عم.. سامحك الله.. المفروض أن تستأذن عند دخولك، ففي هذا المكان أموال للناس!. فتوقف، ثم إلتفت نحوي، وصار ينظر إليَّ بوجه طلق تعلوه ابتسامة مشرقة، وهو يعتذر، وسيما الوقار والسماحة والخلق الرفيع تشع من ملامح وجهه، فخجلت، وصرت أعتذر إليه، ولكنه بادرني قائلاً: لا بأس يا ولدي.. فعملك طيب.. ولكن لي بضاعة هنا جئت لأراها، ثم بادرني بالسؤال: ولكن من أنت؟! ومن أين أنت قادم؟! فأجبته، ثم راح يسألني عن أشخاص يعرفهم في «الزبير»، كما كان يعرف أخي في «دبي»، ثم فاجأني قائلاً: يا ولدي.. ما الذي دعاك لأن تغادر بلدك، وهي بمثابة الجنة نسبة لما نحن عليه؟

أجبته قائلاً: أنتم في خير يا عم، ومقبلون على خير إن شاء الله!

فقال: سوف نكون في خير، يا ولدي، أن هم وجدوا النفط الذي يبحثون عنه، لقد وجدوه في الكويت والبحرين والسعودية، وسوف تتحسن أحوالهم!

قلت له: وسوف يجدونه عندكم، وسوف تتحسن أحوالكم، إن شاء الله!

فمد إليَّ يده مصافحاً ومودعاً وهو يقول: أللَّه يسمعً منك.. في أمان الله يا ولدي!

وفيما كنت عائداً منه إلى غرفتي، إذا بي أرى أحد إخوة مضيفي يدخل البيت مسرعاً، وهو يسألني في لهفة: أين الشيخ؟! له رأيته؟! وسألته أي شيخ؟! قال: الذي دخل لتوه.. أو لم تعرفه؟! إنه شيخنا.. ولم أعرف ماذا كان يقصد بقوله: «شيخنا»، هل يقصد أنه حاكم البلد، أم أنه أحد شيخه!

وهكذا، فقد جئت ماراً ب»قطر» على أمل أن أغادرها في غضون ثلاثة أيام أو أسبوع على الأكثر، فإذا بي أظل فيها طيلة أيام شهر رمضان وأيام العيد، وأنا أرفل في ضيافة تلك الأسرة الكريمة، وهذا مصداق ما ذكرته آنفاً عن قلة السفن التي تسافر من وإلى «قطر» بسبب موقعها أولاً، وضعف نشاطها التجاري، في الداخل، وبينها وبين الخارج، ثانياً!

وأخيراً، حان موعد مغادرتي «قطر» البلد الطيب، فقد وفى صاحب السفينة «اللنج» بوعده، والسفر في موعده، فلولاه ربما كنت سأبقى شهراً آخر انتظاراً لمركب غيره، وتحرك بنا، صباح يوم رائق، بماكنته البخارية، وشراعه الجديد، الذي عانقته الريح الشمالية، دون أن تتخلى عن عناقه، فسار «اللنج» بسرعة مضاعفة من ماكنته وشراعه متجهاً إلى «دبي» التي أمضينا في البحر إليها نهار ذلك اليوم وليله، وفي نهار اليوم التالي وصلناها بالسلامة، والحمد لله!

كانت «دبي» في تلك الأربعينيات الميلادية، بلداً صغيراً، وعدد سكانه قليل، ومواطنوه من العرب الأقحاح الذين يعتزون بأصولهم وتقاليدهم، إلا أن «دبي» آنذاك، لم تمسها يد العمران والتقدم بعد، ولكن وضعهم المعيشي جيد، وقد استغلت جارتها «إيران» بشعبها الفقير، قلة عدد مواطنيها، فهاجر إليها منها خلق كثير، واستوطنوها شأنها في ذلك شأن معظم مشيخات الخليج العربي ذات الأهمية في موقعها ومركزها التجاري كالكويت والبحرين ودبي وسائر المشيخات الصغيرة، على تفاوت في أعداد المهاجرين إليها، حسب أهميتها وفائدتها لهم، وقد برز منهم اليوم كبار التجار ورجال الأعمال، أما العرب الذين هاجروا إليها في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين، من أبناء «الزبير» و»الكويت» و»السعودية» فعددهم قليل نسبياً، والذين هم من مواطنيها اليوم، وقد مارسوا العمل التجاري كما فعل الآخرون، مستفيدين من عزوف أهل «دبي» الأصليين عن ممارسة التجارة آنذاك، لاعتبارهم إياها مهنة متواضعة المستوى، مفضلين عليها المهن البحرية مثل بناء السفن الخشبية الشراعية، امتلاكها يمخرون بها عُباب البحار محملة بالبضائع والمسافرين، متجهين بها إلى الهند وبحر العرب وشرقي أفريقيا، كما يفضل بعضهم العمل على سفن الغوص بحثاً عن اللؤلؤ والاتجار به، كما يعمل بعضهم ربابنة وبحارة على ظهور السفن في أعالي البحار.

هذا كان بالأمس، أما اليوم فقد اختلف الوضع تماماً، فصارت «دبي» كما يعلم الجميع «هونك كونغ» أو «شنغهاي» الخليج، بفضل موقعها الجغرافي الجيد، ومركزها التجاري المهم، وإخلاص حكامها وذكائهم وانفتاحهم على العالم، فصارت «دبي» قبلة المستثمرين من تجار ورجال مال وأعمال، وملاك العقار، وهاجرت إليها رؤوس الأموال الباحثة عن الأمن والاستقرار، وأنشئت فيها مدن حرة أقيمت عليها المصانع، وانتقلت إليها مراكز البحوث العلمية، ومحطات الإذاعة والتلفزة، التي تنشد حرية البث الهوائي والنشر الفضائي بعيداً عن أعين الرقباء وآذانهم!

وما يجري اليوم في «دبي» ينسحب على سائر دول الخليج العربي كالمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وعُمان والتي أصبحت بفضل الله، ثم بفضل حكمة ملوكها وأمرائها، وحسن إدارتهم لشؤونها، مثلاً يحتذى في التقدم العلمي والعمراني والاقتصادي والاجتماعي وسائر مناحي الحياة!

وبعد أسبوع من وصولي «دبي»، أشار عليَّ أخي بزيارة الشيخ «راشد بن سعيد آل مكتوم»، حاكم «دبي»، والذي كان والده الشيخ «سعيد» قد عهد إليه إدارة شؤون البلد مكانه، نظراً لكبر سنّه، وكان مقر الشيخ «راشد» هو مجلسه الكائن في الجانب الآخر من «دبي» والمسمى بَرَّ «ديره»، والذي يفصل بينهما خورُ «دبي» الشهير، ولم يكن هناك جسر يربط بينهما آنذاك، بل كانت وسيلة العبور بين الجانبين مجموعة من القوارب الصغيرة التي يقودها أصحابها بالمجاديف، فتراها تنتشر على مياه الخور رائحة غادية بلا توقف، تنقل الركاب من جانب إلى آخر مقابل أجر زهيد مقداره «أنتان»، هذا إن كنت تريد أن تركب القارب لوحدك، أما إن كنت ضمن الركاب الثمانية الذين يعبر بهم صاحب القارب في كل مرة، فالأجرة «بيزتان»؛ و»الآنة» و»البيزة» و»الآردي» هي أجزاء العملة الهندية المسماة ب»الروبية» التي كانت العملة الرسمية لجميع مشيخات الخليج العربي في ذلك الوقت، لقد أخبرني أخي بأن مجلس الشيخ «راشد» مفتوح للجميع، بلا بوابين ولا حُراس، وهو إنسان كريم ومتواضع يستقبل في مجلسه الصغير كما يستقبل الكبير، وهذا ما كان عليه حكام الخليج، ولا يزالون كذلك!

وعبرتُ الخور الذي يستغرق عبوره حوالي خمس دقائق، ووصلت بر «ديره» ونزلت قرب مكاتب جمرك «دبي» الواقع على الخور مباشرة حيث مقر الشيخ «راشد»، وأقبلت على مجلسه وأنا متهيب، إذ قلت في نفسي: هل حقاً سيستقبلني وأنا إنسان بسيط وفتى يافع؟! وهل لديه متسع من الوقت لأشغله بزيارتي؟! ولكني توكلت على الله، وما إن مست إحدى قدمي، وكانت اليمنى على ما أتذكر! عتبة باب المجلس إلا ورأيت «أحدهم» يهب واقفاً منتصب القامة وفي يده بندقية ضخمة من صنع محلي، ثم رأيت جميع من المجلس يهبون مثله واقفين، وبيد كل واحد منهم بندقيته، فكنت تسمع لوقفتهم جلبة، ولبنادقهم قعقعة، فتعجبت وسألت نفسي: ترى لمن وقف هؤلاء؟! لا بد أن ورائي شخصية مهمة وقفت أنا في طريقها، فالتفت خلفي فلم أر أحداً غيري عند الباب، وسمعت الرجل الذي هب واقفاً أولاً يدعوني قائلاً: تفضل.. تفضل.. حيّاك الله! وكان الداعي هو الشيخ راشد نفسه والذي لا تستطيع أن تميزه عن الآخرين، فلباسه مثلهم، وبندقيته كبنادقهم، ثم أخذ بيدي، حيث أجلسني بجانبه، وإلى يمينه، فجلس بعد جلوسه الحاضرون، ثم أديرت فناجين القهوة، فأصر الشيخ راشد - رحمه الله - على أن يكون الفنجان الأول من نصيبي!

جئت لزيارة «دبي» شهراً ونصف الشهر فقط، ولكني، بعد أن رأيت حاكم البلد بمثل هذا الكرم والتواضع والبساطة، كما رأيت أهل البلد بلطفهم وتآلفهم وحبهم لغيرهم، حينئذ أحببت البلد وأهله فبقيت فيه سنة ونصف السنة أساعد أخي في أعماله، ومتابعة معاملاته، وإنهاء إجراءاتها لدى الجمارك، وكتابة رسائله وبرقياته، والسفر إلى جارات «دبي» من المشيخات القريبة، لإنجاز بعض أعماله فيها وزيارتها للسلام على حاكميها الذين يماثلون في كرهم وتواضعهم وبساطة حياتهم وترحيبهم بزائريهم، على اختلاف أجناسهم ومراتبهم وأعمارهم، الشيخ «راشد»، وسائر إخوانه حكام المشيخات الأخرى، علماً بأن «أبوظبي» و»دبي» و»الشارقة» و»أم القوين» و»رأس الخيمة»، و»عجمان» و»الفجيرة» تضمهم اليوم دولة واحدة قوية هي دولة «الإمارات العربية المتحدة»، أعزها الله، وأعز سائر شقيقاتها» دول مجلس التعاون في خليجنا العربي خاصة، وباقي الدول العربية في عالمنا العربي عامة!

الرحلة الثالثة:

من «دبي» إلى «جنوبي إيران»

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة